ترأس نيافة الأنبا بولا شفيق، مطران إيبارشية الإسماعيلية ومدن القناة وتوابعها للأقباط الكاثوليك، قداس عيد الميلاد المجيد، وذلك بكاتدرائية القديس فرنسيس دي سالس، بالإسماعيلية.
شارك في الصلاة نيافة الأنبا مكاريوس توفيق، المطران الشرفي للإيبارشيّة، والقمص أغاثون خير، وكيل عام المطرانية، والأب بولس أبوالخير، نائب راعي الكاتدرائية، وعدد من الآباء الكهنة، والأخوات الراهبات.
قداس عيد الميلاد
وألقى الأب المطران عظة الذبيحة الإلهية بعنوان "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد"، قائلًا: ظهر في الجسد، تعني الله الحاضر في كل لحظة، من هنا تأتي التقوى. ونحن المسيحيون لدينا تعبيرات واضحة جدًا: "أنتم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" (١كور ٣/ ١٦)، الحاضر فينا، نحن هيكله ومسكنه.
يوم عيد الميلاد، هو يوم فرح، ينادي العالم كله بالفرح وحدث هام، ليس لأنه تذكار تجسد المسيح فقط، بل هو فرح لكل إنسان جسّد يسوع المسيح في حياته. وهكذا الله ظهر في الجسد.
كل لحظة الله حاضر فيها، لأنه ضابط الكل. كذلك كل لحظة يجب أن توجد في الإنسان.
كيف نزيد التقوى؟
التقوى: ليست التقوى هو مخافة الله فقط، بل هي قدرة الإنسان أن يرى الله في قداسته، وفي أمور عادية جدًا. التقي: هو من يقدر أن يرى المقدس في الأمور المطروحة، عليه في حين أن الآخرين يرونه أمر عادي.
كيف للإنسان يكتشف سر التقوى؟
من خلال أربع هدايا:
١- الانتباه واليقظة: يوجد لص، وسارق يسرق الإنسان من خلال الشائعات، التقي هو اليقظ لحضور الله، والانتباه للقريب، وللصلاة، والحياة الروحية الباطنية.
٢- الشكر: قداسة البابا فرنسيس أكد على هذه التعبيرات: شكرا. القلب غير الممتن هو قلب لا يدرك ولا يرى الله. الشكر يعضد، ويدعم الأسرة والعلاقات المختلفة، يفتح، وينفتح على علاقات طيبة. كلما تقدم الإنسان في التقوى يرى في كل شيء نعمة من عند الله، فكيف ترى تلك النعمة ولا تعرف الشكر، ولا الامتنان.
٣- الرحمة: صغيرة لكنها أكثر فاعلية، كونوا رحماء، في صلاة الشكر نطلب المغفرة "الرحمة"، كما نحن نغفر، ونرحم. الرحمة أساس للتقوى، لأنها تميز الحب، وتهذب النفس.
٤- الصمت: يسألك الله أن تقدمها لذاتك، وله، وللآخر، الصمت يقاومه العالم، لأنه في الصمت فرصة لسماع صوت الله. في ذهنية العالم يكثر الكلام، لكي تتوه الحقيقة والحق. الصمت يحافظ على الحق، وتجعلنا ننتبه له.
دون تلك الأعمدة الأربعة، لا تكمن التقوى، بل ندخل في الإلحاد العملي، الذي هو تدين ظاهري، لكن لا نريد أن نتلامس مع الله، نعمل، ونكد، ونترك الله لوقت الحاجة. الله يخفظنا من هذه التجربة. تهادوا فيما بينكم بتلك الهدايا تجسدون الله سر التقوى. ولإلهنا المجد دائمًا إلى الأبد، آمين.



