قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

مصر تحقق نصرا دوليا جديدا خلال مشاركتها قمة الفرانكوفونية الدولية التى استضافتها السنغال


جاءت مشاركة مصر فى في القمة الخامسة عشرة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية لتشكل انتصارا جديدا للسياسة الخارجية المصرية على صعيد إحياء العلاقات مع تكتلات العالم الهامة والفاعلة وبخاصة فى أفريقيا التى تشكل عمقا إستراتيجيا لمصر، وجاءت مشاركة مصر فى أعمال القمة - التي انعقدت بالعاصمة السنغالية داكار يومي 29 و30 نوفمبر الماضي - بوفد برئاسة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، في أعلى مستوى لتمثيل مصر منذ انطلاق اجتماعات المنظمة وهو أمر ذو دلالة قوية على صحوة اهتمام مصرى بالعودة بقوة إلى لعب دور محورى فى أفريقيا.
وتمثل المنظمة الفرانكفونية الدولية أهمية خاصة بالنسبة لمصر، فبالإضافة إلى أهمية دورها في المجال الثقافي كقطب يتكامل مع العالم الأنجلوفونى، فإنها تتيح مجالات للتحرك والتعاون المصرى فى المجال السياسي على المستوى الدولي والإقليمي، كما تتيح الفرصة لدعم التواصل مع الدول الإفريقية الفرانكوفونية، وتفتح مجالات للتعاون مع تلك الدول، وهو ما يعد أولوية رئيسية من أولويات السياسة الخارجية المصرية.
وأظهرت قمم واجتماعات المنظمة في الفترة الماضية تنامي دورها كمحفل سياسي يزداد ثقله وأهميته بمرور الوقت.
وتستضيف مصر مقر جامعة سنجور بمدينة الإسكندرية، وتعتبر الجامعة من أهم الأجهزة التابعة للمنظمة الدولية للفرانكفونية، التى تشمل قناة " TV 5" التليفزيونية، والوكالة الجامعية للفرانكوفونية، وجمعية رؤساء المدن الفرانكفونية.
وتشارك مصر بفاعلية فى كافة أجهزة وأنشطة المنظمة منذ انضمامها إلى وكالة الفرانكفونية عام 1983 التي تحولت إلى منظمة للفرانكفونية عام 1997 لكن مشاركتها هذا العام كانت ذات طبيعة خاصة بالنظر إلى مشاركة رئيس وزراء مصر فى أعمال القمة فى وقت تشهد مصر فيه حراكا ديمقراطيا وحربا على الفساد تتطلع إلى تطوراتها كافة شعوب أفريقيا التى ترى فى مصر دائما المثل والنموذج.
وتضم المنظمة الفرانكفونية فى عضويتها 77 دولة ما بين عضو ومراقب من أفريقيا وخارجها، أى أكثر من ثلث الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
ووافقت قمة الفرانكوفونية فى جلستها قبل الأخيرة، على المقترحات التي تقدمت بها مصر ضمن مشروع "إعلان داكار" الصادر عن المؤتمر، بشأن الوضع فى الشرق الأوسط تتناول جهود التسوية الجارية والتأكيد على أسس ومرجعيات عملية السلام وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته، بالإضافة إلى قرارات مؤتمر إعمار غزة الذي عقد بالقاهرة في 12 أكتوبر 2014 ، ومطالبة الدول المانحة بالوفاء بالتزاماتها ، كما تناولت مسألة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل فى منطقة الشرق الأوسط ، ويرى المراقبون أن " إعلان دكار " على هذا النحو يعد اعلانا جديدا لنجاح الجهد السياسى المصرى على الصعيد الدولى ، فقد أقرت القمة مجموعة من مشاريع القرارات ، في مقدمتها قرار بمكافحة الإرهاب ، حيث حرصت مصر على المطالبة بضرورة تقوية كافة الإجراءات الخاصة بموضوع الإرهاب سواء فى مشروع الوثيقة الختامية او فى مشروع القرار.
ووافق المؤتمر على المقترحات التى تقدمت بها مصر ضمن "إعلان داكار" بشأن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وجهود التسوية الجارية وإعادة إعمار غزة و ضرورة إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالمنطقة.
ويرى المراقبون أن مصر كانت بحق لسان إفريقيا أمام تجمع الفرانكفونية الدولية ، حيث دعا رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب - خلال إلقائه كلمة مصر - الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية إلى دعم سعي مصر إلى الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2016 - 2017 ، بالقول إنه "مع التزام مصر المستمر نحو تحقيق السلام والأمن ، ومساهمتها الكبيرة في قضية الاستقرار الإقليمي والازدهار بإفريقيا والشرق الأوسط ، فان مصر ترغب في مواصلة العمل بفعالية في تحقيق هذه الأهداف من خلال سعيها لتصبح عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2016 - 2017، وأن تكون صوتا لشعوب بلدان الفرانكوفونية ، والتعبير عن طموحاتها في المجلس ، ودعا الدول الأعضاء لدعم الترشيح المصري لهذا المقعد ".
وقال إن مصر تعيش حاليا مرحلة مهمة في تاريخها الحديث ، فعقب ثورتين شعبيتين في 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013 ، طالب خلالهما الشعب المصري بدولة مدنية ، حديثة ، ديمقراطية تحترم الحقوق والحريات ، ثم تبني دستورا جديدا في يناير 2014 ، وانتخب رئيس في يونيو الماضي في إقبال غير مسبوق.
واستغلالا لهذا المنبر الدولى الفرانكفونى لتوضيح حقائق الاوضاع فى مصر ، أكد المهندس إبراهيم محلب على أن الركب المصرى يتحرك لإجراء انتخابات تشريعية خلال الربع الأول من عام 2015 ، فى آخر مراحل خارطة الطريق ، التي سوف يتم عبرها الوفاء بالتزامات المسار الديمقراطي ، موجها الشكر لأصدقائنا وشركائنا الفرانكوفونيين الذين وقفوا بجوار مصر خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخها.
وأكد محلب أن مصر الجديدة ، مصر ثورة يناير2011 ويونيو2013، لا تستطيع إلا أن تتمسك بشعارات القمة الحالية للفرانكوفونية "المرأة والطفل في الفرانكوفونية: قوى سلام ، وأدوات فاعلة للتنمية" ، فلقد كان الشباب والنساء هما القوى الدافعة الرئيسية للتغيير الذي شهدته مصر خلال السنوات الثلاث الماضية ، لذا تتفق مصر مع الدول الأعضاء في الفرانكوفونية على أهمية وأولوية هذين العنصرين في تشكيل أساس متين للتقدم نحو مستقبل أفضل لشعوبنا ودولنا.
وأشار إلى أن مصر سارعت بالتصديق على اتفاقات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق المرأة والطفل ، كما يشارك خبراؤها بنشاط في أجهزة الهيئات الدولية المعنية بتفعيل عمل تلك الاتفاقات ، والتي أصبحت جزءا من تشريعاتنا الوطنية ومعترفا بها بالكامل من قبل دستورنا الجديد.
وفيما يخص علاقة مصر بالمنظمة الفرانكوفونية الدولية ، قال رئيس الوزراء إن العلاقات بين مصر والمنظمة الدولية للفرانكوفونية شهدت زخما جديدا على مختلف المستويات خلال السنوات الأخيرة ، مستشهدا بـ" النجاح المتزايد لجامعة /سنجور/ التي تفخر مصر باستضافتها في مدينة الإسكندرية التاريخية" على هذا التعاون الوثيق.
وأضاف محلب أن "جامعة /سنجور/ هي رمز للفرانكوفونية الحديثة ، حيث تقيم روابط وثيقة بين الشباب الناطقين بالفرنسية ، كما تعزز من التزامهم بقيم الفرانكوفونية ، معربا عن ترحيبه بالدور المتنامي الذي قامت به الجامعة في تدريب الكوادر الإفريقية في مجالات التنمية" ، مجددا تأكيد الدعم الكامل من الحكومة المصرية لتعزيز رسالة هذه الجامعة ودورها.
وحول دور إفريقيا في العالم وتعاون مصر مع دول القارة السمراء ، قال محلب إن إفريقيا تلعب دورا متناميا على المستوى العالمي ، وهي أحد أقطاب النمو الجدد ، بفضل حيوية شبابها وإمكاناتهم الهائلة ، مؤكدا أن مصر قدمت دعمها للجهود التي يقوم بها الأشقاء الأفارقة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
وأكد أن مصر تجدد تأكيد عزمها مواصلة الدور التاريخي للشركات المصرية الكبرى في تنفيذ هذه المشروعات ، فى افريقيا ، ووقوفها داعمة في مواجهة التحديات التي تواجه قارتنا.
وأعرب عن قلق مصر العميق اندلاع وباء فيروس "ايبولا" في غرب أفريقيا ، معلنا تضامن مصر الكامل مع شعوب وحكومات البلدان المتضررة ، وترحيبها بالجهود التي بذلتها مختلف الدول، وخاصة البلدان الأشد تضررا من هذا الوباء، لاحتواء انتشار الفيروس، ومؤكدا استعداد مصر الكامل لمواصلة دعم البلدان المتضررة في كفاحها ضد انتشار الفيروس.
وأوضح رئيس الوزراء - في كلمة مصر أمام قمة الفرانكوفونية - أن مصر وفرت مساعدات طبية ولوجيستية لبعض الدول الصديقة المتضررة كغينيا (كوناكري) ، وسيراليون ، وليبريا ، للمساهمة في الجهود المتعددة في هذا الاتجاه ، وأنها قامت في أكتوبر الماضي بتنظيم دورات تدريبية لمكافحة انتشار الفيروس، من خلال التعاون بين مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام ، والاتحاد الإفريقي ، والأمم المتحدة.
ولفت إلى أن الحكومة تستعد لإرسال طاقم طبي مصري للمشاركة مع الفرق الطبية التابعة للاتحاد الإفريقي ، منوها بأهمية استمرار التعاون والتنسيق بين الدول في جميع أنحاء العالم ، وخاصة في منطقة الفرانكوفونية ، هو أمر ذو أهمية قصوى.
وتطرق رئيس وزراء مصر إلى ملف الإرهاب بالقول، "إن الارهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل عقبة رئيسية تسعى الى إبطاء قوة اندفاعنا نحو تحقيق التنمية الديمقراطية ، والاجتماعية ، والاقتصادية لبلداننا وشعوبنا ، وإننا لنعرب عن قلقنا إزاء زيادة الأعمال الارهابية التي يرتكبها المجرمون في فضاء الفرانكوفونية ، وبخاصة في الشرق الأوسط ، ومنطقة الساحل والصحراء مشددا على اننا عازمون على القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره، مع احترام معايير ومبادئ وقيم حقوق الإنسان"
وأكد محلب أهمية التبادل المستمر للمعلومات لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، والتي تعتبر حجر الزاوية في تنفيذ الشبكات الإرهابية ، ودعم مصر للجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والعالمي في مكافحة هذه الآفة، وأنه من الضروري العمل على تنفيذ الالتزامات التي تعهدت بها الدول بشأن هذه المسألة، بما في ذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والتي تطالب بوقف تمويل الإرهاب، وتوفر مأوى للإرهابيين.