أردوغان: الالتزام بالدولة العلمانية التي لا تنحى الدين جانبا

قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الأربعاء إن تركيا لن تتراجع عن سياستها تجاه إسرائيل قبل تخلى الدولة العبرية عن سياستها في المنطقة بوجه عام، وفلسطين بوجه خاص.
جاءت تصريحات أردوغان خلال لقائه بعدد من القيادات الحزبية بفندق الفورسيزون بوسط القاهرة.
وردا على سؤال من الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بالشورى في هذا السياق، تابع أردوغان "إسرائيل كانت تطالبنا بمساعدتهم بخبراتنا في بناء المستوطنات فقلنا لهم "أنتم ناجحون فقط في قتل الأطفال ولا تعاون حقيقي حتى تتخلوا عن سياستكم".
وأضاف "مواقفنا السابقة مع إسرائيل تكشف عمق الخلافات، واذكر إنني انسحبت عام 2009 من أحد ندوات مؤتمر دافوس بسبب ما قاله شمعون بيريز بشأن الحرب الصهيونية على غزة. وقلت له إذا كان صوتك عاليا أنا صوتي أعلى، ولم ينسحب وقتها عمرو موسى..وهنا أقول لا يجب التهاون مع التصرفات الإسرائيلية".
وشهد اللقاء حديث حول إمكانية صعود التيار الإسلامي للحكم. وقال الدكتور محمد أبو الغار القيادي بالحزب المصري الديمقراطي "نخشى من أفكارهم إزاء الإمارة والأقباط".
ورد أردوغان على ذلك قائلا "لابد أن يقف النظام القادم على مسافة واحدة بين كافة الأديان ولا مجال للحديث عن الخلافة الإسلامية بمفهومها القديم ، ولابد من الاستفادة بالتجربة التركية ورفض خلط الدين بالسياسة والالتزام بالدولة العلمانية التي لا تنحى الدين جانبا".
وتابع أردوغان "الفتنة الطائفية في مصر لابد أن تنتهي بعد الثورة لأننا نتحدث عن واقع جديد تعيشه البلاد ويجب أن تحرص القيادة الجديدة على ذلك حفاظا على تماسك ووحدة الشعب".
وكان لافتا غياب الأحزاب السلفية عن اللقاء وكذلك صمت د.محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة - الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين - وهو ما جعل الحضور يتحدثون عن حرص أردوغان على دعوة الأحزاب الليبرالية والإخوان فقط.
وحول الانتخابات البرلمانية القادمة نصح رئيس الوزراء التركي بإجرائها في يوم واحد، واستخدام نظام أسرع في الفرز وإظهار النتائج، رافضا حدوث أي صراع أيديولوجي بين التيارات السياسية المتواجدة على الساحة المصرية بقوله "لابد من بناء البلاد أولا بتطبيق سياسات التنمية والقضاء على الفساد على أن يليها التنافس السياسي".
وقال جورج اسحاق الذى شارك فى اللقاء فى تصريحات خاصة "تم الاتفاق على عقد اجتماع بين ممثلي الغرفة التجارية المصرية والتركية ورجال الأعمال المصريين والأتراك خلال الأسبوع الجاري لدراسة تطوير الاقتصاد المصري وبحث سبل التعاون".
كان اللقاء قد بدأ بكلمة وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو حول العلاقات المصرية التركية، تلتها كلمة أردوغان حول الثورة المصرية قال خلالها "الثورة أثبتت أن مصر ستظل دولة الفراعنة ولدينا إيمان أن الأمور ستستقر وتتحسن بعد مرحلة البناء".
حضر اللقاء عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات الحزبية مثل حسن مالك القيادي الاخواني ونجيب ساويرس مؤسس حزب المصريين الأحرار والسيد البدوي رئيس حزب الوفد وخالد الزعفراني مؤسس حزب العدالة والتنمية والدكتور عمرو حمزاوي مؤسس حزب مصر الحرية و الدكتور اسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والدكتور عبد العزيز حجازي والدكتور يحيى الجمل نائبا رئيس وزراء مصر السابق، وعدد آخر من السياسيين والاقتصاديين .