قال الدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن المتحف المصري الكبير شهد تثبيت أول قطعة خشبية من ألواح مركب الملك خوفو الثانية على الهيكل الخشبي المُعد خصيصًا لها، إيذانًا ببدء أعمال تركيب المركب داخل متحف المراكب بالمتحف الكبير، وهي عملية من المقرر أن تستغرق نحو أربع سنوات حتى الانتهاء من إعادة تجميع المركب بالكامل.
وأوضح خلال مداخلة عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن هذه التجربة تُعد فريدة من نوعها عالميًا، حيث تتم أعمال الترميم والتجميع أمام الزوار، بما يتيح لهم متابعة تفاصيل العمل الأثري والتفاعل معه بشكل مباشر، في سابقة لم يشهدها أي متحف في العالم.
وأضاف ريحان أن مشروع مركب خوفو الثانية يسلط الضوء على عبقرية المصري القديم في هندسة وبناء السفن، إلى جانب مهارة المرمم المصري الحديث في إحياء هذا التراث الفريد، مشيرًا إلى أن مراكب خوفو كانت مراكب جنائزية عُرفت باسم "سفن روح الآلهة"، وكانت تُستخدم في العقيدة المصرية القديمة للانتقال إلى العالم الآخر، لافتا إلى أن المركب الثانية اكتشفها الأثري كمال الملاخ عام 1954 في حفرتين عند القاعدة الجنوبية لهرم خوفو، حيث عُثر على المركب الأولى مفككة إلى 1224 قطعة خشبية، بينما بلغ عدد قطع المركب الثانية نحو 1650 قطعة.

