صحف الإمارات تهتم بالمشهد الليبي وسط الحملات الإجرامية لداعش ومتابعة للوضع في غزة

اهتمت صحف الإمارات الصادرة اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالمشهد الليبي وانتخاب المستشار عقيلة صالح عيسى رئيسا لمجلس النواب الجديد في ظل الظروف العصبية التي تمر بها البلاد في خطوة مبشرة بتوافق من شأنه أن يخرج ليبيا من أزمتها السياسية والميدانية..إلى جانب الحملات الإجرامية التي تقوم بها " داعش " ضد المسيحيين في العراق وسوريا بهدف اقتلاعهم..إضافة إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب التي ارتكبها الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وتحت عنوان " خطوة للأمام في ليبيا " قالت صحيفة " البيان " في افتتاحيتها .. بعد طول انتظار و في خطوة مبشرة بتوافق من شأنه أن ينتشل ليبيا من أزمتها السياسية والميدانية..التأم مجلس النواب " البرلمان " الجديد وانتخب المستشار عقيلة صالح عيسى رئيسا له في أول جلسة عقدها في طبرق شرق البلاد بعيدا عن العاصمة حيث تدور معارك بين مليشيات متناحرة تسعى للسيطرة على مقدرات الدولة وفي ظل خلافات سياسية بين التيارين الإسلامي والوطني تعرقل جهود الخروج من هذا المأزق ".
وأشارت الصحيفة إلى أن انتخاب رئيس للبرلمان بعد خلافات ممتدة بين الفرقاء السياسيين في ليبيا خلفت فراغا سياسيا استغلته الجماعات المسلحة لنشر مزيد من الفوضى في طرابلس وبنغازي سيكون أول حجر في بناء مستقبل جديد وواعد لليبيين لا سيما في ظل التأييد والدعم العربي والدولي الذي حظيت به تلك الخطوة التي تأخر حدوثها ولكنها جاءت في الوقت المناسب .
ولفتت إلى أن عيسى الذي لا ينتمي إلى أي تيار سياسي بحسب تأكيداته والذي تقلد مناصب قضائية عدة في عهد العقيد الراحل معمر القذافي تم تنصيبه في حفل بروتوكولي جامع حضره نحو/ 160 / برلمانيا من أصل / 188 / وهو عدد يعكس فوزا كاسحا للتيار الوطني على خصومه الإسلاميين في الانتخابات التشريعية وربما يرجح كفة الاعتدال في ليبيا ويؤشر على توجهها نحو وحدة وطنية تخلو من التشدد ومن المصالح الشخصية.
وشددت " البيان " في ختام افتتاحيتها على أنه - وفيما الآمال باتت تعقد الآن على البرلمان الجديد الذي سيقع على عاتقه المهمة الصعبة لفرض النظام وسيادة الدولة - إن ضعف قدرة السلطات على ضبط عشرات المجموعات المسلحة المؤلفة من ثوار سابقين يفرضون سيطرتهم في البلاد منذ سقوط نظام القذافي في 2011 وغياب قوات جيش وشرطة مدربة ومنظمة .. يجعل تكاتف الليبيين سياسيين وأفراد في مساندة السلطات ضرورة حتمية لوضع حد لتلك الفوضى وفتح صفحة جديدة قوامها العدل والحرية والمساواة وسيادة القانون.
من جانبها وتحت عنوان " عن المسيحيين العرب " أكدت صحيفة " الخليج " أن المسيحين العرب ليسوا رقما زائدا كي يتم مسحه أو الاستغناء عنه فهم جزء أصيل من جغرافية العرب وتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم ليسوا أبدا دخلاء على المنطقة العربية..أبدا..هم أبناء هذه المنطقة هم من ترابها منغرسون فيها ومتجذرون ولا يحق لأحد أيا كان أن يزيحهم أو يزيلهم أو يختزلهم أو يشردهم ويطرهم إنهم ملح الأرض التي تقاسمناها وعشنا سوسا عليها.
وقالت .. " معا بنينا حضارتنا وكنا روادا لها في مشرق الأرض ومغربها ومعا شيدنا تاريخا لا تزال صفحاته البيضاء ناصعة مشرقة في التآخي والود في السراء والضراء في مواجهة كل الطامعين أو الطامحين .. نحن معا أبناء هذه الأرض المقدسة التي جاء منها الأنبياء وخرجت منها الرسالات وعلى أرضها سار الرسل والقديسون ".
وأضافت الصحيفة.. " كنا وما زلنا شركاء حتى في الماء والهواء والدم..فمن له الحق في أن يمزق هذا الجسد الواحد أو يعبث بمكوناته ؟ فمن يخير مسيحي العراق وسوريا وغيرهم بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو الرحيل أو القتل .. ومن يقوم بتدمير الكنائس وبيوت الله والمراقد والمقامات الدينية هو مجرم وقاتل ومرتزق بكل المقاييس ولا علاقة له بهذه الأمة ودينها وحضارتها وتاريخها " .
وأشارت الصحيفة إلى أن المسيحيين العرب كانوا وما زالوا أبناء هذه الأمة وسيفها وقلمها ومنهم الأخطل الصغير وجبران خليل جبران وخليل مطران وميخائيل نعيمة وسعيد عقل وأمين الريحاني ومارون عبود وأمين نخلة وحنا مينا وكوليت خوري وإميل حبيبي وأمين معلوف ورشيد الخوري .. وغيرهم ..
هذا عدا العشرات من الأدباء المسيحيين الذين أثروا اللغة العربية بدراساتهم ومعاجمهم والأديرة التي حافظت على اللغة العربية وحمتها وقادة الفكر المسيحيين الذين كانوا شركاء في صنع النهضة العربية وروادا في تأسيس الفكر القومي العربي ومنهم العشرات من رجال الدين الذين نذروا أنفسهم من أجل القضية الفلسطينية مثل الأب عطا الله حنا والمطران هيلاريون كبوجي وغيرهما .
ونبهت " الخليج " في ختام افتتاحيتها إلى أن الحملات الإجرامية التي تقوم بها " داعش " الآن ضد المسيحيين في العراق وسوريا بهدف اقتلاعهم..هي في الواقع جزء من مؤامرة كبرى لتمزيق الأمة وتفكيك عراها وتستكمل مخطط " الفوضى الخلاقة " التي تضرب المنطقة العربية وتصب في مصلحة الكيان الصهيوني في نهاية المطاف .
أما صحيفة " الوطن " فطالبت بتقديم القادة الإسرائيليين مجرمي الحرب إلى المحاكمات بعد أن يحصى عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدقة وتفصيل و جمع الوثائق وتحديد الجرائم بمهنية لتقديم تقرير نهائي إلى المجتمع الدولي يقرر إثره كيفية التعامل مع مثل تلك الجرائم ..بجانب التعويضات المالية والمعنوية للتدمير الهائل الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية..فإذا كانت إسرائيل ما زالت تتلقى تعويضات عن جرائم نازية مضى عليها عقود فإن من الأولى أن يتم مطالبتها بتعويض الفلسطينيين الذين تضرروا في منازلهم و ممتلكاتهم و أرواحهم.
وأكدت أن محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين سيرفع من سقف احترام المعاهدات الدولية و يرسخ مفهوم المساواة بين الدول تجاه الجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية..مشيرة إلى أن جامعة الدول العربية من المؤسسات المعنية بهذا الأمر وعليها أن تروج لمثل هذه المحاكمات من خلال إعلام ذكي يخاطب الضمير العالمي بعد أن نشرت وسائل الإعلام حجم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت " الوطن " في ختام افتتاحيتها إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ارتكب جرائم إنسانية لا يمكن التغاضي عنها داعية أصحاب الضمير الحي من رجال القانون في العالم إلى أن يسعوا إلى توصيف تلك الجرائم بما يتفق مع العدالة والحقوق الإنسانية التي تعد من صميم الحضارات و قيمها و مبادئها وقد حاكم العالم مجرمي الحروب وهم ليسوا أكثر إجراما ممن نشهد جرائمهم اليوم في غزة..مشيرة إلى أن الجرائم التي ارتكبها القادة الإسرائيليون تجاوزت جرائم هولاكو و هتلر و موسوليني و بول بوت إلى آخر القائمة السوداء في تاريخ البشرية.