"زوج ذهب ولم يعد".. قال لزوجته: "رايح أجيب فلوس الولادة" واختفى سنتين ونصف

جلست وسط زحام العابسين والمهمومين بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، ترتدى ملابس سوداء فوقها "شال" كحلى اللون، قبضت بيدها المرتعشة على أطرافه بإحكام، فبدت وكأنها تحتضن به نفسها البائسة، وتطمئن قلبها الموجوع من رجل تركها بعد 29 يومًا بالكمال والتمام من الزفاف بأمر من والدته، وعاد إليها خوفا من تنفيذ حكم سجنه 3 سنوات فى قضية التزوير التى أقامتها ضده، بعد ادعائه بتحريرها 10 إيصالات أمانة له وتنازلها عن حقوقها المادية -حسب روايتها- ثم ذهب قرب وضع وليدها بحجة توفير نفقات إجراء عمليتها القيصرية ولم يعد، لتكتشف بعد عامين ونصف أنه كان فى مهمة للبحث عن أخرى.
إنها (ن.م) ذات الثلاثين ربيعًا، والتى طرقت أبواب المحكمة لرفع دعوى طلاق للضرر تنهى بها معاناتها التى استمرت لـ6 سنوات.
"قالى لى زوجى: "سأذهب لأوفر لك نفقات عمليتك القيصرية ولن اتأخر"، ودعته على أمل اللقاء، لكنه غاب عنى عامين ونصف، وظهر لى على هيئة اسم مدون على ورقة سلمها لى محضر، وألقى على مسامعى خبر زواجه بأخرى وإنجابه لطفلة فى عمر ابنته التى فر هاربا فور سماعه نبأ قدومها للحياة" بهذه الكلمات المؤلمة بدأت الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد".
وبوجه تكسوه ابتسامة حزينة تتابع مأساتها قائلة:" أعلم اننى قد أخطأت عندما آمنت لرجل سبق أن تركنى 3 أعوام ونصف دون أن يسأل عنى أو عن ابنه، بأمر من والدته التى أذاقتنى المرار منذ أول يوم وطأت فيه قدمى بيت ولدها، كانت تتعامل معى باعتبارى عدوتها التى خطفت ابنها الأكبر من حضنها، منعت عنى الطعام وأصرت أن أتناوله فى بيتها، وحرمت أهلى من زيارتى، وأصدرت أحكامها بألا أتحدث إلى أحد منهم، وصادرت تليفونى وأموالى كأننى فى معتقل سياسى، وبعد 29 يوما من الزواج بالتمام والكمال أرغمت ابنها على إعادتى الى بيت والدى بدعوى اننى لا أعجبها، ولأن ابنها لايرد لها طلبا فرضخ لفرمانها، ورد "البضاعة "التى اشتراها بماله ولم تأت على هوى والدته حتى تهدأ الأوضاع حسبما قال، لكنه ذهب يومها ولم يعد، وأدار ظهره لى وللجنين الذى يتشكل فى احشائى".
يحتل الألم قسمات الزوجة الثلاثينية وتتلون نبرات صوتها بالمرار وهى تقول: "لم يعده إلى إلا خوفه من الأحكام التى صدرت ضده فى قضية تبديد المنقولات ودعوى التزوير التى أقمتها ضده بعد استغلاله لتوقيعى على أوراق بيضاء أمضانى عليها فى ليلة "الصباحية"، بحجة أنه يرغب فى شراء سيارة ويحتاج منى أن أضمنه لدى البنك، وليحكم لعبته استعان باثنين ادعى أنهما مندوبان من البنك فصدقته ، لافاجأ به يدعى أننى تنازلت عن قائمة منقولاتى ومؤخر صداقى، وحررت له 10 ايصالات أمانة ، ولأنه كاذب انقلبت حيلته عليه ، وعاقبه الله بأن حكم عليه بـ 3 سنوات بتهمة التزوير".
تلوم الزوجة الثلاثينية نفسها على انخداعها بتوبة زوجها: "اعترف أننى لم أفهم غرضه من العودة فى البداية، وقبلت بوساطة محامى الخاص، وصدقت انه تاب وندم عما اقترفه فى حقى، وأن حادث السطو المسلح التى تعرض لها وكاد ان يودى بحياته، قد اعاد له رشده وايقظ ضميره، لكن عندما تركنى بعد مايقرب من 6 اشهر من رجوعه الى فور علمه بنوع الجنين ، واوهمنى بانه ذاهب لتوفير مصروفات الولادة ثم اختفى لمدة عامين ونصف، بدأت استجمع خيوط حياتى القصيرة معه، واسترجع كلماته الاخيرة عن مصير القضايا التى اقامتها ضده ومتى سأتنازل عنها، لأتأكد أنه لم يرجع لبيته إلا لخوفه من السجن، واحمد الله اننى لم ابلغه طوال فترة بقائى معى بان الاحكام قد سقطت بالتقادم قبل ان يردنى الى عصمته، لاننى لم انفذها حتى انقضت المدة المحددة لذلك، فمن حظه اننى لم اكن امتلك مالا حينها لادفع للقائمين على التنفيذ".
تختتم الزوجة المخدوعة روايتها بنفس تواقة للخلاص: " طرقت ابواب محكمة الأسرة و رفعت دعوى طلاق للضرر فور علمى بأمر زواجه الثانى وانجابه، وعددت فيها اسباب طلبى للطلاق ، ووضعت على رأسها هجر زوجى لى دون أسباب وزواجه دون علمى ، كل ما اتمناه أن يصدر الحكم سريعا حتى استطيع الانتهاء من إجراءات ضمى لمعاش والدى ليساعدنى فى مصروفات أولادى، خاصة أن دعوى النفقة لم يصدر فيها حكم حتى آلان ، ولا ألم لماذا لا يصدرون أحكاما بنفقة مؤقتة يخففون بها معاناتى ؟! ، فلولا أخى لم أكن أعرف ماذا سيحل بى وبصغارى".