بعد نجاح استخدامها في الكونغو.. الأمم المتحدة تستخدم طائرات بدون طيار في مالي
بعد نجاح تجربة استخدام الأمم المتحدة للطائرات بدون طيار فى الكونغو الديمقراطية ، كشف هيرف لادسوس رئيس قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى مؤتمر صحفى عن اعتزام الأمم المتحدة نشر طائرات بدون طيار لتعزيز قدرات بعثة المنظمة الدولية على حماية المدنيين ، مؤكدا على أنه ينبغى على القوة الأممية فى مالى المعروفة باسم " مينوسما " أن تكون فى وضع يسمح لها بتحديد وردع والحد من التهديدات التى قد تواجهها عند القيام بمهتها فى هذا البلد الذى تتنامى فيه أنشطة وكلاء القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامى.
ولم يتطرق المسئول الأممى فى كلمة القاها امام مجلس الأمن إلى تفاصيل أخرى حول عدد الطائرات بدون طيار التى سوف تشارك فى الأنظمة الجوية بهدف تنمية " الوعى الوضعى " لقوة " مينوسما " وأيضا قدرتها على حماية المدنيين وأفرادها أو متى سيتم نشرها فعليا ومباشرة العملية المنوطة بها التى قد تستغرق عدة أشهر .
من جانبه ، أعلن أبدولاى ديوب وزير خارجية مالى عن موافقة بلاده على استخدام هذا النوع من الطائرات معربا عن أمله فى أن يتم نشرها على وجه السرعة مؤكدا الحاجة إلى إنجاز عملية سياسية ناجحة بوصفه إجراء حيويا لاستقرار مالى وحث الحكومة والجماعات المسلحة شمال البلاد على الاسراع فى جهودهم لتحقيق هذا الهدف .
وأعرب عن اعتقاده بأن الافتقار للحوار أدى إلى انهيار حاد فى الوضع الأمنى فى كيدال حيث سيطرت الجماعات المسلحة على الجيش بل والأكثر من هذا فرضت السيطرة الادارية على المنطقة مشددا على استحالة استمرار الوضع القائم على ماهو عليه ومن ثم بات إحراز تقدم فى العملية السياسية ضرورة ملحة خاصة وأن الوقت قد حان الآن لاجراء محادثات سلام .
تجدر الاشارة إلى أن الأمم المتحدة استخدمت الطائرات بدون طيار بجمهورية الكونغو الديمقراطية لعدة أشهر كاختبار للتجربة وبرهنت على نجاحها فى مهام عدة من بينها المساعدات الانسانية وابلاغ قوات حفظ السلام عن الموعد الفعلى لتحركات الجماعات المسلحة بمساحات شاسعة ما كان يمكن تحديدها بدونها .
وفيما له صلة .. لفت رئيس قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى أن إبرام اتفاقية سلام بين حكومة مالى والقوات المسلحة المتحاربة بمدينهة كيدال شمال مالى يعد "خطوة هامة " وسط الأمن المتدهور وتزايد العنف لوضع نهاية للأزمة المحتدمة .
واعتبر هيرف لاندسون نائب سكرتير عام الأمم المتحدة لعمليات السلام فى سياق آخر تقرير له حول مالى فى التاسع من يونيو الماضى انه بموجب اتفاق الثالث والعشرين من مايو الماضى برعاية ألبرت جيرارد كوإندرس الممثل الخاص للسكرتير العام لمالى والرئيس الموريتانى عبد العزيز الذى يرأس حاليا الاتحاد الأفريقى وأطراف أخرى معنية انه يبدو "أن هناك نافذة أمل ضيقة " .
وأشار إلى أن ثلاث جماعات مسلحة موقعة على اتفاقية أوجوادوجو أبدوا رغبة فى الدخول فى محادثات مع الحكومة لمواجهة الأسباب الرئيسية للصراع ، لافتا فى هذا الصدد الى أحداث العنف فى الشمال خلال الفترة الأخيرة من الشهر الماضى التى أدت إلى إجهاض عملية السلام الهشة وادت إلى تفاقم الوضع الأمنى الخطير ومن بينها الهجوم الانتحارى فى أجولهوك الذى أسفر عن قتل أربعة تشاديين من بين أفراد بعثة حفظ السلام واصابة ستة آخرين .
ونبه إلى أن استئناف الجماعات المسلحة لأنشطتها العسكرية الفاعلة وسيطرتها الادارية الى حد ما على كيدال ومدن شمالية اخرى يعد انتهاكا لاتفاقية أواجادوجو ، محذرا من أن إجراءات من هذا النوع بالتزامن مع الهجمات المتكررة المستخدم فيها شحنات متفجرة متطورة واطلاق نار غير مباشر ضد بعثة مينوسما وقوات مالى وعملية سرفال الفرنسية تشكل استمرارية حيال الوضع السياسى ووضع حقوق الانسان فى مالى .
وقال لادسوس إن التزام مجلس الأمن السياسى التعزيزى لعمل القوات الدولية فى مالى يعد حيويا لنجاح عملية استقرار مالى علاوة ايضا على الحاجة لتقارب مستمر من جانب الأطراف الثنائية والمؤسسات المالية وبناء مناطق سلام ضرورية لاحراز حكم رشيد واصلاح قطاعى أمنى.
من جانبه ندد أبدولى ديوب وزير شئون خارجية مالى بالتدهور المفاجىء فى الوضع الأمنى شمال البلاد وأعاد إلى الأذهان فى هذ الصدد الهجوم الذى تعرض له وفد رئيس الوزراء من جانب جماعات مالى المتمردة التى تحظى بدعم من جانب الارهابيين فى شهر مايو الماضى الذى أسفر عن قتل عدد من الجنود وإعدام عاملين بالخدمة المدنية بدم بارد وايضا اختطاف عددا من المدنيين قبل إطلاق سراحهم بعد بضعة أيام تحت ضغوط من جانب بعثة "مينوساما " الأممية ورحب ديوب باسم حكومته بدعم المجتمع الدولى ومن بينها المؤتمر الصحفى لمجلس الأمن الذى أدان الهجمات .
وأضاف انه بالرغم من مثل تلك الهجمات الوحشية العديدة إلا أن البلاد تبذل أقصى مافى وسعها لتوفير أفضل ظروف ممكنة من أجل تحقيق وحدة وطنية ، وحث موديبو كيتا رئيس وزراء مالى السابق الذى عين مؤخرا كممثل سامى للبلاد الجماعات المسلحة على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية أوجادوجو ، لافتا الى أن رغبة مالى الملحة فى دعم أى آليات من شأنها التوصل إلى حل فاعل وشامل للأزمة ومن بينها جهود الجزائر للدخول فى مشاورات استكشافية بين كافة الجماعات المسلحة بهدف توفير أرضية مشتركة لمفاوضات داخلية فى مالي.
ولفت المسئول الاممى كذلك إلى أن هناك حاجة لانجاز المرحلة الأولى لحوار السلام فى مالى المقرر فى الجزائر فى الوقت المحدد ووفقا لما هو مخطط له مع مراعاة أن يتسم بالخصوصية والشفافية وأن يتماشى مع مختلف مبادرات السلام المطروحة .
ولوح أيضا فى هذا السياق إلى ضرورة إصدار مجلس الأمن تفويضا بتطبيق عمليات مشتركة بين القوات المسلحة لمالى وبعثة "مينوسما " الأممية لحظر تحركات الجماعات المسلحة التى لم توقع على اتفاقية أوجادوجو .
وفيما له صلة أيضا بشأن ما يجرى على الساحة فى مالى أوضح ديفيد مارك رئيس مجلس الشيوخ النيجيرى أن انشطة متمردى بوكو حارام أجبرت الحكومة على سحب قواتها المكلفة بحفظ السلام من مالى ، لافتا إلى أن تمرد بوكو هارام بات يشكل تحديا خطيرا لجهود نيجيريا لتعزيز علاقاتها مع الدول جيرانها الناطقة باللغة الفرنسية خطيرا للأمن علاوة على أنها باتت تمثل ضررا على السياسة الخارجية النيجيرية ، كما أن متمردى بوكو حارام شمال مالى يشكلون حاليا تهديدا خطيرا للأمن الوطنى معربا عن تفاؤله أن يسفر انسحاب قوة حفظ السلام النيجيرية من مالى عن تحديد وطرح حلول لتحديات السياسة الخارجية الراهنة لنيجيريا .