الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللغة العربية «المجرورة» فى وسائل الإعلام


كغيرها من العوامل التى أدى انتهاكها إلى التراجع، ليس فقط فى الصحافة والإعلام، ولكن فى كل المجالات، الثقافية والفنية، وكذلك السياسية، والذوق العام، كانت اللغة العربية، وهى فى يومها العالمى، الذى يوافق 18 ديسمبر من كل عام، إحدى الضحايا، وقد تكالب عليها المغرضون، حتى فقدت قيمتها، وتم انتهاك خصوصيتها، كلغة القرآن الكريم.

وعندى أن انتهاك قواعد اللغة فى الصحافة والإعلام، كان العامل الأبرز فى تراجعها، وذلك على اعتبار أن وسائل الإعلام، والمفترض فيها هكذا، أنها توجه الرأى العام، ليس فقط نحو المعلومة الصادقة، والأحداث الواقعية، ولكن أيضا نحو النطق السليم، والتداول المفترض للغة العربية.

فهذه مواقع انتشرت بشكل لانهائى، عبر الشبكة العنكبوتية المسماه "الإنترنت"، والتى تقدم نفسها على أنها مواقع إعلامية، إما تابعة لقنوات فضائية، خاصة أو حتى مملوكة للدولة، وإما لصحف، رسمة كانت أو خاصة، تنتهك يوميا قواعد اللغة العربية، ولاتلتزم بها، حتى فى العناوين الرئيسية لها، ناهيك عن الأخطاء الفادحة فى متن وثنايا المحتوى الإعلامى.

يتم انتهاك اللغة العربية كذلك، بالاستعانة بما يصفهم البعض "إعلاميين" وقد غابت عنهم مبادئ اللغة العربية، فبدلا من أن يرتقوا بالمستوى الثقافى والفكرى واللغوى للمجتمع، هبطوا باللغة العربية إلى أدنى مستوياتها، فضاعت وضاعت معها هوية المجتمع والناس.

ومن أسف أن الكثيرين يبررون أسباب انتهاك اللغة العربية، بالرغبة فى السبق الصحفى أو الإعلامى، وذلك بالتركيز على سرعة النشر، دون الاهتمام باللغة العربية، فكانت الطامة الكبرى، أن غابت اللغة عن كثير من الإعلاميين، وتم تصدير المشهد للمجتمع ككل، الذى استبدل المفردات اللغوية الصحيحة، بكلمات وعبارات ما أنزل الله بها من سلطان، فتم جر اللغة العربية، إلى الهاوية.

يأتى هذا فى وقت أكد فيه المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، باعتباره الجهة المسئولة عن الإعلام، بكافة وسائله، ضرورة الالتزام بقواعد اللغة العربية فى وسائل الإعلام، وساندته فى ذلك الحكومة، التى منحته حق فرض عقوبات على الوسائل الإعلامية التى تنتهك اللغة العربية، وذلك بخطابات رسمية، غير أن اللغة ما زال انتهاكها مستمرا، والاستغاثات متواصلة.

اللغة العربية، إذن، هى جزء من ثقافة المجتمع وهويته، وانتهاكها تعد صارخ على خصوصيته، والعمل على حفظها، من حفظ العناصر الأساسية التى تشكل الكيان المجتمعى، بل وهوية الدولة.

وعليه فإن الجهات التى تقوم على منع اللغة من الجر، تقوم بالتبعة على حفظ كيان الدولة، وترفع من شأنها بين الأمم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط