قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

لماذا الذنب في الأشهر الحرم مضاعف والحسنة كذلك ؟.. علي جمعة يوضح

د. علي جمعة
د. علي جمعة

 أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم أشد إثمًا من غيرها، إذ يتضاعف الوزر فيها مقارنة بسائر الشهور.

وبيّن علي جمعة، خلال حديثه على قناة «سي بي سي»، أن الذنب في ذاته خطيئة، لكنه يشتد بحسب الزمان والمكان والحال؛ فالمعصية من المسلم ذنب، وإذا وقعت في حق جار مسلم كانت أعظم لإضافتها قطيعة الرحم، كما أن ارتكاب الذنب داخل الحرم المكي أشد إثمًا لعدم مراعاة حرمة المكان المقدس.

وأكد الدكتور علي جمعة،  أن الظلم خلال الأشهر الحرم من أخطر الذنوب وأعظم الأوزار التي يتحملها الإنسان، سواء في حق غيره أو في حق نفسه.

واستشهد جمعة بما نقله قتادة –رحمه الله– في تفسير قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، حيث قال إن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في غيره، وإن كان الظلم في كل الأحوال عظيمًا، إلا أن الله يعظم من أمره ما يشاء. 

وبيّن أن الله اصطفى من خلقه صفايا؛ فاختار من الملائكة رسلًا، ومن الناس رسلًا، ومن الكلام ذكره، ومن الأرض المساجد، ومن الشهور رمضان، ومن الأيام يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر، ثم دعا إلى تعظيم ما عظّمه الله، مؤكدًا أن تعظيم الأمور إنما يكون بما عظّمها الله به عند أهل الفهم والعقل.

الذنب في الأشهر الحرم

جاء في تفسير قوله تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة حجة الوداع: «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاثة متتاليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر بين جمادى وشعبان».

وهذا هو الحكم الشرعي الذي كان عليه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ومن بعدهما، وفيه بيان لأحكام الأشهر الحرم، ومنها النهي عن ظلم النفس بارتكاب المعاصي، لأن الإثم فيها يتضاعف، كما يتضاعف الذنب في البلد الحرام، في حين أن العمل الصالح في هذه الأزمنة والأماكن يكون أعظم أجرًا عند الله.

وقيل في معنى قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}، أي لا تُحلّوا ما حرّمه الله في هذه الأشهر ولا تحرّموا ما أحلّه، كما فعل أهل الشرك، وأُمر المسلمون بقتال المشركين مجتمعين والدفاع عن أنفسهم ودينهم، لأنهم يقاتلون لهدم الدين وإطفاء نور الله، فكان واجبًا الاتحاد لرد العدوان، مع اليقين بأن الله مع المتقين نصرًا وتأييدًا.

كما ذهب بعض العلماء إلى القول بأن تحريم القتال في الأشهر الحرم قد نُسخ، مستدلين بأن النبي صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف في شهر ذي القعدة، وبأن الله أمر بقتال المشركين على وجه العموم، مع النهي عن ظلم النفس، وهو ما يدل عليه سياق الآيات.