رئيس الموساد الأسبق: إسرائيل تنحني لروسيا "المنافسة".. وتهين الولايات المتحدة "الصديقة"
رأى الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، أفرايم هاليفي، أن إسرائيل تتعامل مع روسيا والصين اللتين وصفهما بـ "المنافسين" بانحناء وخضوع، بينما تتعامل مع الولايات المتحدة التي وصفها "بالصديق الوفي"، بشيء من المهانة.
وقال هاليفي – في مقال رأي له أوردته صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء – "إذا أبدت إسرائيل للولايات المتحدة نفس الاحترام الذي تقدمه لروسيا والصين لأسباب تتعلق بأمنها القومي، فإنها ستحصل على أفضل ما لدى الجانبين.
ولفت إلى أن إسرائيل، كانت لسنوات، تعمل على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة..باعتبار أن الاتصال بأكبر وأوفى حليف لإسرائيل، كان مفتاحا حاسما لاتخاذ قرارات حساسة تتعلق بالشؤون الخارجية والدفاعية لها.. بيد أن الحكومة الإسرائيلية تبدو في الآونة الأخيرة أنها بدأت في الانحراف عن هذا المسار.
وأضاف هاليفي أن "إسرائيل لديها اعتبارات بشأن الأزمة الأوكرانية. فهي تخشى، وهي محقة في ذلك، على مصير الطائفة اليهودية الكبيرة التي تعيش في أوكرانيا، فهي لا تريد أن تتخذ أي موقف من جانبها قد يؤثر على مصير هذه الطائفة اليهودية، سواء بدعم الحكومة الأوكرانية في كييف، أو بدعم روسيا، التي تحرص إسرائيل جدا على عدم إغضابها.
وطرح "رئيس الموساد الأسبق" عدة أسئلة.. فقال "ما هي التهديدات التي ستواجهها إسرائيل إذا كانت قد صوتت برأيها بشأن الأزمة الأوكرانية، عقب انضمامها لتكتل "منظمات دول أوروبا الغربية ومنظمات أخرى" في جنيف؟ وما هي العقوبات الي ستفرضها روسيا على إسرائيل إذا أوضحت لموسكو أنها ملتزمة بالتصويت بسبب عضويتها في هذا التكتل؟ وماذا كسبت إسرائيل من صمتها المستمر إزاء المساعدات العسكرية المتنامية التي تقدمها روسيا للنظام السوري، والتي يصل منها أسلحة إلى حزب الله في لبنان؟"
ولفت هاليفي إلى أنه في الوقت الذي تظهر فيه الحكومة الإسرائيلية الاحترام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته، تزداد موجات السخرية والازدراء تجاه الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما، بسبب عدم توفيقه في عدة ملفات إقليمية.
وأخذ هاليفي عدد ما قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل خلال العام الجاري فقط.. قائلا "الولايات المتحدة هي البلد التي تقدم لنا أكثر من 2 مليار دولار سنويا في شكل مساعدات عسكرية؛ والبلد التي وقعت على عدة قرارات لتزويدنا بأسلحة تضمن لنا التفوق النوعي على أي نظم أسلحة لدولة أخرى في المنطقة – بما في ذلك أعداؤنا الذين يتلقون أسلحة من روسيا؛ البلد الذي يساهم، من بين أمور أخرى، في تمويل إنتاج نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ التي تدافع عن مجتمعاتنا؛ البلد الذي تربطه علاقة وثيقة بنا في مجال الاستخبارات؛ البلد التي وفرت ولا تزال توفر لنا، مظلة دبلوماسية موثوقة ومستقرة".
وأوضح هاليفي أنه بالرغم من كل الأزمات التي مرت بها الولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال القوة العظمى الوحيدة في العالم، لامتلاكها أقوى جيش في العالم، وأكثر المعدات تقدما في العالم، وبنشرها نحو 35 ألف جندي أمريكي في منطقة الخليج العربي – من قوات بحرية وبرية – تتمتع بالقدرة على تدمير القدرة النووية الإيرانية في أي لحظة إذا ما تلقت أوامر بذلك.
واختتم "رئيس الموساد الأسبق" بقوله "يجب على إسرائيل أن تظهر للولايات المتحدة نفس الاحترام التي تظهرة لروسيا والصين لأسباب تتعلق بـ "الأمن القومي". إذا عاملت إسرائيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنفس الاحترام الذي تكنه لكل من الرئيس الروسي ونظيره الصيني، ، فإنها ستحصل على أفضل ما لدى الجانبين.. بدلا من الانحناء لمنافسينا وإهانة أصدقائنا".