قال مرصد الأزهر العالمي لمكافحة التطرف، عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”: "بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يرفع هذا العام شعار "مسارات مبتكرة للغة العربية"، نُدرك أننا لا نحتفي بمجرد وسيلة للتواصل، بل بكيان حضاري شامخ يجمع بين الأصالة والحداثة".
وأضاف المرصد أن اللغة العربية هي الركيزة التي حفظت للبشرية تراثًا فكريًا وعلميًا هائلاً، وهي اليوم تمضي نحو المستقبل بروح الانفتاح والشمول، متجاوزةً حدود الجغرافيا لتكون صلة وصل بين أكثر من 400 مليون ناطق بها، مؤكدةً حضورها كواحدة من أكثر اللغات حيوية واستدامة في العالم.
ونوه إلى أن اللغة العربية تستمد عظمتها من خصائص فريدة، فهي لغة "ثابتة وراسخة" تحدت الزمن؛ فبينما تتغير اللغات الأخرى وتندثر مفرداتها عبر القرون، بقيت العربية لغة حية نفهم أدبها القديم وكأنه كُتب اليوم.
وذكر أن هذا الصمود لم يكن ليتحقق لولا ارتباطها الوثيق بالقرآن الكريم، الذي منحها هيبةً وهيمنةً وجعلها "مستودعًا لذخائر الأمة"، فهي الوعاء الذي احتضن الفكر الإسلامي، والقانون، والفلسفة، والعلوم، مما جعل من تعلمها مفتاحًا لفتق الأذهان واستيعاب أعمق صور البيان والبلاغة.
ويُعد إحياء هذا اليوم هو دعوة لاستشراف "مستقبل لغوي أكثر شمولاً"، نُعزز فيه مكانة اللغة العربية في الفضاءات الرقمية والبحثية، ونستثمر في فصاحتها لتكون أداة للحوار العالمي.
فالعربية ليست لغة شعائر وعبادات فحسب، بل هي لغة الثقافة، والسياسة، والعلم، وشخصية الأمة التي لا تنفصل عن لسانها، وهي الضمانة الحقيقية لبقاء تراثنا حيًا وفاعلاً في صياغة ملامح المستقبل.



