"جماعة الإخوان المسلمين" مهددة بالانهيار.. وسياسيون: أخطاؤها المتكررة ستفقدها شعبيتها..والانشقاقات داخل صفوفها "البداية"

كمال حبيب: تلاحم أعضاء الجماعة يجعل من الصعب انهيارها
محمد أبو حامد: نهايتها باتت قريبة جدًا
رفعت سيد أحمد: نهايتهم الحقيقية عند إخفاقهم في انتخابات الرئاسة
جورج إسحاق: الجماعة فقدت الكثير من شعبيتها
ارتكب الإخوان المسلمون أخطاء متكررة في حق الجماعة خاصة فيما بعد انتخابات مجلسي الشعب والشورى وحتى الآن.. هكذا يرى الشارع السياسي المصري.. وعن تأثر الجماعة وتاريخها بمثل هذه الأخطاء، وانخفاض شعبيتها التي حظيت بها كانت الآراء التالية..
قال الدكتور كمال حبيب الكاتب المتخصص فى الشئون الإسلامية، إن جماعة الإخوان ليست حزبًا سياسيًا كى ينتهى بسهولة فهى جماعة عريقة لها تاريخ سياسى طويل، موضحًا أن الدين مكون أساسى فى شخصية أفرادها ما يزيد التلاحم بين أعضائها فاحتمالية انتهاء تنظيم الإخوان أمر مستبعد.
وأكد حبيب أنه حدثت انشقاقات كثيرة داخل الجماعة وخرج من قلبها الكثير من الأحزاب مثل حزب الوسط، موضحًا أنها قادرة على امتصاص التوترات الداخلية، لافتًا إلى أن المشكلة تتمثل في رفض الشعب بعد الثورة لفكرة الاستحواذ بعد أن عانى على مدار ثلاثين عامًا من استحواذ الحزب الوطنى على كل مقاليد الأمور فى البلاد.
وتوقع حبيب أن الذين صوتوا للإخوان فى البرلمان سيتراجعون فى انتخابات الرئاسة، مؤكدًا أن الخطر الرئيسى الذى يواجه الجماعة هو وضعها فى مواجهة مع القوى الإسلامية الأخرى.
وأضاف: إن ظاهرة تمرد الشباب داخل الجماعة سيكون لها تأثير محدود، مؤكدًا أن الجماعة ظاهرة مختلفة فى التاريخ السياسى المصرى.
وقال الدكتور محمد أبو حامد، نائب مجلس الشعب، إن نهاية جماعة الإخوان المسلمين باتت قريبة جدًا، مؤكدًا أنه لم تعد هناك حاجة لهم بالاستمرار في سرد أكاذيبهم وإقصاء الشعب من الدستور ومن جميع مناحي الحياة.
وأكد أبو حامد أن كيان الإخوان لا يختلف كثيرًا عن الوطني المُنحل وغير مستبعد أن تواجه الجماعة نفس نهاية الحزب الوطني، لاسيّما وهي تعاني من "نهَم" السلطة كما كان يعاني الوطني، وأن هذا النهم ينتشر في داخل جسم الجماعة ويظهر بوضوح من خلال الانشقاقات التي ظهرت مؤخرًا.
وأوضح لـ"صدى البلد"، أن ما يحدث من انشقاقات داخل الجماعة أمر طبيعي في ظل الشروع في تقسيم الغنائم، مؤكّدًا أن الجماعة ستنتهي كما سينتهي كل فصيل سياسي يريد احتكار مقدّرات الشعب لنفسه.
وأضاف أبوحامد أن خيرت الشاطر بترشحه أثبت أكبر كذبة لجماعة الإخوان ستسقطهم إلى الهاوية، لافتًا إلى أن الله أراد لهم أن يدفعوا به إلى الرئاسة حتى ينكشف كذبهم للجميع، مؤكّدًا أن الشاطر لن يكون رئيسًا لمصر ولن يحكم البلاد إلا من يعبّر عن شعبها وليس عن جماعته.
وفي سياق متصل أكّد د.علي لطفي، رئيس وزراء مصر الأسبق، أن احتمال انتهاء أسطورة الإخوان وارد في ظل أخطائهم الكثيرة والمتتالية لاسيّما في الأيّام القليلة الماضية.
وقال لـ"صدى البلد"، إن الإخوان كان أمامهم فرصة كبيرة للاستمرار بشكل آمن لو كانوا اكتفوا بأغلبيتهم البرلمانية، بيد أنهم آثروا الاستحواذ على كل المناحي، ما ضاعف خطورة موقفهم بخسارتهم للأرضية الشعبية الكبيرة إلا من مليونين أو ثلاثة من بين شعب مصر كله، مشيرًا إلى استقالات كبار الإخوان وخطورتها وتهديدها بزوال الجماعة.
وأكّد الدكتور رفعت سيّد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن النهاية الحقيقية للجماعة ستحلّ بإخفاقهم في الوصول إلى كرسي الرئاسة، مشيرًا إلى أنّ مايحدث الآن مقدّمة للنهاية.
وقال إن الانشقاقات الحالية ذات تأثير سطحي لكنها ليست العامل الرئيسي للقضاء على الجماعة في هذه اللحظات التاريخية، بينما سيكون التأثير عندما يتمكن المنافسون لهم من اعتلاء كرسي الحكم سواء من رموز النظام القديم أو من رموز الثورة، وفي هذه الحالة سينعكس على الإخوان حالة عدم اكتمال المشهد السياسي الذي خططوا له.
وأوضح لـ"صدى البلد"، أن فشل الإخوان في الوصول إلى حلم الرئاسة لن يترك أكثر من انشقاقات كبيرة في سطح الجماعة الخارجي لكن لن يؤدي إلى انتهائها، بينما وصول الإخوان إلى حلمهم باعتلاء الشاطر لكرسي الحكم قد يهددهم فيما بعد بانقلاب عسكري مدعوم بترحيب واسع من قطاعات الشعب نظرًا للتغير الذي حل في مزاج الجيش والشعب المصري تجاه الإخوان.
وأضاف سيد أحمد أن وصول الشاطر إلى الحكم سيضع الإخوان أمام تحديات كبيرة، قد يتعاملون معها وحدهم من خلال سياسة إقصاء الآخرين عن كل مناحي الحياة وهو ما سيؤدي بالضرورة للانقلاب العسكري، وهنا ستدخل الجماعة في محنة زوالها.
وعن احتمالية أن يكون ذلك كله مخططًا له مسبقاً من جهة القائم بشئون البلاد أكّد أن مصر كلها تعاني من ارتفاع في درجة حرارتها بسبب عصر الاستبداد السابق والكل يعاني الارتباك بما فيهم المؤسسة العسكرية، موضحاً أنه لا يستطيع أن يجزم بشبة مؤامرة لاسيما في ظل غياب المعلومات اليقينية، وأن كل ما يمتلكه السياسيون هو قراءة وتحليل المشهد السياسي.
وفي المقابل أكد جورج إسحاق، الناشط السياسى ومؤسس حركة كفاية، أن الحديث عن انتهاء وهدم تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يعتبر وهمًا وضربًا من ضروب الخيال، مستبعدًا حدوثه، مشيرًا إلى أن الجماعة منظمة ولها تنظيمها الداخلى فى كل مكان فى مصر.
وأشار إلى أن الجماعة عبر التاريخ انشق منها الكثير ولكن كان تأثيرهم محدودًا ووضعت فى مواجهة السلطة قبل ذلك ولكنها- أي السلطة- لم تستطع هدم هذا التنظيم.
ولفت إلى أن الأمل فى الجيل الصغير داخل الجماعة، فهو القادر على تغيير مفاهيم الحرس القديم داخل التنظيم.
وأكد إسحاق لـ"صدى البلد"، أن الكرة الآن فى ملعب الشعب بعد أن كشف حقيقة الجماعة التى تسعى للاستحواذ على السلطة رغم أنهم أعلنوا أنهم لا يسعون إلى ذلك، مشيرًا إلى أن شعبية الإخوان تراجعت كثيرًَا وفقدوا مصداقيتهم فى الشارع المصري.