قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن الجهود المصرية ما زالت تمثل محور التحركات الإقليمية والدولية الرامية إلى احتواء التوتر في قطاع غزة والحفاظ على مسار وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن مصر تتبنى موقفًا واضحًا يرفض استهداف المدنيين أو فرض ترتيبات أمنية من طرف واحد.
أوضح البرديسي، في تصريحات لقناة «إكسترا نيوز»، أن القاهرة تتحرك وفق رؤية ثابتة تقوم على التنسيق المكثف مع الأطراف الدولية والمنظمات المعنية، رغم ما وصفه بالعقبات المتعمدة التي تضعها إسرائيل أمام مساعي التهدئة، لافتًا إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة تكشف نية إسرائيل إعادة الأوضاع إلى دائرة التصعيد.
وأشار إلى أن توسيع العمليات العسكرية واستهداف البنية التحتية داخل القطاع يأتي في إطار محاولات لإجهاض أي حديث عن وقف دائم لإطلاق النار، وتعطيل مسار التسوية الشاملة، عبر التذرع بمبررات غير واقعية تتعلق بملفات تم حسمها خلال المراحل السابقة من الاتفاق.
وأكد خبير العلاقات الدولية أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها في المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، سواء فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية أو تنفيذ الانسحابات وفق الخرائط المتفق عليها، في وقت التزمت فيه الفصائل الفلسطينية ببنود الاتفاق، ما يثير تساؤلات جدية حول فرص الانتقال إلى المرحلة التالية.
وأضاف أن المرحلة الثانية تعد الأكثر حساسية وتعقيدًا، في ظل محاولات إسرائيل ربطها بشروط سياسية وأمنية تتعلق بمستقبل إدارة القطاع، مشددًا على أن أي تسوية قابلة للاستمرار تتطلب تنفيذًا كاملًا ومتوازنًا لجميع مراحل الاتفاق دون انتقاص أو إعادة تفسير.