أن تكون مُنحطاً ذلك شيء آخر

" الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضيه " هل يتذكر أحد تلك المقوله ؟ أعتقد أنها خرجت ولن تَعُدْ و أصبح الخلاف فى الرأى يفسد الود و الأخلاق أيضاً لتصبح الممارسات المتدنيه هى طريقة التعبير عن ذلك الخلاف و لعل ما نشهده على الساحه السياسيه من تشاحن هو أقوى دليل على إنتهاء العمل بهذه المقوله و زوالها بلا رجعه , و الملاحظ أنه كلما إزداد الخلاف كلما إزدادت الممارسات فى التدنى و كلما زاد الافلاس السياسى كلما لجأ المفلس الى التشويه .
و أنا لا أخُص طرفاً دون الأخر و إنما الآفه تطال الطرفين مع تفاوت النسب , و لكن أن يصل الامر الى حد إستغلال فضيحه أخلاقيه هزت أركان المجتمع المصرى و نشر فيديو مسرب لتلك الواقعه المشينه على الصفحه الرسميه لحزب الجماعه و إتهام فئات بعينها دون سند أو دليل لمجرد النيل منها و إظهارها بمظهر مشين فإن تلك الافعال المنحطه لا تخرج عن كونها فُحشٌ و نيلٌ من أعراض الناس و تتبع لعوراتهم من أجل تشويه صورتهم دون وجه حق , أما خروج ذلك الفعل من قومٍ يدَّعون الايمان .
و يجأرون بأنهم حماة الدين و الشرع فتلك هى الكارثه فأين الدين و الشرع من ذلك؟ أم أن البذائه و الجهر بالسوء أصبح شيأً مباحاً أحله لكم شيوخكم الاجلاء من أجل دفع الظلم الواقع عليكم؟ و إن كان كذلك فهو أمرٌ مستغربٌ منهم فالأستاذ سيد قطب الذى يعتمد على كتبه وخواطره من يشرعون اليوم للبذاءة له كلام مهم جداً فى ذلك الامر ورد بكتابه «فى ظلال القرآن»حيث قال: «إنَّ الجهر بالسُّوء يبدأ فى أوَّل الأمر بإتِّهامات فرديَّة سباً وقذفاً وينتهى انحِلالاً اجتماعياً وفوضى أخلاقيَّة تضلُّ فيها تقديرات الناس بعضهم لبعض أفراداً وجماعات وتنعدم فيها الثقة بين الناس وبعضها البعض .
وقد شاعت الاتهامات ولاكَتْها الألسنة بلا تحرُّج , لذلك كله كَرِهَ الله للجماعة المسلمة أنْ تشيع فيها قالة السوء وأنْ يقتصر حق الجهر بها على مَن وقع عليه ظلمٌ يدفعه بكلمة السوء يَصِفُ بها الظالم فى حُدود ما وقع عليه منه من الظلم , ذلك كان رأى أستاذكم الذى تنادون بفضله و هو بالفعل كأنه يصف ما آل اليه الحال جراء أفعالكم المشينه و التى قبل أن تسيئ اليكم تسيئ الى الاسلام و الدعوه و تلك الافعال تثبت يوماً بعد يوم مدى بعدكم عن صحيح الدين و جوهره فأتقوا الله فى أنفسكم و فينا و فى ديننا و إستمعوا الى قول المصطفى صلوات الله عليه "يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ" صدق رسول الله صلَّ الله عليه و سلم .
[email protected]