في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، تتصدر قضايا الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية للدولة المصرية أولويات التحرك السياسي والدبلوماسي. وفي هذا الإطار، أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ثبات الموقف المصري تجاه حماية الحقوق المائية، ورفض أي مساس بأمنها القومي، إلى جانب التزام الدولة بنهج إنساني واضح في التعامل مع قضايا اللاجئين ودعم القضية الفلسطينية.
مصر ستتصدى لأي ضرر يمس حقوقها المائية
أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، أن ملف المياه يمثل قضية وجودية لمصر، ولا يقبل أي تهاون أو إهمال في متابعته أو في التعامل مع تداعياته، مشددا على أن الدولة تتعامل مع هذا الملف باعتباره أحد ثوابت الأمن القومي.
وخلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» على قناة MBC مصر، أوضح عبد العاطي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد مرارا على التمسك الكامل بحقوق مصر المائية وعدم التفريط في أي جزء منها، مؤكدا أن إقامة أي سدود جديدة على نهر النيل ستقابل برد مصري واضح.
وأشار وزير الخارجية إلى أن تحركات الدولة في هذا الملف تستند إلى أسس علمية ومنهجية دقيقة، وفي إطار رؤية شاملة تحظى بتوافق كامل بين مؤسسات الدولة، وتعتمد على توظيف مختلف الأدوات المتاحة، سواء السياسية أو القانونية أو الدبلوماسية أو الاقتصادية والتجارية.
مصر لم تبتز أحدًا ولم نقبض مقابل استقبال اللاجئين
أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أن أعداد اللاجئين والنازحين المقيمين في مصر تجاوزت 10 ملايين شخص، في رقم يعكس حجم الأعباء الإنسانية والاقتصادية التي تتحملها الدولة المصرية في ظل أوضاع إقليمية شديدة الاضطراب.
وحذر عبدالعاطي في الوقت نفسه من مخاطر تحول مصر إلى محطة ترانزيت رئيسية للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
وشدد على أن مصر التزمت منذ البداية بنهج إنساني وقانوني واضح تجاه اللاجئين، قائم على عدم التمييز أو الترحيل القسري، واحترام الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الدولة المصرية.
لا للترحيل القسري
وقال إن «مصر كدولة كبيرة وقعت على العديد من الاتفاقيات الدولية التي تنظم استقبال اللاجئين، ولا تستطيع ترحيلهم قسرًا من الأراضي المصرية».
وأوضح عبد العاطي أن عدد اللاجئين السوريين وحدهم يقترب من 9.5 مليون شخص، ويربو إجمالي عدد ضيوف مصر من مختلف الجنسيات عن 10 ملايين، مشيرًا إلى أن جزءًا محدودًا فقط من هؤلاء مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو ما يزيد من صعوبة حصر الأعداد بدقة، ويضاعف التحديات المرتبطة بتوفير الخدمات والدعم اللازمين لهم.
الرئيس السيسي يتعامل بمنتهى الرقي
وأكد أن طريقه تعامل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في منتهى الرقي، مشيرا إلى أن الرئيس مستمع من الطراز الاول، وبالتالي القرارات لا تتخذ بشكل متعجل، ولكن هناك رشاده وهناك حكمه وهناك منهج علمي في اتخاذ القرار، مع الاعتماد الكامل على مؤسسات الدولة المصرية والتنسيق والتكامل فيما بينها وايضا في نقطه شديده الاهميه في مثل هذه اللقاءات هو الحديث دائما ما ياتي من القلب.
وقال أن الرئيس السيسي دائما ما يتحدث عن هموم المواطن الأفريقي، وكيفيه تحقيق التنمية في إفريقيا، وأيضا مسأله هامة وهي أن تكون هناك رؤيه واضحة لنهوض وتنميه القارة الأفريقيه.
وتابع وزير الخارجية، أنه جمعني العديد من اللقاءات مع الرئيس السيسي، خلال قضية التهجير، خاصة أنه ترتبط بالأمن القومي المصري، ومصير القضيه الفلسطينيه.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، دائما ما يقول أنه طالما أن هناك ثقه في الله سبحانه وتعالى وثقه في التفاف الشعب المصري حول قيادته لاننا نتعامل مع قضايا بالتاكيد عادله وبالتالي ربنا عمره ما هيخزلنا والشعب المصري عمره ما هيخزلنا
مصر لم تتوان أو تتأخر عن دعم أشقائها الفلسطينيين بكل السبل
وأوضح أن مصر لم تتوان ولم تتأخر عن دعم أشقائها من الفلسطينيين بكل السبل الممكنة بما في ذلك التوصل لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات بشكل يومي والضغط في هذا الاطار، مشيرا إلى أنه نأمل أن تشهد الفترة القادمة خطوة مهمه لتنفيذ المرحلة الثانية وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة.
وقال إن تصريحات الرئيس ترامب عن الرئيس السيسي وعن مصر ، يدل على أن العلاقة قويه، وهناك ثقه متبادلة وهناك احترام متبادل وأيضا هناك طابع استراتيجي للعلاقة بين مصر والولايات المتحدة.
وتابع أنه نامل في خلال عام 2027، أن يكون هناك وجود للغاز القبرصي، والذي يتم تسييله ثم اعاده تصديره، مؤكدا ان مصر تعمل على تنوع مصادر الطاقة، سواء المتجددة او طاقة نظيفة سواء الطاقة الشمسية أو الرياح او الهيدروجين الأخضر والآمونيا الخضراء.
الرئيس السيسي أول رئيس مصري يزور الكاتدرائية كل عام لتهنئة الأقباط
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو أول رئيس مصري يقوم كل مساء يوم السادس من يناير من كل عام بزيارة الكنيسة الكاتدرائية ودي أكبر كاتدرائية الآن في الشرق الأوسط كله وفي القارة الأفريقية.
وأشار إلى ان هناك تسجيل أكثر من 4000 مبنى خدمي ومباني تابعة للكنائس، إضافة إلى مباني كانت تعمل ككنائس إنك أنت تسجلها وتضفي عليها الشرعية، فهذا يعد أمر غير مسبوق لم يحدث على الإطلاق.
وأوضح: "مصر العظيمة والمتسامحه بها أقدم معبد يهودي دير معبد بن عزره وأقدم كنيسة الكنيسة المعلقة وأقدم مسجد مسجد عمرو بن العاص كله ده كان موجود في اطار كيلو متر واحد في وده مساله مش وليده امبارح ولا اول امبارح المساله دي ليها أكثر من 1300 و1400 سنه خلينا نطلع فاصل اعلان ونرجع تاني”.
ولفت أنه نقوم بالضغط بكل قوه على المجتمع الدولي ان يكون هناك تشارك في تحمل الاعباء التي تقع على مصر نتيجة العدد الكبير للأجئين، مشيرا إلى أنه لا يمكن ترك هذا العدد الكبير علينا أن نتحمل تبعاته بمفردنا هذا امر غير قابل للاستمرار.
وقال إن مصر تتحمل أعباء كثيره في التعليم والصحه للاجئين، مؤكدا أنه لا بد أن نستمع لشواغل الشعب المصري ولذلك نحن مواقفنا ثابته مع الشركاء الدوليين أن هناك حدودا قصوى لما يمكن ان تتحمله مصر واذا لم تتشارك هذه الدول في تحمل هذه الأعباء عليها ان تتحمل تبعات ذلك.
وتابع أنه لا يمكن لمصر أن تقوم بغلق أبوابها أمام اشقائها خاصه لو هربوا من ويلات الحروب والقتل والتدمير، مؤكدا أن قانون اللجوء تم اقراره في البرلمان المصري، وهي أن اللاجئ عليه إحترام القانون المصري وعدم المشاركه في أي أنشطه غير شرعيه ومخالفه للقوانين المصريه.
مصر كانت سباقه دائما في إدانة العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأرض السورية
وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا هو يؤثر على مصر تاثيرا مباشرا، مشيرا إلى أنه نحن مع الإستقرار بالاضافه إلى أن مصر كانت سباقه دائما في إدانه العدوان الاسرائيلي المتكرر على الارض السوريه، وأيضا إدانه استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي السوريه.
وأوضح أن هناك يعني بعض النصائح التي نقدمها لأشقائنا في سوريا للحفاظ على وحده الدوله السوريه، وعلى استقرارها وعدم إعطاء ذرائع لإسرائيل او لغيرها للتدخل في الشأن السوري بحجه الدفاع عن الأقليات.
وقال أن ما نقوله لأشقائنا في سوريا أن هناك مسألتين لابد من ان التعامل معهما، الأولى هي الشموليه في العمليه السياسيه وتقديم كل الدعم والحمايه لكل الاقليه السوريه، والثانيه مسأله المقاتلين الأجانب ومكافحه الإرهاب.
سندافع عن حقوقنا ومصالحنا المائية طبقا لما كفله القانون الدولي
وأكد بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، أنه لا يمكن لمصر أن تتسامح في حقوقها أو تتهاون في حقوقها المائية، مشيرا إلى أنه نحن نرصد يوميًا كل ما يتعلق بالتصريفات الخاصة بالسد الإثيوبي، حينما تم اتخاذ إجراءات أحادية بناء على دوافع سياسية بملء كميات كبيرة من المياه خلف السد وفجأة فتح البوابات فكانت مشكلة غرقت مناطق كثيرة جدًا في السودان.
وقال أن ما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان واضحًا، مؤكدا أنه ليس لدينا مشكلة مع إثيوبيا كشعب إثيوبي ولكن مشكلتنا مع التصرفات الأحاديةالتي يتبعها الجانب الإثيوبي.
وتابع أنه سندافع عن حقوقنا ومصالحنا المائية طبقًا لما كفله القانون الدولي بحق الدول، مؤكدا أنه لو حدث فمن حقنا طبقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ القانون الدولي فسيكون لنا الحق أن نحمي مصالحنا المائية.
مصر ليس لديها أي مشكلة مع دول حوض النيل
وقال إن مصر ليس لديها أي مشكلة مع دول حوض النيل باستثناء دولة واحدة، مشيرا إلى أن مشكلتنا الوحيدة في الحوض الشرقي مع إثيوبيا، ولكن نحن علاقتنا تاريخية مع الشعب الإثيوبي وعندنا علاقات شديدة الأهمية مع إثيوبيا على مدار التاريخ.
وأشار إلى أنه نحن مؤخرًا مع دول الحوض الجنوبي، تم طرح 34 مشروع مائي بما في ذلك سدود ووافقنا عليها تمامًا لأنها لا تمثل ضرر على حقوقنا المائية.
وتابع أن الحق في في صالحنا وفي جانبنا وأيضًا القانون في جانبنا، مؤكدا أنه كان هناك عملية تشاورية تم إطلاقها بين ما في إطار صيغة قانونية، وهناك أربع دول لم توقع ولم تصدق، وهي مصر والكونغو الديمقراطية وكينيا وأيضًا السودان.
قضية المياه وجودية بالنسبة لمصر
وأوضح أن قضية المياة هي قضية وجودية بالنسبة لمصر، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أكثر من مرة أنه لا تفريط في حقوق مصر المائية ولا حتى في قطرة واحدة.
وقال إن مسار التفاوض مع الجانب الإثيوبي بخصوص السد وحقوق مصر المائية، وصل إلى طريق مسدود ومن ثم سيكون من العبث أن يتم الدخول في مفاوضات أخرى، خاصة أنه استنزفنا 13 سنة من المفاوضات ولم يكن هناك جدية من الطرف الآخر ولم توصلنا إلى أي شيء.
مصر قدمت 72% من إجمالي المساعدات لقطاع غزة
وأشار إلى أن معبر رفح كان يعمل من الجانب المصري، حتى أنه كان هناك العديد من شاحنات المساعدات المتواجدة من الجانب المصري، مؤكدا أن تدمير المعبر من الجانب الفلسطيني وعدم السماح لأي مواد تدخل على الإطلاق كان المشكلة الأساسية.
وأكد أن هناك إستهداف للدورة المصرية، من جماعه الإخوان الإرهابيه وغيرها، مؤكدا أن هذا الموقف يتم اتخاذه للدفاع عن وتشتيت الانتباه عن الطرف المسؤول وهي إسرائيل في هذه الحاله رأينا المظاهرات التي حدثت أمام السفاره المصريه في تل أبيب.
وتابع أن مصر قدمت 72% من كل إجمالي المساعدات التي دخلت لقطاع غزة، والتي وصلت ما بين 650 أو 700000 طن دخلت لقطاع غزه
مصر تلقت عروضا كبيرة وسخيَّة للموافقة على مخطط التهجير
وأكد أنه كانت هناك عروضا كبيرة وعروضا سخية؛ للموافقة على مخطط التهجير، ولكن الموقف المصري لا يساوم على المبادئ، وكان لها رفض قاطع لتصفية القضية الفلسطينية.
وقال إن الجانب الإسرائيلي يعلم تماما ثوابت الموقف المصري، مؤكدا أنه لا بد أن يتم فتح معبر رفح من الاتجاهين؛ لدخول المساعدات.
وأكد وزير الخارجية، أن إسرائيل بموجب القانون الدولي هي الدولة القائمة بالاحتلال، ولذلك فهي عليها مسؤولية فتح المعابر التي تربط مصر بقطاع غزة؛ حتى يتم إدخال كل مواد الإغاثة والمواد الإنسانية، ولكن للأسف الشديد، نحن نشهد منذ 7 أكتوبر 2023 الضرب بكل قواعد القانون الدولي وبكل ما يتعلق بميثاق الأمم المتحدة، بعرض الحائط تماما، ورأينا حملات تجويع ممنهجة، ولا أحد يحرك ساكنا.
ملتزمون بمعاهدة السلام باعتبارها أساس الأمن والاستقرار
وأشار إلى أنه حتى الأن هناك انخراط مع حماس مع كل الفصائل الفلسطينيه، و وهناك قدر من التعاون وهناك أيضا تفاهمات فيما يتعلق باللجنة، من أجل تولي اللجنة الأمور الحياتية لسكان القطاع وأيضا نشر الشرطة الفلسطينية التي تتولى أمور فرض الأمن والاستقرار.
وأوضح أنه خلال هذا العام، شاهدنا توترا في العلاقات المصريه الإسرائيلية، مؤكدا أن تلك العلاقات يحكمها إطار واحد هو معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في مارس عام 1979، مما يعني أننا ملتزمون بمعاهدة السلام.
وتابع: “ملتزمون بمعاهدة السلام باعتبارها أساس الأمن والاستقرار سواء فيما يتعلق في العلاقة الثنائية أو فيما يتعلق بالوضع الإقليمي بشكل عام”.
إسرائيل تنتهك قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة
ولفت أن أي تعقيدات وتحديات نواجهها تكون في إطار المبادئ الثابتة للدولة المصرية، مشيرا إلى أنه نتعامل مع التحديات على أرض صلبة وفي إطار توجيهات واضحة من القيادة السياسية.
وقال إن الجانب الإسرائيلي ينتهك قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم أن غالبية استحقاق المرحلة الاولى لقرار وقف إطلاق النار، قد تمت الافراج عن 25 من الأحياء إضافة إلى تسليم عدد من الجثث.
وأشار إلى أن هناك ألاف الأطنان من الركام الناتج لعملية الهدم والتدمير التي تقوم به قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة، مما يعطل المرحلة الثانية من خطة السلام.




