الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر حب المسيحيين لـ "دق الصليب" داخل مجمع الأديان

وشم ورسم الصليب في
وشم ورسم الصليب في مجمع الأديان

رسم علامة الصليب أو ما يعرف بـ "دق الصليب" هي عادة متوارثة عرفها المسيحيين منذ عصر الاستشهاد الرومانى الذى شهد مذابح ضدهم لإجبارهم على ترك المسيحية والعودة إلى الوثنية، وكان الأباء المسيحيون يخشون من الموت وترك أبنائهم من بعدهم يربيهم الوثنيين، لذلك كانوا يدقون الصليب لأبنائهم لضمان بقائهم مسيحيين، وهي عادة تخص المسيحيين المصريين دون غيرهم.

وفي مجمع الأديان في منطقة مصر القديمة تلك المنطقة التي يجتمع فيها المسجد مع الكنيسة والمعبد اليهودي، في مساحة واحدة تحفل بالتسامح والهدوء النفسي، يحرص بعض المسيحيون لاسيما الأرثوذوكس، على دق الصليب في هذا المكان نوعا من التبرك بهذا المكان، فهي عادة لا يميل لها الكاثوليك والإنجليين.

وعادة يتواجد الأشخاص الذين يقومون بوشم الصليب فى الموالد والأعياد، وتحفل الأديرة والكنائس الأثرية براغبي دق الوشم.

بيشوي رأفت شاب عشريني، جاء من أسيوط لمهمة عمل ولزيارة أقاربه، وحرص على زيارة مجمع الأديان بما يضمه من الكنيسة المعلقة وكنيسة مارجرجس ودير أبو سرجه، وكشف عن ذراعيه بما يضموه من رسومات للسيدة العذراء ولكلمة المسيح باللغة الإنجليزية Jesus، وقال: "بالطبع أشعر بالألم مهما وضعت مخدر موضعي لكني أحب الوشم، وكلما ذهبت إلى أي مولد شعبي "أدق" وشمًا جديدًا.

بعد شراءه لميدالية تحمل صورة السيدة العذراء وهي تحتضن ابنها يسوع، حرص "يحي" موريتاني الجنسية على وشم نفس الصورة على ذراعه، وهو طالب جامعي يدرس في كلية التجارة في جامعة القاهرة، وقال إن هذا الوشم له قيمة كبيرة لديه لأنه رسمه داخل مجمع الأديان الذي شهد جانبا من رحلة العائلة المقدسة، ويحرص على زيارته بشكل متكرر، وهذا هو الوشم الثاني له بعد وشم علامة الصليب في ذراعه الأخرى.

وفي أحد الأركان في شارع ضيق داخل مجمع الأديان جلس "كيتاجو وينديمو" أثيوبي الجنسية ليستريح بعد وقوفه في طابور طويل من أجل وشم صورة السيدة العذراء على ذراعه، وقال الشاب الأثيوبي إنه حرص على إجراء الوشم في مجمع الأديان لحبه للمكان ولرغبته في وجود أثر على جسده يذكره بزيارته له، مشيرا إلى إجراءه وشم أخر على ظهره قبل حوالي عام.

وجاء "كيرلس وديع" بصحبة زوجته وطفليه جون ويوستينا إلى مجمع الأديان، وأشار إلى طفليه أثناء حديثه عن نيته دق الصليب على أيديهم عندما تصل أعمارهم إلى العاشرة داخل مجمع الأديان وهو مكان محبب إلى نفسه وذكرى لن ينساها أبناءه، ويفضل كيرلس الانتظار إلى هذا العمر؛ لكي يكون لديهم القدرة على تحمل الألم، مشيرا إلى أنه دق الصليب على معصمه في نفس العمر داخل أحد الموالد في المنيا، ويشعر بالتميز لقيامه بهذه الخطوة لأبناءه في مجمع الأديان، لما له من قيمة كبيرة في نفسه، ويحرص رغم ظروف عمله الشاق على اصطحاب أبنائه لهذا المكان.

تتوارى يوستينا 8 سنوات، خلف رداء والدتها وهي تقول في خجل إنها سوف تدق صليبا على يدها ليعلن عن مسيحيتها، رغم خوفها من الألم الذي أخبرتها والدتها أنه سوف يزول ليخلف علامة تبقى معها مثل أقرانها.