في ظل التطورات الطبية المتسارعة، يواصل العلماء الكشف عن أنماط جديدة من الأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض السكري، الذي لم يعد مقتصرًا على أنواعه التقليدية المعروفة.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور حسين الشوري، استشاري أمراض السكر والجهاز الهضمي، تفاصيل ما يُعرف بـ النوع الخامس من مرض السكري، مؤكدًا أنه أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط العلمية بسبب اختلاف أسبابه وآلية تأثيره على الجسم مقارنة بالأنواع الأربعة المعروفة.
وجاءت تصريحات الشوري خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «كلمة أخيرة» المذاع عبر قناة ON، مع الإعلامي أحمد سالم، حيث قدّم شرحًا مبسطًا وشاملًا حول هذا النوع غير الشائع، وأبرز سماته الصحية والوراثية.
اختلاف النوع الخامس عن السكري التقليدي
وقال الدكتور حسين الشوري إن مرض السكري ينقسم تقليديًا إلى أنواع معروفة، أبرزها:
النوع الأول: يصيب الأطفال في سن مبكرة، وينتج عن هجوم مناعي ذاتي يدمر خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين.
النوع الثاني: يصيب غالبًا كبار السن، ويحدث نتيجة ما يُعرف بـ"مقاومة الأنسولين"، حيث لا يستجيب الجسم لهرمون الأنسولين بالشكل الكافي.
أما النوع الخامس، فيختلف عن هذين النمطين، إذ يجمع بين بعض خصائص النوعين الأول والثاني، لكنه يتميز بكونه مرضًا أحادي الجين، أي ناتجًا عن طفرة في جين واحد فقط، على عكس الأنواع الأخرى التي ترتبط بتغيرات في عدة جينات.

سوء التغذية عامل أساسي في الإصابة
وكشف استشاري أمراض السكر أن سوء التغذية يعد من الأسباب الجوهرية للإصابة بالسكري من النوع الخامس، موضحًا أن نقص العناصر الغذائية الأساسية خلال مراحل النمو يؤثر بشكل مباشر على تكوين البنكرياس منذ البداية.
وأضاف أن هذا القصور في التغذية يؤدي إلى عدم اكتمال نمو البنكرياس، ليصبح غير قادر على إنتاج كميات كافية من الأنسولين، وهو ما يفسر ظهور المرض في سن مبكرة.
وأشار إلى أن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع هم الأطفال والشباب دون سن 25 عامًا.
غياب مقاومة الأنسولين يميز النوع الخامس
وأوضح الدكتور الشوري أن آلية المرض في النوع الخامس تختلف بشكل واضح عن النوع الثاني من السكري، حيث لا يعاني الجسم من مشكلة "مقاومة الإنسولين" أو ضعف الاستجابة له.
وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في أن البنكرياس يفرز كميات ضئيلة جدًا من الإنسولين بسبب عدم اكتمال نموه، وليس بسبب خلل في استقبال الجسم للهرمون، وهو ما يتطلب نهجًا علاجيًا مختلفًا عن البروتوكولات المتبعة مع مرضى النوع الثاني.
أعراض متوسطة الشدة وصعوبة في الاكتشاف
وحول الأعراض، أشار استشاري أمراض السكر إلى أن أعراض السكري من النوع الخامس تأتي بدرجة متوسطة، ولا تكون حادة أو واضحة مثل الأنواع الأخرى، ما قد يؤدي إلى تأخر التشخيص في بعض الحالات.
وأوضح أن من أبرز العلامات السريرية لهذا النوع:
نقص الوزن الملحوظ
ضعف عام في الجسم
اضطرابات في مستوى السكر دون أعراض حادة
وشدد على أن الاكتشاف المبكر يتطلب فحوصات دقيقة ووعيًا طبيًا بهذا النوع المستحدث نسبيًا.
أهمية الوعي والتشخيص الدقيق
واختتم الدكتور حسين الشوري حديثه بالتأكيد على أهمية رفع الوعي الطبي والمجتمعي بالسكري من النوع الخامس، مشيرًا إلى أن التشخيص الخاطئ قد يؤدي إلى اختيار علاج غير مناسب، بينما يساعد التشخيص الدقيق في وضع بروتوكول علاجي فعال يحسن جودة حياة المرضى، خاصة من صغار السن.

