قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"أميرة" تقفز من الشباك هربا من ضرب زوجها و"مكر" حماتها

0|ريهام طاهر

جلست فى ركن بعيد هادئ أمام احد مكاتب تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، تطأطئ رأسها المثقل بالهموم، وتطوق جسدها الممتلئ بذراعيها المرتعشتين لعلها تنجح فى السيطرة على انتفاضته وكبح جماح أنينه واسكات صرخات الامه كلما تجسد بذهنها مشاهد واحداث ست سنوات قضتها فى اروقة المحاكم بحثا عن حق اطفالها الثلاثة، ومن قبلها عشرة أعوام عاشتها مع رجل تمسك امه بزمام أمره، فأينما توجهه يولى وجهه، تأمره فيطيع حتى ولو كان فى معصية الخالق - حسب رواية "اميرة" ذات الـ33 ربيعا والتى طرقت ابواب المحكمة لرفع دعوى بدل فرش وغطاء ضد زوجها المهندس الزراعى.
وبوجه تتشرب وجنتاه بالحمرة وترتسم على قسماته علامات الخوف والحزن تبدأ الزوجة الثلاثينية رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد":"ما أصعب الاحساس بالظلم، وما امر من طعنة الغدرعندما تأتى من رفيق دربك وعشرة عمرك الذى تحملت من اجله كل شىء، وفعلت لاجله كل شىء، لم يتذكر لى اننى ضحيت بحلم الالتحاق بالجامعة لابقى الى جواره، ولاسرع فى اتمام مراسم الزفاف، واكتفيت بشهادة فوق المتوسطة، تجاهل اننى ضيعت حياتى وذاتى لابنى له ذاته، وامتثلت لاوامره عندما رفض ان التحق بالعمل فى هيئة التأمينات فى بداية زواجنا، لكن يبدو اننى اخطأت، وها أنا ادفع ثمن طمسى لشخصيتى وذوبانى فيه، وكلمة "حاضر" التى لم تغادر فمى طوال حياتى معه".
تعود الزوجة الثلاثينية بذاكرتها للوراء 16 عاما لتسرد لنا طريقة تعرفها على زوجها:" تزوجته بطريقة تقليدية عن طريق احد اقاربى، كان يبحث عن عروس من بيت طيب فرشحنى له، واقنع أهلى بحسن خلقه واستقامته وبعراقة نسبه، وبعد شهور قليلة سافرت لاقيم معه فى منزل اهله بمحافظة الاسماعيلية، لاحظت منذ اول يوم وطأت فيه قدمى عتبة هذا البيت مدى سيطرة"حماتى" على الجميع، فهى صاحبة الكلمة العليا، تأمر فتطاع من الكبير قبل الصغير، ولمحت من تصرفاتها غيرتها على ابنها، فكانت تطرق بابى فى منتصف الليل اذا رأت الأنوار مضاءة لتتقصى ماذا افعل انا وزوجى، ولا تتركنا الا بعدما تتأكد من استغراقى فى سبات عميق، ثم تأخذ ولدها المدلل فى حضنها وتنام".
تسحب الزوجة الثلاثينية الهواء حتى يعلو صدرها وبنبرة واهنة تتحدث عن الاعيب حماتها:" تأقلمت على هذا الوضع الشاذ، فليس لى خيار آخر، وبت اتقرب الى حماتى لعلها ترضى، صرت ارتب لها بيتها قبل بيتى، واتولى امور نظافتها الشخصية لدرجة اننى كنت احضر لها "صحن" لتغسل فيه يدها بعد الطعام، ورغم ذلك لم تكف عن تأليب زوجى على، وزادت فى طغيانها بعد طلاق ابنتها وانتقالها للعيش معها، لدرجة انها امرت ولدها بحبسى انا والصغار 15 يوما فى البيت دون طعام لكى تكسرنى بعدما رفضت ان استلم منها مصروف بيتى، والجيران هم من كانوا يرسلون لنا الاطعمة خلسة من النوافذ الخلفية، بينما كانت تتلذذ بالقاء طيبات الرزق على الارض امامى انا واطفالى وهم جوعى، اعلم انها تكرهنى لانها لم تتمكن من تشكيلى كما تهوى، امرأة تسامر هذا وتضحك وتخرج مع ذاك مثلها، لكن ما ذنب احفادها ؟؟".
تسرى ارتعاشة فى اوصال الزوجة الثلاثينية فتهز جسدها، وتجبر الدموع المتحجرة فى عينيها الحزينتين على الانهمار، وبصوت يرتجف تتذكر تفاصيل الليلة التى قصمت زواج دام لعشر سنوات:" لازالت مشاهد هذا اليوم المشئوم محفورة فى ذهنى، حين هجم زوجى على ليفتك بى دون اى سبب أمام الصغار، فاضطررت للقفز من النافذة الموصلة للتراث لأهرب من اللكمات المتتالية، لافاجأ بحماتى وابنتها تنهالان على بعصا"المقشة " و"المنفضة"، ثم تقدمت احداهما صوب الرضيعة والقت بها على الارض وداست عليها بقدمها، وظللت اعالجها عاما كاملا بعد تلك الواقعة، سقطت على الارض كالذبيحة، حاول زوجى ان يسقط عصاه الغليظة "شومة" على رأسى منفذا وسواس أمه التى كانت تصرخ باعلى صوتها "موتها المهم الشقة"، لولا ستر الله وتدخل الجيران، لاصبحت اسما على شاهد قبر، وبالفعل خرجت عائدة الى بيت أهلى دون مال او ملابس تسترنى انا واولادى، واحمل فى يدى تقارير طبية تبين حجم الاصابات بجسدى، وكيسا به اجزاء من شعرى المقطوع على يد الظالمين، وعلمت بعدها انه كان مخططا لاخراجى من البيت، اشترك فيه الجميع بناء على امر حماتى، ورجلى هو من سهل لهم الدخول بتركه مفتاح شقتى فى الباب".
يعلو ثغر الزوجة الثلاثينية ابتسامة تخفى وراءها حزنا دفينا وهى تختتم حديثها قائلة:" ورغم هذا لم افكر ان الجأ الى المحكمة لطلب الطلاق لاننى لا افكر فى الزواج ثانية، بالعكس هو من رفع ضدى دعوى انذار بالطاعة ورفضت، فقررت بعد عام ان اطالب بحقوقى وحقوق صغارى بعد فشل كل مساعى الصلح والوساطة، واقمت دعوى نفقة، وتمكين من الشقة، وصدر الحكم لصالحى، فطلقنى زوجى غيابيا، بعد 6 سنوات من الرفض، ظنا منه انه بذلك سيحرمنى من الشقة ليسقط فى شر اعماله ويفقد حقه فى الشقه لانى لازلت حاضنة.. ما أندم عليه حتى الآن هو تفريطى فى التعيين، فأولادى الثلاثة كانوا أولى بالراتب بعد ان تركهم والدهم الثرى بدون مال ولاسند، وتفرغ للتحايل على القانون ليقلل الـ400 جنيه التى حكمت بها المحكمة، فمرة يقدم اوراقا تفيد اعالته لوالدته واخته المطلقة، واخرى ببيع ممتلكاته من عقارات ومعارض للأثاث وتجهير العرائس وحدائق مانجو لوالده بعد رفعى دعوى زيادة نفقة بشهرين ليثبت انه عامل بـ"اليومية" ولايقدر على تسديد النفقات".