الرئيس الأوغندى: دول المنطقة مستعدة لهزيمة زعيم متمردي جنوب السودان

قال الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني يوم الإثنين إن دول شرق أفريقيا اتفقت على هزيمة زعيم متمردي جنوب السودان ريك مشار إذا رفض عرض وقف اطلاق النار وهو ما يهدد بتحويل موجة اشتباكات عرقية في أحدث بلد في أفريقيا الى صراع اقليمي.
وأودت اشتباكات على مدى أسبوعين بحياة ألف شخص على الأقل وأثارت قلقا في اسواق النفط ومخاوف من حرب أهلية في منطقة يعصف بها القتال في جمهورية أفريقيا الوسطى والكونجو الديمقراطية.
وقال الرئيس الأوغندي للصحفيين في جوبا عاصمة جنوب السودان "أمهلنا ريك مشار أربعة ايام للرد (على عرض وقف اطلاق النار) واذا لم يرد فسنلاحقه.. كلنا.. هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي."
وسئل عما يعنيه هذا فاجاب "لننزل به الهزيمة".
ولم يوضح ما إذا كان جيران جنوب السودان اتفقوا فعليا على إرسال قوات للتدخل في الصراع الذي اندلع في جوبا في 15 ديسمبر.
لكن تصريحاته تسلط الضوء على حجم القلق الإقليمي من القتال الذي امتد إلى الولايات المنتجة للنفط بجنوب السودان ويدور في كثير من الأحيان على أسس عرقية بين قبيلتي النوير التي ينتمي اليها مشار والدنكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفا كير.
وأدت صراعات سابقة في جنوب السودان إلى تدفق للاجئين الي خارج حدوده وشجعت المتمردين في الدول المجاورة بما في ذلك جيش الرب للمقاومة في أوغندا.
ولم يرد أي تأكيد فوري للاتفاق على التصدي لمشار من الدول الأخرى في شرق أفريقيا التي تحاول التوسط وأمهلت الجانبين الاسبوع الماضي حتى 31 ديسمبرلإلقاء السلاح.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في كينيا مانواه ايسبيسو إنه سيكون من غير الملائم الإدلاء بتعقيب قبل موعد انتهاء المهلة. ولم يرد مشار نفسه على اتصالات هاتفية.
وسارعت الأمم المتحدة وواشنطن ودول غربية اخرى قدمت لجنوب السودان مساعدات بمئات الملايين من الدولارات منذ انفصاله عن السودان في 2011 إلى العمل على وقف الاضطرابات.
وفي وانشطن قالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية إن وزير الخارجية جون كيري على اتصال منتظم بزعماء المنطقة وانه تحدث بشكل شبه يومي إلى كل من كير ومشار منذ العشرين من ديسمبر كانون الاول لحث الخطى نحو وقف لاطلاق النار.
واضافت قائلة "قلنا إنه لا مكان للعنف هنا وأن الجانبين بحاجة الي اتخاذ خطوة الى الوراء والتحرك باتجاه حوار سياسي من خلال مفاوضات تحت اشراف وسطاء."
وقالت هارف إن دونالد بوث المبعوث الامريكي الخاص إلى جنوب السودان كان في جوبا اليوم الاثنين "محاولا العمل مع كل من الرئيس كير ونائب الرئيس السابق مشارًا لوضع التفاصيل النهائية لحوار سياسي والترتيب لمفاوضات بحيث تبدأ في الايام المقبلة."
ومضت قائلة "إنه وضع دقيق ومعقد للغاية" مضيفة أن الولايات المتحدة قامت بادلاء 400 مسؤول ومواطن امريكي من جنوب السودان منذ تفجرت الاضطرابات.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 180 الف شخصا لجأ 75 الفا منهم إلى قواعد الأمم المتحدة في انحاء البلاد.
وأدت الاضطرابات في جنوب السودان إلى احتواء تراجع في اسعار النفط العالمية بسبب مخاوف من خفض اضافي في انتاج جنوب السودان الذي تقول شركة بي بي إنه يضم ثالث اكبر احتياطات نفطية في منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء بعد انجولا ونيجيريا.
وتراجع انتاج جنوب السودان من النفط بنحو الخمس تقريبا ليصل إلى 200 ألف برميلا يوميا بعد اغلاق حقول النفط في ولاية الوحدة الاسبوع الماضي بسبب القتال.
وقال بول جابرييل المحلل في مؤسسة كونترول ريسكس ان تصريحات موسيفيني تهدف على الأرجح إلى الضغط على مشار لإجراء محادثات وليس إلى التهديد بتدخل وشيك.
وأضاف جابرييل أنه لا توجد حاليا رغبة تذكر بين دول شرق أفريقيا للتدخل في القتال رغم "أن ذلك قد يتغير سريعا اذا اصبحت جوبا أو الرئيس كير في خطر."
وكان كير أقال منافسه السياسي مشار في يوليو ثم اتهمه ببدء القتال هذا الشهر لمحاولة الاستيلاء على السلطة.
ونفى مشار الاتهام لكنه انسحب منذ ذلك الحين إلى الأحراش وأقر بانه يقود المقاتلين المتمردين.
ورد مشار بفتور على عرض وقف اطلاق النار وقال الجيش إنه ما زال يقاتل جنوده.
وقال مسؤولون إن الاف الأشخاص فروا من بلدة بور في جنوب السودان مع تحذير الجيش من هجوم وشيك لميليشيا "الجيش الابيض".
وكان الجيش الأبيض وقف في السابق إلى جانب مشار وهو يتألف من شبان من النوير ينثرون على اجسادهم رمادا أبيض.
لكن متحدثا باسم حكومة ولاية الوحدة التي تسيطر عليها الآن القوات الموالية لمشار نفى امس الأحد سيطرة نائب الرئيس السابق على مقاتلي الجيش الابيض وهو ما اثار احتمال خروج العنف عن سيطرة الزعماء العرقيين المعترف بهم على نطاق واسع.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير إن قوات الجيش اشتبكت مع ميليشيا "الجيش الأبيض" وفصائل متمردة اخرى موالية لمشار في وقت متأخر يوم الاثنين قرب بور.
واضاف قائلا بالهاتف من جوبا "القتال يدور خارج (البلدة) مباشرة.. إلى الشمال من بور." وكان أقوير قال لرويترز في وقت سابق إن القتال يدور في البلدة.
وقال وزير الإعلام مايكل ماكوي لرويترز إن المدنيين فروا من البلدة وعبروا النيل الابيض متوجهين الى منطقة المستنقعات. وكانت ميليشيات من النوير قد ارتكبت مذابح ضد الدنكا في بور اثناء موجة قتال عرقي في 1991.
وقال ماجاك نيال رئيس بلدية بور متحدثا من البلدة التي تبعد 190 كيلومترا شمالي جوبا "هاجموا قرية ماثيانج (على بعد 29 كيلومترا من بور) وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين. إنهم يذبحون المدنيين."
وأضاف أنه يحث المدنيين على الفرار من بور عاصمة ولاية جونقلي مع اقتراب ميليشيا الجيش الابيض.
وجاءت انباء الاشتباكات وزحف ميليشيا الجيش الأبيض من مناطق نائية يتعذر على الصحفيين الوصول إليها ويتعذر التحقق منها من مصدر مستقل.
وأقنع شيوخ القبائل في مطلع الأسبوع كثيرا من شبان النوير الذين يتقدمون صوب بور بالتخلي عن زحفهم لكن مسؤولين يقولون إن حوالي 5 الاف منهم رفضوا التراجع.