أعلن فريق من الباحثين في مجال الروبوتات الدقيقة عن إنجاز علمي لافت يتمثل في تطوير روبوت مصغر بحجم حبة الملح تقريبًا يتمتع بـ قدرات حسية متقدمة ومقدرة على اتخاذ قرارات بشكل مستقل.
وقد أثارت هذه النتيجة انبهار الأوساط العلمية، لما تمثله من طفرة في مجالات الطب، الاستكشاف، والتطبيقات الصناعية الدقيقة.
حجم مصغر مع قدرات حسية متطورة
يعتمد الروبوت الصغير على تقنيات حسية متقدمة تتضمن أجهزة استشعار متناهية الصغر قادرة على التقاط إشارات بيئية مثل درجة الحرارة، الضغط، والمركبات الكيميائية بدقة عالية.
وأشار الباحثون إلى أن تلك الحساسات مدمجة بشكل متطور داخل هيكل الروبوت الذي لا يتجاوز سمكه بضعة ميلليمترات، وهو ما يجعل إدراجه في البيئات الضيقة والحساسة ممكنًا.
نظام اتخاذ القرارات الذاتي
يتميز هذا الروبوت بـ معالج دقيق مدمج يسمح له بمعالجة البيانات المستقبلة واتخاذ قرارات فورية دون الحاجة لتدخل خارجي مباشر.
وأوضح الفريق البحثي أن الروبوت يستخدم خوارزميات تعلم محلية تمكّنه من التكيف مع البيئات المتغيرة وتحسين أدائه تدريجيًا مع مرور الوقت.
تطبيقات طبية واستكشافية محتملة
رأى الباحثون أن لهذا الروبوت تطبيقات طبية واعدة، منها المراقبة الداخلية للأنسجة البيولوجية، وتسليم الأدوية بدقة إلى مناطق محددة من جسم المريض دون تدخل جراحي تقليدي.
كما أشاروا إلى إمكانية استخدام هذه الروبوتات في استكشاف البيئات الخطرة أو الضيقة التي يصعب على الإنسان الوصول إليها، مثل الكهوف والأنابيب الضيقة والمناطق الملوثة.
تحديات تقنية تم تجاوزها
أوضح الفريق أن التحدي الأكبر كان في إدماج جميع هذه الأنظمة المعقدة في حجم صغير جدًا مع الحفاظ على استهلاك الطاقة المنخفض والأداء العالي.
وقالوا إن استخدام مواد نانوية متقدمة وتقنيات التصنيع الدقيقة ساهم في تجاوز هذه العقبات بنجاح.
آفاق المستقبل والتطوير
أشار الباحثون إلى أن هذا الإنجاز يمثل خطوة أولى نحو جيل جديد من الروبوتات الدقيقة، وأن البحث مستمر لتحسين قدرات الاستشعار، سرعة المعالجة، وكفاءة الطاقة.
كما أعلنوا عن خطط لتمويل دراسات سريرية لاختبار استخدام هذه الروبوتات في تطبيقات طبية حقيقية خلال السنوات القادمة.
أهمية للمجتمع العلمي والطبي
اعتبر عدد من الخبراء الطبيين هذا التطور نقطة تحول محتملة في مجالات مثل الطب التشخيصي والجراحة الدقيقة والعلاجات المستهدفة.
وتوقعوا أن يؤدي هذا الإنجاز إلى فتح آفاق جديدة في علاج الأمراض التي كانت يصعب الوصول إليها بالوسائل التقليدية.
