اِسْتَضافت جامعةُ المنيا، فعالياتِ الندوةِ التثقيفيةِ الحاديةِ والتسعين التي تنظمها قواتِ الدفاع الشعبي والعسكري للجامعات والمعاهد، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تحت شعار "بالإرادة تنكسر القيود" وذلك في إطارِ رسالتها الوطنيةِ للتوعية، وترسيخِ قيمِ الولاءِ والانتماءِ لدى الطلاب، وتعزيزِ فهمِهم لدورِ القوات المسلحة في حماية الأمن القومي.
جاءت الندوةُ بحضورِ الدكتور عصامُ الدينِ صادقٌ فَرَحات، رئيسُ جامعةِ المنيا، واللواء عصام كدواني محافظ المنيا، واللواء أركان حرب هشام حسني، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، والدكتور جمال أبو المجد رئيس جامعة اللوتس، ورئيس جامعة المنيا الأسبق، والدكتور مصطفي عبد النبي، رئيس جامعة المنيا السابق.
وأكد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا أن الندوات التثقيفية تمثل نافذة مهمة لبناء وعي الشباب وترسيخ هويتهم الوطنية، مشيراً إلى أن بناء الإنسان الواعي والمستنير يأتي في مقدمة أولويات الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأوضح أن الشباب هم القوة الحقيقية القادرة على صون مقدرات الوطن، وأن الجامعات المصرية تلعب دوراً محورياً في غرس قيم الانتماء والمسؤولية وبناء الشخصية الواعية القادرة على مواجهة الشائعات وتحديات العصر.
وقال المحافظ إن ما تشهده مصر من إنجازات تنموية كبرى يستلزم وعياً يحمي هذه المكتسبات، مؤكداً أن تماسك الجبهة الداخلية سيظل الركيزة الأساسية لعبور جميع التحديات، ومعرباً عن تقديره للدور الوطني الذي تقوم به قوات الدفاع الشعبي والعسكري في نشر الفكر الصحيح وتعزيز مفهوم المواطنة داخل الجامعات.
وأعرب الدكتور عصام الدين صادق فرحات، رئيس جامعة المنيا، في كلمته، عن سعادته واعتزاز الجامعة باستضافة هذا الحدث الوطني الكبير، مثمنًا الدورَ المهمَّ الذي تقوم به قواتُ الدفاع الشعبي والعسكري في نشر الثقافة والوعي، ومواجهة الشائعات، وتقديم نماذج مضيئة للتضحية والفداء، وكذلك دورها المحوري في رفع الوعي لدى طلاب الجامعات وإلقاء الضوء على التحديات الراهنة التي يواجهها الوطن.
وأكد رئيس الجامعة أن جامعة المنيا تضعُ الأنشطةَ التثقيفيةَ والوطنيةَ في صدارةِ أولوياتها؛ لما لها من دورٍ مهم في ترسيخ قيم الانتماء، وبناء المسئولية والوعي لدى الشباب، مشيدًا بالتعاون المستمر بين الجامعة ومؤسسات الدولة المختلفة في نشر الوعي وتعزيز الأمن الفكري والوطني لدى أبنائها الطلاب، مشيراً إلى أن استضافة الندوات النوعية لقوات الدفاع الشعبي تُعَد فرصةً مهمة لتعميق إدراك الطلاب بقضايا وطنهم، وتعريفهم بتاريخ القوات المسلحة ودورها الوطني الراسخ.
وفي بداية كلمته، نقل اللواء أركان حرب حسام حسني، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، تحيات الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، معربًا عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة المنيا، إحدى منارات العلم والفكر في صعيد مصر، مشيداً بما قُدِّم خلال الفعاليات من فقرات فنية ومسرحية وتثقيفية تحمل روح جامعة المنيا المميزة، وتبعث رسائل مهمة للطلاب، حماة الوطن وصُنّاع مستقبله، مؤكدًا أن ما نجحت الدولة المصرية في مواجهته من تحديات يعكس حكمة القيادة السياسية ورؤيتها السديدة، وإرادة الشعب المصري العظيم، الذي ظلّ وما زال حائط الصد أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار.
ووجّه اللواء حسام حسني التحية لشهداء الوطن الأبرار الذين لولا تضحياتهم ما بقيت مصر شامخة صامدة، مشددًا على أن القوات المسلحة ستظل تبذل كل جهد في الحفاظ على هذه الأمانة، وستبقى مصنع الوطنية، والدرع الحارس لشعب مصر العظيم وأرضه المقدسة.
ودعا الطلابَ والحضور إلى التركيز على الإيجابيات والإنجازات التي تتحققت على أرض الواقع، والابتعاد عن الشائعات والأفكار المغلوطة، والعمل على نشر الوعي الوطني بين زملائهم، موضحًا أن الدولة المصرية أصبحت اليوم أكثر ثباتًا واستقرارًا، بفضل الجهد الكبير الذي تبذله القيادة السياسية في المشروعات التنموية التي تؤتي ثمارها يومًا بعد يوم على أرض مصر الحبيبة.
وقدّم اللواء هشام سالم، خلال الندوة، محاضرة موسّعة تناول فيها دور القوات المسلحة في الحفاظ على الأمن القومي المصري وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية، مستعرضًا تحليلًا دقيقًا للمفاهيم والمصطلحات المرتبطة بمهام القوات المسلحة، ومفهوم الدولة باعتبارها كيانًا سياسيًا وقانونيًا ودوليًا، متطرقاً إلى الأهمية الجيوسياسية لموقع مصر، وتأثير العوامل الجغرافية والموارد والتضاريس والتهديدات والمخاوف الأمنية والأيديولوجية على الأمن القومي والوطني، إلى جانب توضيح مفهوم المصلحة الوطنية، ودور القوات المسلحة في أوقات السلم والحرب، وموجّهًا رسالة للشباب دعاهم فيها إلى الخروج من دائرة العزلة الافتراضية والانشغال بالمحمول، والانخراط في الواقع، مؤكداً أن الانتصارات الحقيقية والمعجزات تتحقق بتكاتف الوطن شعبًا وجيشًا، وبوعي أبنائه وقدرتهم على مواجهة التحديات.


