_ شعبة الدواجن تتوقع ارتفاعًا تدريجيًا للأسعار قبل رمضان
_ الاكتفاء الذاتي يقود المشهد… وصناعة الدواجن على أعتاب مرحلة جديدة
_ انخفاض الأسعار الآن… وتحذير من تغيّر المشهد مع الشتاء
_ رسالة للمستهلكين: خزّنوا الآن قبل ارتفاع أسعار الدواجن
_ شعبة الدواجن: لا للاستيراد… نعم لدعم المنتج المصري
فى ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق الدواجن في مصر، بين انخفاض ملحوظ في الأسعار وتحديات متصاعدة على جانب التكلفة، نظم موقع «صدى البلد» ندوة متخصصة لمناقشة أوضاع صناعة الدواجن، ومستقبل التسعير، ومدى تحقيق التوازن بين مصلحة المنتج وحماية المستهلك.
وتناولت الندوة تطورات الإنتاج، ومستويات الاكتفاء الذاتي، ودور الدولة في دعم الأعلاف، إلى جانب التحديات المرتبطة بالموسمية والاستيراد، وذلك بحضور الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية وعضو لجنة متابعة السلع الغذائية بمجلس الوزراء، الذي استعرض رؤية شاملة لواقع الصناعة وآفاقها خلال المرحلة المقبلة.
وقال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية وعضو لجنة متابعة السلع الغذائية بمجلس الوزراء، إن انخفاض أسعار الدواجن خلال الفترة الحالية يمثل انفراجة للمستهلك، لكنه في الوقت نفسه لا يعكس عدالة حقيقية للمنتج، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج التي تتجاوز 65 جنيهًا للكيلو، ما يفرض تحديات متزايدة على استدامة النشاط داخل المنظومة الإنتاجية.
وأوضح السيد، خلال ندوة نظمها موقع «صدى البلد»، أن السوق يشهد حالة من الاستقرار النسبي مدعومة بقوة شرائية جيدة وزيادة ملحوظة في حجم الإنتاج، مشيرًا إلى أن الإنتاج السنوي ارتفع من نحو 1.14 مليار طائر العام الماضي إلى قرابة 1.6 مليار طائر حاليًا، بزيادة تُقدّر بنحو 200 مليون طائر، وهو ما يعكس تحسنًا واضحًا في قدرات القطاع على تلبية احتياجات السوق المحلية.
وأكد رئيس الشعبة، أن الوضع الوبائي مستقر في الوقت الراهن، ولا توجد أي بؤر مرضية مؤثرة، وهو ما ساهم في انتظام دورات الإنتاج وعدم حدوث اضطرابات في المعروض، لافتًا إلى أن هذا الاستقرار يمثل أحد العوامل الرئيسية في الحفاظ على وفرة الدواجن بالأسواق.
وتناول السيد أسباب الارتفاعات التي شهدها السوق خلال الفترات السابقة، موضحًا أنها تعود بالأساس إلى تداعيات أزمة عام 2022، والتي تزامنت مع نقص الأعلاف وأزمة العملة الأجنبية، ما أدى إلى خروج ما يقرب من 40% من المنتجين من السوق، خاصة من صغار المربين، وهو ما انعكس آنذاك على مستويات الأسعار التي وصلت إلى نحو 95 جنيهًا للدواجن و175 إلى 180 جنيهًا لكرتونة البيض.

وشدد على أنه رغم ارتفاع الأسعار في تلك المرحلة، لم تكن هناك أزمة حقيقية في توافر الأعلاف، مؤكدًا أن الأعلاف ليست العامل الوحيد أو الأساسي في تحديد تكلفة الإنتاج، بل تتداخل معها عوامل أخرى، من بينها التمويل، والطاقة، والخدمات البيطرية، وتكاليف التشغيل.
وفي سياق متصل، أشار رئيس شعبة الدواجن إلى الدور المؤثر لكبار المنتجين في السوق، موضحًا أن امتلاكهم وكالات عالمية يمنحهم وزنًا كبيرًا في حركة التسعير، وهو ما يستدعي تعزيز التعاون بينهم وبين صغار المربين، بما يحقق توازنًا داخل السوق ويحافظ على استقرار الصناعة.
ونقل السيد تأكيد نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن على أن الاتحاد يقدم دعمًا كاملًا للمنتج الصغير، مطالبًا في الوقت ذاته بفتح قنوات تعاون حقيقية بين الوكالات الكبرى والمربين الصغار والشعبة، بهدف رفع كفاءة الإنتاج والحفاظ على استمرارية النشاط.
وتوقع رئيس الشعبة أن تشهد الفترة المقبلة تحركات تصاعدية في الأسعار، معتبرًا أن الاستمرار عند المستويات الحالية غير ممكن، خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يصاحبه من زيادة في تكاليف التدفئة والرعاية، موضحًا أن السوق سيتجه تدريجيًا نحو نقطة تعادل عادلة توازن بين مصالح المنتج والمستهلك.
وفي هذا الإطار، وجّه السيد نصيحة للمواطنين بالاستفادة من انخفاض الأسعار الحالي وتخزين الدواجن، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في ظل انتهاء أزمة الأعلاف وتوافر مخزون استراتيجي يكفي لمدة أربعة أشهر، نتيجة جهود مكثفة بذلتها الدولة لضمان استقرار الإمدادات.
وأكد رفضه القاطع لاستيراد الدواجن في الوقت الحالي، في ظل تنامي الإنتاج المحلي وقدرته على تغطية احتياجات السوق، موضحًا أن مصر تمتلك مقومات حقيقية للتصدير، مع تأييده للاستيراد فقط في حالات الأزمات الطارئة، محذرًا من أن التوسع غير المدروس في الاستيراد قد يشكل تهديدًا للأمن الغذائي.
وأشار إلى أن مصر تحقق حاليًا الاكتفاء الذاتي من الدواجن، وأن حجم الإنتاج القائم يكفي احتياجات جميع أفراد المجتمع من البروتين الحيواني، مؤكدًا أن صناعة الدواجن المصرية قوية وقادرة على التطور والنمو.
وطالب رئيس شعبة الدواجن بإعادة تشغيل بورصة الدواجن بالشكل الذي كانت عليه سابقًا، لضمان إعلان أسعار موحدة وشفافة والقضاء على حلقات السمسرة، مشددًا على أن الدولة قادرة على تفعيل هذا النظام، مع التأكيد على أن الشعبة، بصفتها كيانًا من كيانات المجتمع المدني، تمثل حلقة وصل بين الحكومة والمنتجين والمستهلكين.
واختتم الدكتور عبد العزيز السيد حديثه بالتأكيد على أن دعم صغار المربين يمثل أولوية قصوى للحفاظ على الصناعة، داعيًا إلى وضع نظام جديد يراعي طبيعة نشاطهم ويضمن عودتهم للسوق، معربًا عن ثقته في قدرة مصر على التحول إلى «النمر الإفريقي» في صناعة الدواجن خلال السنوات الخمس المقبلة.

