قوات أفغانية تسترد أحد الأحياء الرئيسية من "طالبان"

استعادت قوات الحكومة الأفغانية السيطرة على حي رئيسي قرب مدينة قندوز بشمال البلاد يوم الثلاثاء بعد أن هدد مقاتلو طالبان بالسيطرة على عاصمة إقليم للمرة الاولى منذ الإطاحة بهم من السلطة في 2001.
واستعادت القوات الحي يوم الثلاثاء رغم مؤشرات على أن طالبان تصعد من هجومها في حرب أوسع بعد ستة أشهر من انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد.
وشن مهاجم بسيارة ملغومة وستة مسلحين من حركة طالبان هجوما على البرلمان الأفغاني في كابول يوم الاثنين مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة 30 شخصا. وقتل أيضا جميع المهاجمين.
وقال قائد الشرطة الإقليمية عبد الصبور نصرتي إن قوات الجيش والشرطة الأفغانية طردت طالبان على خط المواجهة خارج مدينة قندوز في الشمال من حي تشاردارا الذي سيطر عليه مسلحون قبل يومين.
وأضاف قائلا "وصلت تعزيزات جديدة في قندور من الأقاليم الشمالية. أوقعوا خسائر فادحة في صوف المسلحين وطردوهم من حي تشاردارا... نحن ندفعهم للتقهقر والمعركة مستمرة."
وفي واشنطن قال مسؤولون بوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) إن الهجمات التي شنتها طالبان على البرلمان وفي قندوز تبرز عدم قدرة الحركة على تحقيق نصر والاحتفاظ بأرض أمام قوات الأمن الأفغانية.
وأبلغ المتحدث باسم الوزارة ستيف وارن الصحفيين "طالبان قامت بعمل جيد في خطف عناوين الاخبار على مدى البضعة أسابيع الماضية من خلال هجمات استعراضية... لكن من المهم الإشارة إلي أن طالبان تجد صعوبات في الاحتفظ بأي أرض."
وقال وارن إن قوات الأمن الأفغانية تعاملت مع الهجوم على البرلمان "بسرعة وفعالية... وأظهرت قدرة كبيرة على التحرك إلي المناطق التي توجد فيها طالبان ودحرهم منها."
وأدت السيطرة لفترة قصيرة على تشاردارا إلى اندلاع القتال على جسر يقع على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من مجمع حاكم قندوز مما أثار مخاوف من أن المسلحين قد يسيطرون على وسط المدينة.
وسيمثل ذلك أول سقوط لعاصمة إقليمية في أيدي حركة طالبان منذ أن أطاحت قوات قادتها الولايات المتحدة بها من السلطة في عام 2001.
* زيادة في عدد المرضى
قال هيمان ناجاراثنام رئيس برامج منظمة أطباء بلا حدود في أفغانستان إن مستشفى المنظمة في مدينة قندوز ما زال يعمل بشكل طبيعي وليست هناك خطط لإجلاء العاملين.
وأضاف متحدثا من قندوز أن القتال اقترب من المدينة وهناك زيادة واضحة في عدد قوات الأمن الأفغانية ونقاط التفتيش.
وتابع لرويترز "رصدنا زيادة في عدد المرضى من تشاردارا والبعض من منطقة دشت ارجي ولكن الأغلبية من تشاردارا."
وأدى العنف في كابول وقندوز إلى الشمال وفي أماكن أخرى إلى زيادة الضغط على قوات الأمن الأفغانية أكثر من أي وقت مضى منذ انسحاب القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي من البلاد ويبدو أنه ليس هناك طريقة سهلة للخروج من الأزمة.
وقال جريم سميث المحلل المخضرم بمجموعة الأزمات الدولية "الحرب مستمرة في الاشتعال.
"والأمر المثير للقلق بشكل أكبر هو أن طبيعة الهجمات أصبحت أخطر. بدلا من شن هجمات عشوائية على قوافل أصبحنا نتحدث اليوم عن معارك تستمر لأيام."
وأضاف "سقوط عاصمة إقليمية سيكون له أثر كبير حتى لو كانت السيطرة على المدينة لبضع ساعات فقط."
والتقى الرئيس أشرف عبد الغني بنواب البرلمان من قندوز في قصره في كابول لبحث الأزمة وتعهد "باتخاذ إجراءات جادة لاستعادة السيطرة على الأراضي التي فقدوها وتطهير المنطقة الشمالية الشرقية من الإرهابيين."
وقال مسؤولون أمريكيون في واشنطن إنه من غير المرجح أن تسقط قندوز في أيدي طالبان وشكك في فكرة أن الهجمات الأخيرة تشير إلى كسب المسلحين أرضا من القوات الأفغانية التي تلقت تدريبا من حلف شمال الأطلسي.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية "رغم أن المسلحين شنوا عددا من الهجمات العنيفة منذ إعلان بدء موسم القتال لعام 2015 بما في ذلك هجوم على البرلمان إلا أن (قوات الأمن الأفغانية) أظهرت قدرة متزايدة على إرساء الأمن."