"السيسي" لوزير خارجية الصين: مصر تواصل جهودها لتحقيق التهدئة في غزة.. والرئيس يلتقي قيادات"التموين"ورئيس مجموعة"بلومبرج"
"السيسى" خلال استقباله وزير خارجية الصين: مصر تواصل جهودها لتحقيق التهدئة فى غزة
"السيسي" يبحث مع رئيس مجموعة "بلومبرج" ووزير التموين تنفيذ 3 مشروعات عملاقة
"السيسي" يعقد لقاء مطولا مع قيادات التموين بحضور الوزير خالد حنفي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وانج يي وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، و السفير سونج أيجو، سفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، و شين أكسيودونج، مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال إفريقيا بالخارجية الصينية.
وقد صرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية الصيني جاء إلى مصر حاملا رسالة شفهية من الرئيس الصيني " شي جين بينج "، تضمنت تجديد التهنئة على تولي منصب رئيس الجمهورية، والإشادة بدوره في هذه المرحلة الحيوية الفارقة في عمر الدولة، وبجهوده الحاسمة لتحقيق الاستقرار، وبما يتناسب مع كونها دولة عريقة ذات ثقل كبير في محيطها الاقليمي وعلى الصعيد الدولي، فضلا عما تتمتع به من علاقات صداقة تاريخية وعميقة مع الصين، مؤكدا دعم بلاده للجهود المبذولة لتحقيق التهدئة والهدنة في قطاع غزة، وموجها الدعوة للرئيس لزيارة الصين.
وأضاف بدوي أن الرئيس طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس الصيني، مشيرا إلى أن مصر التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية، تثمن وتقدر مواقف الصين إزاءها، وذلك ليس فقط على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وإنما طيلة العقود الماضية، ومؤكدا على اعتزازنا بعلاقاتنا التاريخية مع الصين.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في قطاع غزة، أشار الرئيس إلى الجهود والاتصالات التي تواليها مصر لوقف القصف وتحقيق التهدئة حقنا لدماء الأبرياء من الاشقاء الفلسطينيين، بما في ذلك المساعي المصرية لاستضافة وفود الطرفين في القاهرة للتباحث بشأن وقف إطلاق النار.
فأكد وزير الخارجية الصيني على دعم بلاده الكامل للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، ورغبتها في رؤية المفاوضات تبدأ في القاهرة، معربا عن أسف بلاده لانهيار الهدنة المؤقتة التي كان يتعين أن تستمر لمدة 72 ساعة، ومجدداً عدم قبول بلاده لقتل الأبرياء.
وفي الشأن المصري، استعرض الرئيس تطورات الأوضاع بدءا من إقرار الدستور الجديد، مروراً بإنجاز الانتخابات الرئاسية، ووصولاً إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الاستحقاقات البرلمانية، ليكتمل بذلك البناء التشريعي والديمقراطي للدولة المصرية.
وأكد حرص مصر على تحقيق التوازن فيما بين الاستقرار والأمن وبين حقوق الإنسان، ومنوها إلى التلازم فيما بين الاستقرار السياسي والأمني وبين تحقيق التنمية الاجتماعية والتقدم الاقتصادي، وأننا نقدر التزام الصين بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ونبادلها ذات الالتزام، كما أننا ننظر إليها باعتبارها شريكاً في تحقيق التقدم الاقتصادي في مصر، خاصة في ضوء العديد من المشروعات الوطنية المصرية التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة، وفي مقدمتها مشروع تنمية محور قناة السويس الذي يتوافق مع مشروع طريق الحرير الذي تخطط الصين لتنفيذه، والمتمثل في إحياء طريق تجارة الحرير القديم الذي يضم 40 دولة بداية من الصين وحتى فرنسا مرورا بمصر ودول المشرق العربي.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، شهد اللقاء تناولا للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في كل من ليبيا والعراق وسوريا، فضلا عن الأوضاع في بعض دول القارة الافريقية التي تعاني من ويلات الإرهاب. وقد أثنى الوزير الصيني على الدور الذي قدمه الرئيس لتجنيب مصر مصير مماثل.
ومن جانبه، أثنى الرئيس على الشعب المصري وما أثبته من وعي حيث فطن مبكراً إلى مخاطر الإرهاب واستطاع بمعاونة قواته المسلحة أن يستعيد الدولة المصرية ويجنبها مصير بعض دول المنطقة، ومؤكداً على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لدحر الإرهاب.
وفي ختام اللقاء، أشار الوزير الصيني إلى أنه سينقل وجهة النظر المصرية إزاء مختلف الموضوعات التي تم التباحث بشأنها إلى الرئيس الصيني، مؤكدا أن بلاده تتفهم الاهتمام المصري بمكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء خبراتها الذاتية في التعاطي مع مخاطره على الدول والمجتمعات.
ونوّه إلى التعاون المصري الصيني لتطوير وتنمية منطقة شمال غرب خليج السويس، الذي وفر ستة آلاف فرصة عمل، وكذا إلى مشروع السكك الحديدية في العاشر من رمضان، مشددا على حرص بلاده على تدعيم علاقاتها الثنائية مع مصر في شتى المجالات، وبصفة خاصة في المجالين الاقتصادي والاستثماري.
وأضاف الوزير الصيني أن بلاده تقدر أن تطوير علاقاتها مع مصر يتعين أن يتركز على منظور استراتيجي بعيد المدى، لا سيما أن تحقيق الاستقرار في مصر يمثل ركيزة لاستقرار المنطقة، كما استعرض تجربة بلاده خلال العقود الثلاثة الماضية لإرساء الاستقرار السياسي الضروري لتحقيق التنمية الاقتصادية، معرباً عن ثقة بكين في استئناف مصر لدورها التقليدي في محيطها الإقليمي وعلى الصعيد الدولي.
كما استقبل اليوم بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، فيليب بلومبرج، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "بلومبرج"، وذلك بحضور الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، وديفيد بلومبرج، العضو المنتدب لبلومبرج غرب إفريقيا، وكريستيان راث، النائب الأول لرئيس الشركة.
واستهدف اللقاء استعراض ومناقشة ثلاثة مشروعات رئيسية، تتضمن إنشاء الشركة لأول مصنع لتكنولوجيا التخزين واللوجستيات في الشرق الأوسط، والذي سيخدم السوق المحلية، ويستهدف التكامل مع المشروع الوطني العملاق الخاص بتنمية محور قناة السويس، فضلا عن توفير فرص التصدير للدول العربية والافريقية، حيث سيعد المشروع الأكبر على مستوى العالم في مجاله، وباستثمارات مباشرة تبلغ قيمتها 100 مليون دولار.
كما تضمنت المناقشات أيضا المشروع الخاص باستبدال الشون الترابية بشُون حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، والتي أُعدت خصيصا لتناسب ظروف الإنتاج والتداول، حيث تستخدم في تخزين الحبوب والأقماح، بما يوفر أكثر من 30% من محاصيل الحبوب، أي 1.2 مليون طن، والتي كان يتم إهدارها نظرا لظروف سوء التخزين والتداول، وذلك بتكلفة إجمالية 1.7 مليار جنيه.
أما المشروع الثالث فيستهدف إقامة عشر مناطق لوجستية ـ كمرحلة أولى ـ بغرض تجهيز وتخزين وحفظ المنتجات الزراعية من الحبوب والخضراوات والفواكه، لتجنب إهدار 40% من هذه المحاصيل، فضلا عن إتاحة الفرصة للتحكم في الأسعار عبر تخزين هذه المنتجات، وإعادة طرحها في الأسواق لضبط الأسعار ومكافحة الغلاء، علما بأن هذه المشروعات الثلاثة كانت محل دراسة في وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وصرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، أن السيد الرئيس قد أبدى ترحيبه بهذه المشروعات، معربا عن تطلعه لتنفيذها في أقرب وقت ممكن، ولا سيما مشروع إنشاء الشون المتطورة الذي يتعين تنفيذه قبل انتهاء موسم الحصاد الحالي (نهاية مارس/ أوائل أبريل 2015)، مشيرا إلى أن هذه المشروعات تخدم القطاع الزراعي ، وتصب في صالح المواطن المصري البسيط والوفاء بمتطلباته من الغذاء، فضلا عن توفيرها لفرص العمل وضبط الأسعار، وتوفير مختلف أنواع الأغذية على مدار العام، وتجنب إهدار الحاصلات الزراعية بسبب سوء التخزين والتداول .
وأضاف بدوي أن هذه المشروعات الثلاثة سيتم تنفيذها في إطار منظومة متكاملة تستهدف أيضا استضافة مصر لأول بورصة سلعية للشرق الأوسط، بما يجعل من مصر مركزا لتداول الحبوب والاقماح والمنتجات الزراعية، وذلك على غرار بورصات السلع العالمية الموجودة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
وأشاد رئيس مجلس إدارة مجموعة "بلومبرج" بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة، سواء فيما يخص تخفيض الدعم أو تنظيم إجراءات الطعن على عقود الدولة، مؤكدا على أنها قرارات إيجابية وجاذبة للاستثمار، وكانت ضمن الأسباب المباشرة التي شجعت مجموعة "بلومبرج " على المضي قدما في الإقدام على تنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة في مصر.
و أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم لقاء مطولاً مع مجموعة موسعة من قيادات وزارة التموين، وذلك بحضور الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية.
وحرص الرئيس - خلال اللقاء - على استعراض الأوضاع الداخلية، والعديد من الشواغل المصرية، كما تناول الاجتماع عدداً من التحديات التي تواجهها وزارة التموين في مجال عملها، إلى جانب استعراض عدد من النجاحات التي حققتها في الفترة الماضية.
وشدد الرئيس على أهمية الدور الذي تلعبه وزارة التموين تجاه البسطاء ومحدودي الدخل، مؤكداً أن هذا اللقاء يعد أول لقاء يعقده مع قيادات إحدى وزارات الحكومة المصرية، مقدماً الشكر لقيادات الوزارة للجهد الواضح الذي بذلوه في الفترة الماضية، ومطالباً إياهم بمزيد من العطاء.
كما أكد - خلال اللقاء - أهمية اضطلاع الوزارة بمسئولياتها على مستوى توفير السلع الأساسية للمواطنين، آخذاً في الاعتبار الجودة والسعر المناسبين، وأن تدعم الوزارة من قدراتها على الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطن المصري التموينية من خلال توفير السلع البديلة.