قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فدرلة برقة بين الواقع والتقسيم


Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SAMicrosoftInternetExplorer4يعجز الإنسان أحيانًا ويصاب بالإحباط عندما يري خلافًا في وجهات النظر
من الممكن أن يكون له تأثير على مسار ثورة 17 فبراير وعلى اللحمة الوطنية، ليس

من
الخطأ الخلاف ولكن الخطأ أن يستمر هذا الخلاف ويؤثر على سيادة الدولة الليبية
الوليدة والتي لا تزال تعاني القصور في أدائها بسبب التحديات التي تواجهها .

إن إعلان ولاية برقة جاء كصاعقة علينا فلم
نكن نتوقع أن يأتي من المنطقة الشرقية تحديدًا، فبنغازي كانت معقل الثورة والثوار
طيلة فترة التحرير، لقد تم الإعلان عن برقة ولاية فدرالية من مصنع الصابون في
مدينة بنغازي بتاريخ 6 مارس 2012م وشملت مجموعة من المختصين بالقانون الدستوري والعلوم السياسية
والعديد من التخصصات الأخرى، والسؤال المطروح لماذا تم هذا الإعلان قبيل الإعلان
عن الميثاق الوطني في مدينة مصراتة بيوم واحد؟
ومن أين يستمد هذا المجلس
شرعيته؟ وهل النظام الفيدرالي هو الحل للمشكلات التي يعاني منها المواطن الليبي
بالشرق والغرب والجنوب؟

إن جذور كلمة الفيدرالية في اللغة
اللاتينية كلمة مرتبطة بالاتحاد لا بالتقسيم.. والسؤال هنا هل ليبيا مقسمة حتى
نوحدها.. أم علينا تقسيمها أولاً لنعود ونوحدها فدراليا، إن مناداة أهلنا في الشرق
الليبي بالفدرالية هو نتاج شعورهم بالتهميش لفترة طويلة إبان حكم النظام السابق،
لكن دعاة الفيدرالية يجهلون أو يتجاهلون بأن التهميش كان سمة النظام الاستبدادي البائد
الذي كان يركز كل السلطات في يده .
يدعي الفدراليون بأن أكثر الدول تقدمًا هي
الدول التي تنتهج النظام الفدرالي ويعتبرون الإمارات العربية نموذجًا لذلك، في حين
أرجع تقدم الدول بالدرجة الأولى إلى عزيمة شعوبها والإرادة السياسية والإمكانات
الاقتصادية والمستوي التعليمي واللوائح والقوانين المعمول بها في الدولة، وإن كان النظام
الفدرالي هو سبب تقدم الدول كما يقولون؟ فلماذا لم تتقدم نيجيريا وإثيوبيا وجزر
القمر مع أنها دول تنتهج النظام الفيدرالي، وما غاب عنهم أن سبب تقدم دولة الإمارات
العربية المتحدة هو الاتحـاد وليس التقسيم، فالإمارات كانت مقسمة وبسبب الرغبة في
الاتحاد تم تبني النظام الفيدرالي، أما ليبيا فهي موحدة بالفعل، وإن قسمناها فهذا
يعني أننا نسير بها عكس المسار الذي سارت عليه الإمارات .

وما يخيفني أنه في حال قيام نظام فيدرالي
فهذا يعني أن يكون لكل إقليم دستوره الخاص وسلطته التشريعية متمثلة في البرلمان
المحلي، وسلطة تنفيذية متمثلة في مجلس وزراء محلي، ويحق لكل إقليم أن يرفع علم
الإقليم مع علم الدولة الفدرالية. والسؤال هنا ماذا بقي لكل إقليم لكي يصبح دولة
مستقلة .
ولماذا هناك من يسعي إلى عودة البلاد إلي
ما يعرف بتقسيم بيفن المؤرخ في 10 مارس 1949م الذي ينص على أن ولاية طرابلس تحت
الوصايا الإيطالية، وولاية برقة تحت الوصايا الإنجليزية، وولاية فزان تحت الوصايا
الفرنسية؟
لا أود التشكيك في نوايا أو مقاصد أي ممن
شارك في الإعلان التأسيسي لمؤتمر الفدرالية سواء كانوا شخصيات تابعة لنظام القذافي
أو شخصيات لها طموحات خاصة أو من الرافضين للمركزية والتهميش، والغريب في الأمر هو
تصريحهم باللجوء إلى الأمم المتحدة للحصول على الاعتراف الدولي، وكأن في ليبيا
فراغًا سياسيًا، ألم يجتمع ويتوافق الليبيون والمجتمع الإقليمي والدولي على المجلس
الوطني الانتقالي كسلطة شرعية ووحيدة لإدارة الدولة الليبية في الفترة الانتقالية حتى
انتخاب المؤتمر الوطني، من المهم التأكيد على أن النظام السياسي لليبيا يحدده
الدستور بعد استفتاء الشعب عليه فالشعب لا غير من يحدد نوع النظام السياسي لليبيا .

فشتان بين من ضحي بنفسه وأستشهد من أجل
ليبيا ووحدتها وكذلك من ضحي بأطرافه من أجل لحمة الوطن ومن يسعي لتقسم ليبيا
فدراليًا من أجل زيادة حصته من عائد النفط .
علينا أن ندرك خطورة المرحلة وأهميتها ونعلم
أن المواطن في هذه المرحلة يريد حلولاً لا أعذارًا من الحكومة، لهذا يجب المضي في
خطتين متوازين، فمن جهة ضخ الأموال للمجالس المحلية وبسرعة وتفعيل نظام
اللامركزية، والخط الثاني زرع نواة الحومة الإلكترونية ووضع ركائزها ورعايتها لما
لها من مميزات من حيث الشفافية والمصداقية وسرعة إتاحة معلومات الحكومة أمام
الجميع بشكل مفتوح ومتيسر لكل الليبيين بغض النظر عن مواطن من الشرق أو الغرب أو
الجنوب .

كما يجب التعجيل بانتخاب المؤتمر الوطني
ووضع الدستور الذي ينص على أن ليبيا دولة ديمقراطيــــة برلمانيـــة ذات تعددية
حزبية تقوم علي أساس المواطنة والفصل بين السلطات، والتداول السلمي للسلطة عن طريق
صناديق الاقتراع ، وفق ما ينص عليه الدستور يتمتع فيها المواطن بكافة حقوقه .

إن النظام الإداري الذي يطمح إليه الشعب
الليبي هو النظام الذي يمكن المواطن من الحصول على حاجاته في الدائرة الإدارية
التي يقيم فيها، ولا يضطر إلى قطع مسافات طويلة من أجل ذلك، أما مركزية التخطيط
فتكون في المكان الذي تقرره السلطة التنفيذية داخل ليبيا .

وأخيرًا عليهم تذكر ما قاله الحجاج بن يوسف
التقفي حين قال عن الليبيين في وصيته لطارق بن عمرو، وحين صنف العرب، فقال اتق
أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم.. ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.. فهم صخرة في جبل
كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله .
وعاشت ليبيا أبية موحدة إن شاء الله .
د عبدالمنعم الحـر
أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان
فرع ليبيا