في واقعة أثارت حالة من القلق بين أهالي مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، تعرض الطفل مالك لهجوم مفاجئ من أحد الكلاب الضالة أمام أحد المقاهي داخل “اللوتس مول”، وهو موقع يقع في قلب منطقة حيوية.
وجاء الحادث في منطقة تشهد كثافة مرورية وبشرية عالية، ما أعاد فتح ملف انتشار الكلاب الضالة وخطورة تزايد أعدادها في المناطق المأهولة، خاصة حول أماكن تواجد الأطفال والأسر.
ويروي والد الطفل، كريم ترك، تفاصيل ما جرى في لحظات الهجوم وما أعقبه من إجراءات طبية ومخاوف مجتمعية متصاعدة.
والد الطفل مالك: هرولت لإنقاذ ابني بعد أن أسقطه الكلب أرضًا وبدأ في نهشه.. و”الكابيتشو” خفّف من قوة العضة وأنقذه من إصابة أخطر
قال كريم ترك، والد الطفل مالك، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن الواقعة وقعت أمام باب أحد المقاهي داخل “اللوتس مول” بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وهو مول يقع مباشرة بجوار مبنى مجلس المدينة وداخل سور نادي دسوق الرياضي، مؤكدًا أن المكان ليس منطقة نائية أو خالية، بل منطقة مكتظة بالرواد والأطفال الداخلين والخارجين من النادي والمول على مدار اليوم.
وأوضح الأب أن نجله كان داخل المقهى بصحبة والدته وشقيقه الأصغر، بينما كان هو ينتظره داخل سيارته أمام الباب، مشيرًا إلى أنه كما ظهر في مقطع الفيديو كان متواجدًا بالموقع وقت الحادث.
وأضاف قائلاً إن مالك ما إن بدأ في النزول من سلم المقهى حتى هاجمه الكلب بشكل مفاجئ، وأسقطه أرضًا وبدأ في نهشه.
وأشار إلى أنه اندفع بسرعة كبيرة لإنقاذ ابنه، وراح يشق طريقه بين المتجمعين، قبل أن يتمكن من إبعاد الكلب عنه بعد أن كان قد أصابه بعضة واحدة، لافتًا إلى أن ستر الله حال دون وقوع ما هو أسوأ، خاصة أن الطفل كان يرتدي “الكابيتشو” الذي خفف كثيرًا من قوة العضة، مؤكدًا أنه لولا سرعة التدخل كان ابنه قد تعرض لإصابات بالغة أو لنتائج لا تحمد عقباها.
وتابع الأب أن ابنه جرى نقله فورًا إلى مستشفى دسوق حيث تلقى المصل العادي وقت الحادث، ثم انتقلوا مباشرة إلى كفر الشيخ حيث حصل على مصل شديد الخطورة، ولا يزال من المقرر أن يتلقى عدة جرعات إضافية خلال الأيام المقبلة وفق البروتوكول الطبي.
انتشار كثيف للكلاب الضالة بالمنطقة.. وظهور سلالات أكبر حجمًا وأكثر جرأة تثير قلق الأهالي على أطفالهم
وكشف كريم ترك عن أنهم لاحظوا في الفترة الأخيرة انتشار أعداد كبيرة من الكلاب الضالة بالمنطقة، قائلاً إن “كل شارع تقريبًا يوجد به ما يقارب عشرين كلبًا، وتشكل هذه التجمعات مصدر خوف للأطفال، الذين أصبحوا غير قادرين على التحرك بمفردهم سواء في الصباح أثناء الذهاب للمدارس أو في ساعات المساء”.
والد الطفل مالك: لا نطالب بقتل الكلاب.. لكن نطالب بتوفير أماكن لإيوائها بعيدًا عن المناطق السكنية وأماكن تجمع الأطفال
وأكد في الوقت نفسه رفضه التعرض للحيوانات بالأذى، مضيفًا: إن قتل الكلاب أمر مرفوض لأنها أرواح، لكن المطلوب على حد قوله هو توفير أماكن مخصصة لإيوائها بعيدًا عن المناطق السكنية وأماكن تجمع الأطفال، حفاظًا على السلامة العامة.
وأشار إلى ظهور كلاب جديدة في المنطقة تختلف عن المعتاد من حيث الحجم والقوة، موضحًا أن بعضها أكبر حجمًا وأكثر جرأة وتميل إلى الهجوم، واصفًا الأمر بأنه “ظاهرة جديدة ومقلقة”.
واختتم والد الطفل روايته بالإشارة إلى أن الكلب الذي هاجم ابنه فر عقب الحادث، لكنهم علموا داخل المستشفى بوجود حالة أخرى مصابة بعضة من الكلب نفسه في موقع قريب من مكان الواقعة، ثم تكرر الأمر في اليوم التالي حيث عض طفلين آخرين، قبل أن يتمكن الأهالي من قتله في نهاية المطاف.
