قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"وإن سألوك عن الثورة فقل هى...."


الثلاثاء
الخامس والعشرون من كانون الثانى
من نافذة الضريح الممتليء بالأحياء بالقاعة الكبري لحدود الأرض وبراح السماء. من أقواع اليائس وآمانى الفناء تحرر الحُلم وأطل من خلف الجحيم جنانك ياصغيرتي بهتافك اللاعن للسلطان وطغيانه ، بثوبك المنتشي المشرد في أنحاء الهواء وهدبه يرسم خارطة الحرية صارخة بأسم النساء ، باسم الوطن ، بأسم الجوعى ، بأسم ليالي مصر السوداء . ترفعين يداك تهدمين جسور الزعماء تقفين وحدكِ أمام بطش الشرطى الوغد والكل يفر من أعين الموت كالجبناء ، فدائية أنتِ تحتكرين الجرأة والحكمة والثورة والسياسة والذكاء .أنت شرارة المس الثورى الذى إجتاح البلاد ، مقاتلة في صفوف الحرية ، شجاعة كالفوارس النبلاء.
وحين رمحت زوابع الطغيان أنطلقتى كالجياد الجامحة تحملين العواصف عن الرجال تدسين بقايا عمرك في الأجساد المتهالكة حين أقام الموت في ربوعنا الاحتفالات، حينما تبخترت في أنحاء المدينة السيوف والرصاص والدبابات، وسال الدم في بيوت الآمنيين كالشلالات كنتِ كالأنفاس المكتومة المضجرة بالكلمات، وحين لوح لنا الحاكم بالمسبات وقال في ضجر أن ما نحن عليه ليس ألا ما تبقي من الخرافات حينها لم يدع الحزن ضالآ فأسكنه قلوب الأمهات وحين مات أخيكِ صرختى في كل العائدون من الخوف تسأليهم الثبات.
وحين كان العدو محترف وشماعة الموت يعلق عليها الأسباب ، والفساد يبرر علي القنوات ، والشعب منحرف عن عقله وأصبح كل من له رأي لابد أن يصبح رأى عام، حينها تأثروا كثيراً من سّن سيف عقلك ووضعوا قلوبنا علي قوائم الإغتيالات ، ولنا سردوا تهم مفصلة لا ملامح لها ، أرهاب ، ثوار ، مفسدون ، ربما قرأنا يوماً نوعاً خاصٍ من المجلات ، وأصبحنا وقتئذاً بأهمية الرب صرنا كباراً ونحن في لباس الأولاد أسماءنا علي المذياع وفي الشاشات. ووقتها كنتِ تتجملين بفوارغ الرصاصات وتتلحفين بقوارص الشتاء ، كنتِ تجمعين القنابل الفارغة كأطفال الحجارة كما لو كانت لكِ من الهوايات.
فيا أيتها الحبيبة الثائرة
إنى مغرماً بثورتك وحُلمك في الإصلاح والحرية وقواكِ المصلوبة علي رأس الغمام ، وقدك الممشوق بحزام الجوع ،مذاب بالعشق وفيكِ الانتماء، أنتِ وطناً كامل الأركان ، الحق الوحيد في زمن البهتان ، أرفعى علامات النصر كلها فلم يعد في القبور ميتاً واحداً، كل شئ صار علي نهجك وأعلن العصيان، كل اللصوص فروا من المملكة ، لم يعد فيها غرٍ واحداً ، لم يعد بها سلطان ينقش طغيانة علي التيجان.
ففي كل حنايا بلادنا تولد ثائرة ولكل ثورة قديسة تحميها من اليأس والموت والإنسان ، تهدى الوطن الضال وتحررة من قسوة القبضان.