أمريكا تدعو "الأسد" للرحيل.. وخبراء: مجرد مناوشات للظهور.. ومصير "العراق" في انتظار سوريا بعد رحيله
أمريكا تدعو "الأسد" للرحيل.. وخبراء في الشأن السوري:
سوريا ستتحول إلى «عراق جديد» برحيل بشار الأسد
تصريحات أمريكا عن رحيل الأسد "مناوشات"
معادلة التفاوض ليس لها حل
منذ اندلاع الثورة السورية 18 مارس 2011، وعلى مدار 4 سنوات لم يحرك العالم الدولي ساكنا في سبيل حل الأزمة السورية سياسيا أو حتى عسكريا، واكتفى المجتمع الدولي العربي والأوروبي بالشجب والتنديد، من على أطراف الحدود، حتى ظهر سرطان "داعش" الذي قض مضاجع الحكام فهبوا للتصدي لاستفحاله.
وبين هذه الأثناء اختلفت تصريحات المسئولين والمطلعين على الأزمة السورية، مدعين محاولات الوصول إلى حل سياسي، وعلى رأس هؤلاء القيادة الأمريكية، التي تتزعم العالم تبعا لاعتبار الولايات المتحدة القوى العظمى في المنطقة، وعلى رأس هذه التصريحات:
السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور أعلنت الثلاثاء 5 مايو 2015، أن مشكلة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا ومناطق أخرى من الشرق الأوسط لن يلقى حلا طالما أن الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
ليأتي من بعدها، وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذي أقر بأنه سيكون على الولايات المتحدة، أن تتفاوض مع الرئيس السورى بشار الأسد لإنهاء الحرب فى سوريا التى تدخل عامها الخامس.
وتحليلا لهذه المواقف والتصريحات، عقب إدلاء وزير خارجية أمريكا بتصريح يطالب فيه الأسد بالرحيل قولا واحدا، إلى جانب الحديث عن تقسيم سوريا ومصيرها عقب رحيل الأسد إن استاجب لهذه الدعوة، وهو ما نفاه الخبراء في الشأن السوري قولا واحدا، بأن الأسد لن يرحل، فيما رأى آخرون أن الحل يكمن في تغيير شخص الأسد والإبقاء على كيان الدولة كما هو هربا من تكرار مصير العراق، تحدث الخبراء:
في هذا السياق، أكد الدكتور يسري العزباوي، الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مطالبة أمريكا برحيل بشار الأسد عن حكم سوريا ليس جديدًا، فهم يطالبون برحيل الأسد منذ اندلاع الأزمة.
وقال "العزباوي" في تصريح لـ"صدى البلد": أمريكا لم تسع لحل الأزمة السورية بل عملت على تأجيجيها لصالح الدولة الصهيونية، وهذه الدعوى نابعة من تخوف أمريكا من استمرار النفوذ الروسي بامتداد حكم الأسد.
وأضاف أن سوريا للأسف تدفع فاتورتين، الأولى خاصة بصراع وجود الدولة الإسرائيلية، والثانية بسبب صراع القوى الدولية في المنطقة.
وعن مصير سوريا من التقسيم بعد رحيل الأسد، أكد الباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه لن يكون هناك تقسيم ولكن سيكون هناك تناثر وعدم استقرار لفترة طويلة لاعتبارات وجود طوائف كثيرة، خاصة وجود الأكراد وسعيهم إلى إقامة دولة كردية على أنقاض الدولة السورية وهو ما لن تسمح به بعض الدول وعلى رأسهم تركيا.
وأوضح أنه سياسيًا وجغرافيًا وسياسيًا لن يكون هناك تقسيم لسوريا ولكن سينشب بها صراع طائفي لفترة طويلة مثلما هو حادث في "العراق"، وهو ما يصب في صالح الدولة الإسرائيلية.
وفيما يخص المفاضلة بين بقاء بشار الأسد ورحيله حتى لا يصل الأمر بسوريا إلى التقسيم والتشرذم، قال إنه من الأفضل إيجاد بديل لبشار يرضي جميع الأطراف والشعب السوري والأسرة الحاكمة، وربما يكون هذا الحل أفضل من فكرة تفكيك المؤسسات والدولة السورية.
فيما، أكد الدكتور أسامة الدليل، المحلل السياسي، ورئيس قسم الشئون الدولية بمجلة الأهرام العربي، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي أدلى بها أمس لا تعدو المناوشات السياسية للظهور بمظهر المهتم بالداخل السوري.
وقال "الدليل" في تصريح لـ"صدى البلد": تصريحات جون كيري مجرد مناورات، ففي النهاية أمريكا لا تملك أي شيء لتفعله لتغيير الواقع السوري، إلا فيما يخص تدريب المعارضة السورية المعتدلة.
وأضاف أن تدريب أمريكا لما يسمى بالمعارضة المعتدلة إنما هو إعادة إنتاج لداعش جديدة، موضحا أن الواقع يعكس تخبط السياسة الأمريكية وتخبط القادة الأمريكيين في سياستهم الخارجية.
وعن احتمالية تغيير الواقع السوري ورحيل الأسد، أكد المحلل السياسي أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، فهي معادلة صفرية لا نتائج ولا تغييرات لها.