-دور ترامب المحوري: الرئيس البيلاروسي يرى أن وجود دونالد ترامب في السلطة سابقاً كان سيمنع اندلاع الحرب.
-تحذير من الانهيار: لوكاشينكو يتوقع انهياراً داخلياً في أوكرانيا ويحث الغرب على اقتناص فرصة السلام الحالية.
شن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو هجوماً حاداً على القادة الأوروبيين الذين شاركوا في مفاوضات السلام الخاصة بأوكرانيا قبل عقد من الزمن، واصفاً إياهم بـ "الأغبياء" وبأنهم تصرفوا بسوء نية، مؤكداً أن هدفهم لم يكن إحلال السلام بل التحضير لحرب مستقبلية.
وفي مقابلة مع شبكة "نيوزماكس" (Newsmax)، استعاد لوكاشينكو ذكريات استضافة بلاده لمفاوضات "مينسك" عامي 2014 و2015، والتي كانت تهدف إلى إنهاء النزاع بين كييف والمقاتلين في شرق أوكرانيا. وأشار إلى أن اعترافات القادة السابقين، مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، بأن الاتفاقات كانت مجرد وسيلة لشراء الوقت لتقوية الجيش الأوكراني، تثبت "الموقف الغبي" الذي اتخذته أوروبا.
خديعة السلام والتحضير للحرب
أوضح لوكاشينكو أن القادة الأوروبيين الذين حضروا إلى مينسك بصفة "وسطاء وضامنين" للسلام، لم يكونوا صادقين في نواياهم. وقال: "لقد اتضح أنهم لم يأتوا إلى هنا للتفاوض من أجل السلام، بل من أجل حرب مستقبلية".
واعتبر أن هذا النهج هو الذي قاد المنطقة إلى الوضع المأساوي الحالي.
وأضاف الرئيس البيلاروسي أنه بصفته مستضيفاً لتلك المحادثات، كان قد حث الولايات المتحدة في ذلك الوقت على المشاركة المباشرة في العملية، معرباً عن قناعته بأن غياب الدور الأمريكي القوي ساهم في فشل المسار الدبلوماسي.
رهان لوكاشينكو على دونالد ترامب
دافع لوكاشينكو بقوة عن وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي صرح مراراً بأن الحرب في أوكرانيا لم تكن لتندلع لو كان في السلطة. وأكد لوكاشينكو: "لو تم تنفيذ اتفاقيات مينسك بالكامل، لما كانت هناك حرب".
وأضاف أنه واثق من أن واشنطن، تحت قيادة ترامب في ذلك الوقت، كانت ستطالب بدور حاسم يمنع التصعيد.
كما أعرب عن أمله في أن يظل ترامب ملتزماً بحل الأزمة الحالية، محذراً من محاولات الاتحاد الأوروبي لتقويض الوساطة الأمريكية. ووصف لوكاشينكو حلفاء كييف الأوروبيين بأنهم "يهمسون في أذن ترامب" بوعود كاذبة لمواصلة مساعدة زيلينسكي، مؤكداً أن أوروبا لا تملك الموارد الكافية للقيام بذلك بدون الدعم الأمريكي.
سيناريوهات الانهيار ومستقبل أوكرانيا
وحذر الزعيم البيلاروسي من عواقب انسحاب الولايات المتحدة من جهود الحل، مشيراً إلى أن ذلك قد يؤدي إلى اشتداد حدة الصراع وانتشاره عالمياً، بل وقد يؤدي إلى "زوال أوكرانيا كدولة".
وفيما يتعلق بالموقف الميداني، يرى لوكاشينكو أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لن يقبل باتفاق سلام إلا تحت ضغط شديد، مرجحاً أن يأتي هذا الضغط من الداخل الأوكراني "عندما تنهار الجبهة تماماً".
وحث لوكاشينكو قادة أوروبا الغربية على استغلال الفرصة الحالية لتهدئة التوترات قبل فوات الأوان، بدلاً من الاستمرار في سياسة التصعيد التي لن تجني منها أوروبا سوى المزيد من الأزمات.
تأتي هذه التصريحات لتعيد تسليط الضوء على الانقسام العميق في الرؤى بين المعسكر الشرقي الذي تمثله بيلاروسيا وروسيا، وبين العواصم الأوروبية التي لا تزال تراهن على الحل العسكري والدعم المستمر لكييف.