الصحف اللبنانية:الحريري وباسيل اتفقا على تجنب الفراغ الرئاسي وغموض حول موقف المستقبل من ترشح عون

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم بلقاء الذي عقد في باريس أمس بين رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وبين جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني صهر العماد ميشال عون وممثله في الحكومة.
وأشارت أغلب الصحف اللبنانية إلى أن الطرفين اتفقا على ضرورة تجنب حدوث فراغ في منصب الرئاسة ولكن الغموض يسود موقف سعد الحريري فيما يتعلق بترشح العماد ميشال عون للرئاسة.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله إن سعد الحريري أبلغ حلفاءه بأنه لن يسير في ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة اللبنانية...وأضافت أنه لن يكتمل نصاب الثلثين اللازم لانعقاد جلسة مجلس النواب اللبناني اليوم ، ولن تنعقد جلسة قبل التوافق على اسم رئيس جديد للجمهورية.
وقالت الصحيفة إن بعض مسؤولي تيار المستقبل حرصوا على نشر هذه المعلومات، مضيفين أن الحريري طمأن جميع حلفائه إلى عدم فك تحالفه معهم.
وربطت مصادر نيابية مقرّبة من الحريري هذا الموقف بأمرين: الموقف السعودي الرافض لوصول عون إلى الرئاسة؛ وزيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الأخيرة للعاصمة الروسية موسكو وحديثه عن النفط والغاز وتسليح الجيش هناك الذي أغضب الحريري. وتقول المصادر إن المفاوضات التي كانت تُجرى بين التيارين في شأن النفط والغاز "لم تصِل إلى أي نتيجة".
في المقابل، ذكرت صحيفة" الأخبار" اللبنانية أن مصادر التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون استغربت الحديث الذي يشاع عن تراجع الحريري عن موقفه الإيجابي تجاه الجنرال عون.
وأكدت المصادر أن "اللقاء الذي جمع الحريري وباسيل أمس واستغرق أكثر من خمس ساعات في باريس، يدحض كل هذه التسريبات التي لا أساس لها من الصحة".. ولفتت المصادر إلى أن "من يلجأ الى إشاعة هذه الأجواء السلبية هو جناح رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة داخل تيار المستقبل، لأنه الوحيد المنزعج من هذا التقارب " والدليل ما "صدر أخيراً على لسان نواب مقربين منه".
وقالت المصادر إننا "في التيار الوطني الحر لم نعلن يوماً أن هذا التقارب سيؤدي إلى تبنّي الجنرال عون رئيساً للجمهورية، ونحن سبق أن قلنا إن الاتصالات تجري بشأن العديد من الملفات الداخلية"، مشيرة إلى أن "ما يقوم به بعض المستقبليين هو رسالة لرئيس التيار سعد الحريري من قبل البعض في تياره".
وعلى صعيد آخر.. نقلت الصحيفة عن مصادر نيابية قربية من الحريري قولها أن "التقارب الأمريكي ـــ الإيراني بات في خواتيمه، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على كل المنطقة، بما فيها العلاقة بين تيار المستقبل و حزب الله"، مشيرة إلى أنه "حين توضح الصورة ستصبح الاتصالات بين المستقبل وحزب الله مباشرة، لذا لم نعد بحاجة إلى وكيل بيننا".
أما صحيفة السفير اللبنانية فنقلت عن مراقبين متابعين للقاء الحريري وباسيل في باريس أن الجانبين لم يتقدّما الى الأمام، وفي الوقت نفسه، تركا الأبواب مفتوحة، واتفقا على تعميم أجواء إيجابية من نوع الاتفاق على تفادي الفراغ والاستحقاق في موعده، غير أن النقطة الأهم، تتمثل في قرار «المستقبل» بعدم إغلاق أبواب الحوار مع عون، خصوصاً أن تجربة الشهور الأخيرة، كان مردودها إيجابياً للجانبين، ولو بدرجة أكبر بالنسبة الى «المستقبل».
بينما كان عون يلحّ على الحريري لإعطاء جواب نهائي من قضية ترشيحه وتحديداً قبل جلسة اليوم، وهو الأمر الذي حاول رئيس «المستقبل» التهرّب منه عن طريق ابتداع صيغ لفظية، خصوصاً مطالبة عون بتوسيع مروحة اتصالاته لتشمل «القوات» و«الكتائب» ومسيحيي «14 آذار» حتى يُصار الى تبني ترشيحه من هؤلاء، طالما أن الاستحقاق الرئاسي مسيحي بامتياز، وبالتالي نفضل أن نترك لحلفائنا المسيحيين أن يقرروا في هذا الشأن!
وكان لافتاً للانتباه ان الحريري ردد أكثر من مرة خلال اللقاء أن لا «فيتو» شخصياً على ترشيح عون للرئاسة طالما أنه يقدم نفسه مرشحاً توافقياً مستقلاً، ولكن ذلك لا ينفي حاجة فريقنا السياسي للحصول على ضمانات وتطمينات من «حزب الله» لا يستطيع أن يوفرها إلا عون حليف الحزب.
وأشار المتابعون الى أن الكرة باتت في ملعب عون الذي سيضع حلفاءه في أجواء مشاوراته مع الحريري قبل أن يقرر ما إذا كان سيستمر في خيار الانفتاح على مسيحيي «14 آذار» و«المستقبل»، علماً أن أجواء المقربين من عون كانت تشي ليلاً بعدم الاقتناع بما قدمه الحريري خلال لقاء باريس.
وفي موازاة ذلك، ينتظر أن يصل الى باريس البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لإجراء مشاورات مع مسؤولين فرنسيين ورئيس تيار المستقبل الحريري تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي، فيما تردد أن السفير الأميركي ديفيد هيل سيزور العاصمة السعودية هذا الأسبوع للتشاور في موضوع الاستحقاق الرئاسي.
كما أن نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأدنى لورنس سيلفرمان سيزور العاصمة الفرنسية للقاء مسؤولين فرنسيين في الأليزيه والـ«كي دورسيه» ووزارة الدفاع للتباحث في الاستحقاق الرئاسي والهبة السعودية للجيش اللبناني عن طريق فرنسا.
من جانبها، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن نائب في 14 آذار تأكيده أن الحملة القائمة على المحكمة الدولية، أو اضراب الاتحاد العمالي العام ضد زيادة الضرائب على الفقراء هو ضغط في الشارع ولكنه ليس بريئاً، ولا يمكن فصله عن انتخابات الرئاسة.
وأكّد النائب اللبناني جورج عدوان لـصحيفة "اللواء" أن قوى 14 آذار ستتوجه إلى المجلس النيابي، وستعاود الاقتراع لصالح رئيس حزب "القوات اللبنانية"، متسائلاً عن معنى ضغط قوى 8 آذار في الشارع، وعلى خط المحكمة الدولية، للضغط على 14 آذار، في وقت شارفت فيه اللجنة النيابية الفرعية المكلفة إعادة درس مشروع تحسين الأجور المعروف باسم سلسلة الرتب والرواتب على الانتهاء من مهمتها، وستلتزم بما تعهدت به علناً امام المجلس النيابي بمهلة الأسبوعين.
وأكد عدوان أن الاتجاه العام لتمرير السلسلة ضمن توازن بين الموارد المطلوبة للتمويل ومن دون فرض ضرائب جديدة على الفقراء.