عمرو إبراهيم يكتب: ما استفادته إسرائيل من ربيعنا العربي

ما حدث فيما يسمى كذبا ربيع عربي وما هو إلا ربيع إسرائيلي خططت له إسرائيل بعناية لتستفيد قدر المستطاع من تلك الخطة , وبعد ما حدث في دول الربيع الصهيوني بالتأكيد لم تكن إسرائيل أن تتخيل كل تلك الاستفادة وبدون أن تنفق دولارا واحدا في تلك الخطة التي أدت تدمير بعض الدول وفى طريقها لتدمير الباقي بل بالعكس صادرت أموال تلك الدول تحت زعم أنها من أموال القادة وما هي إلا أموال الشعب ولكن صادروها لينفقوا منها على خطتهم لتدمير أصحاب تلك الأموال بتلك الأموال , ما استفادته إسرائيل.
1 – بداية من تونس حيث كانت البروفة لما يعرف بالربيع العربي وخديعة بن على ليتم التصوير على انه هرب حتى يكون الشعار فيما بعد هو الرحيل , أي رحيل النظام ولأنه برحيل أي نظام مستقر بتلك الطريقة فسيؤدى حتما إلى الفوضى وهو المطلوب بالنسبة لإسرائيل .
فقد غرقت تونس في الديون وغرقت في الفتنة بين التيارات المتأسلمة وبعضها وبينهم وبين فئات الشعب المختلفة.
2 – في مصر نفس ما حدث في تونس تماما ولكن مع الفرق أن القائد والزعيم مبارك ومن معه كانوا على علم بذلك المخطط وما زالوا حتى الآن يحاولون إفشاله ولكن خلال ذلك وهنت الدولة المصرية وأصبحت تبحث عن القروض وأصبحت مهددة من جميع الجهات وبالتالي هي وحتى الآن أصبحت خارج الحسابات الإسرائيلية مؤقتا وما زالت الحرب دائرة بين إسرائيل والإخوان من جهة وبين الجيش والمخابرات المصرية من جهة أخرى.
3- في اليمن نفس ما حدث في تونس ومصر ولكن مع مزيدا من الدماء والحروب والوقيعة بين الشمال والجنوب ليعود التقسيم من جديد طبقا لمخطط برنارد لويس أو الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد.
4 – في ليبيا تم احتلال ليبيا لضمان عدم حدوث أي عجز في إمدادات النفط حين يتم تشديد الحصار على إيران أو ضربها فيما بعد , بالإضافة إلى تواجد الناتو على الحدود الغربية لمصر وتهريب كميات هائلة من المخدرات والأسلحة استعدادا للمرحلة النهائية من تدمير مصر وتقسيمها على يد الصهاينة والإخوان.
5- في سوريا وبالفعل تم تصوير الأمر كذبا على انه حرب بين السنة والشيعة وان بشار الأسد العلوي الشيعي يقتل أهل السنة مع العلم أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان شريك الجيش المصري في حرب 73 ضد الصهاينة والرئيس الحالي كان حامى لحركة حماس الإخوانية وقياداتها و ومدها بالمال والسلاح وهو أيضا الآن معه معظم مشايخ السنة في سوريا فعجبا لمن يصدق أنها حرب سنية شيعية , وهذا تمهيد ووقيعة بين السنة والشيعة في باقي الدول وخاصة دول الخليج حين يبدأ نفس المخطط الذي تم في دول الربيع الصهيوني لتكون الفتنة نائمة ونارها تحت الرماد لحين النفخ فيها من قبل المخططين للربيع الصهيوني.
فبعد إخراج كل القوى الكبيرة في المنطقة مصر وسوريا وقبلهما العراق وأيضا ليبيا واليمن سيبدأ المخطط بالخليج و إيران ,فماذا لو ضربت أمريكا والغرب إيران ؟ ستضربها من الخليج والقواعد الأمريكية في الخليج و وأين سترد إيران ؟ سترد إيران على نفس القواعد ونفس الدول ويبدأ الاستقطاب بين السنة والشيعة ويتحرك الخونة والخلايا النائمة من الجانبين لزيادة الفتنة والاحتقان في الوقت الذي لم يكن هناك أى فرق بين سني وشيعي والكل يعيش في صداقة وإخوة ومصاهرة , أمريكا تبيع السلاح للخليج وتسرق نفطه , وروسيا تبيع السلاح لإيران وتسرق نفطها والجميع يدمر بعضه وعندها تصبح إسرائيل هي القوة الكبرى في المنطقة بعد أن تتحول المنطقة إلى دويلات حسب العرق والدين وكلها تقاتل بعضها .
الغريب أن يعلنون عن خططهم ومع ذلك تجدنا نسير كما يريدون.