كشف المخرج نيكولا خوري عن التحديات التي واجهها في فيلمه الأخير "ثريا حبي" الذي عُرض في مهرجان القاهرة بدورته الأخيرة، وحاز جائزة أفضل فيلم وثائقي.
وأوضح نيكولا خوري، في تصريح خاص لـ «صدى البلد»، أن التحدي الحقيقي في البداية لم يكن إقناع ثريا بالمشاركة، بل احترام حدودها الداخلية، إذ كانت تحتفظ بذكريات وتجارب مكثت طويلًا في أعماقها قبل أن تسمح للكاميرا بالاقتراب منها. أما التحدي الأكبر فكان خلال عملية المونتاج، بعد تسجيل ما يزيد على 150 ساعة من الأحاديث.
وأضاف خوري أن التعامل مع هذا الكم الهائل من المواد كان أشبه بالتجول في متاهة من المشاعر والزمن، وكان الأرشيف وحده كفيلًا بصناعة مئات الأفلام، لكن الأهم كان العثور على الخيط الخفي الذي ينسج فيلمًا قائمًا على حضور ثريا الفريد الذي لا يمكن استبداله. ولهذا استغرق تحويل هذا المزيج من الذكريات والصور والمواد المتناثرة إلى بناء سردي متماسك أكثر من عام ونصف من العمل الدؤوب.
فيلم "ثريا حبي"
"ثريا حبي" فيلم وثائقي لبناني–قطري ناطق بالعربية، تبلغ مدته 81 دقيقة، ويأخذ المشاهد في رحلة عميقة داخل عالم الفنانة ثريا بغدادي، مستعيدًا علاقتها بزوجها الراحل، المخرج الكبير مارون بغدادي، بعد ثلاثة عقود من رحيله.
يعتمد الفيلم على لقطات من فيلم مارون بغدادي "حروب صغيرة" (1982) الذي وثّق لحظة لقائهما الأولى، ويستند كذلك إلى أرشيفات شخصية ومقابلات تكشف تفاصيل حياتها الداخلية.
ويركز العمل على علاقة ثريا بجسدها بعد سنوات من الرقص والتأمل، كما يتأمل فكرة الحداد واستعادة الذاكرة، عبر سرد بصري حميم ينسج بين الماضي والحاضر بروح شاعرية.
وضمّت لجنة تحكيم مسابقة أفضل فيلم وثائقي كلًا من: جولي بيرجيرون (منتجة – فرنسا)، بسام مرتضى (مخرج ومنتج – مصر)، وعلا سلامة (المديرة التنفيذية لمؤسسة فيلم لاب فلسطين – فلسطين).



