سعد عبد الله يكتب: ما الذي أوصلها إلى هذا الحد؟
مثلما يتحدث علماء الاجتماع عن مصطلحات مثل توازن التركيبة السكانية وتكافؤ نسب الأعراق لديمومة وحيوية النسيج الاجتماعي، فأنا أعتقد جازما أن موازين "التركيبة الثقافية" وحركة القوى الفاعلة في تشكيل الوعي لمجتمع مثل شقيقنا المجتمع القطري هي من أدى في نهاية الأمر لهذه المحصلة.
لن تستطيع الدوحة أن تكون "دبي" لأن الأخيرة انطلقت قبل إشارة "الماراثون"، ومن طبيعة المنافسة استحالة تكرار التجربة. لن تكون قطر نسخة من "الكويت" لأن الأخيرة ذات جذر ثقافي واجتماعي راسخ في التقاليد وبناء نهضة المعرفة، ولن تكون حتى مثل "البحرين" لأن الأخيرة من حضارات تاريخ الخليج وإرثه، بل حتى رمزه من أيام "الديلمون".
وحينما لم تجد قطر صناعة محلية لتربيط مسامير المارد القطري فتحت أبوابها للكتل الثقافية النشاز في عالمنا العربي، حتى أصبح القطري الأصيل نفسه غريبا داخل ثقافته الأصل.
لماذا أصبحت قطر بالرمزية مُثلا مختزلة في وجوه "القرضاوي، وعزمي بشارة" وما بينهما من آلاف "الإنتلجنسيا" المستوردة، وكأنها دولة تفتقر لأدوات شعب يستطيع التعبير عن نفسه ثقافيا وسياسيا؟ ولماذا أصبح القطري نفسه ثانويا في بلده لا تراه حتى في نشرات الأخبار إلا قارئا للنشرة الجوية!؟