الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على حقيقة سؤال الملكين للعبد فى «قبره»

صدى البلد

تعتبر مرحلة القبر أو ما يطلق عليه بالحياة البرزخيّة مرحلة فتنة، فقد تكون هذه المرحلة روضة من رياض الجنّة، وقد أكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على هذه الحقيقة حين استعاذ من عذاب القبر، وذلك لما رواه مسلم فى صحيحه أنه دَخَلَتْ يَهُودِيَّةٌ عَلَى عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، فَقَالَتْ: سَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ، يَذْكُرُ شَيْئًا فِي عَذَابِ الْقَبْرِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا، وَمَا عَذَابُ الْقَبْرِ؟ قَالَتْ: فَسَلِيهِ، فَجَاءَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَأَلَتْهُ عَائِشَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ»، فَمَا صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ صَلاةً إِلا سَمِعْتُهُ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ».
وقد وردت في القرآن الكريم عدد من الآيات التي تدل على حقيقة عذاب القبر منها قوله تعالى: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ»، وقوله تعالى «وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ»، وقد استدلّ العلماء من هذه الآيات على أنّ عذاب القبر هو حقيقة لا يمكن إنكارها.
وقد تحدّث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- عن كيفيه سؤال العبد في قبره من قبل الملك؛ فحين يموت العبد يأتيه الملك ويتفهّم منه بعض الأمور ومن بينها سؤاله عن عبادته وعن الرّجل الذي بعث في الأمّة، فإن كانت إجابته أنّه يعبد الله تعالى وأن النبي محمّد -عليه الصلاة والسلام- هو من بعث للأمة نبيّاً ورسولا، قيل له: هديت وأخذ به إلى موضعه من النّار ويقال له: هذا مقعدك من النار قد أبدلك الله بدلا منه مقعدا في الجنّة، فيذهب ليبشّر أهله فيقال له اسكن، وفي روايات أنّه يفرش له من فرش الجنّة ويأتيه من ريحها الطيبة، أمّا الكافر فيُسأل كذلك نفس الأسئلة فيجيب بأنّه لا يدري حاله ولا يدري من بعث في الأمّة، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطرقة بين أذنيه فيسمع صوته كلّ مخلوق إلّا الثقلين.
وذلك لما روى وفي "الصحيحين" من حديث قتادة عن أنس: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الميت إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه؛ إنه ليسمع خفق نعالهم؛ أتاه ملكان، فيقعدانه، فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟ فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال فيقول انظر إلى مقعدك من النار؛ قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، قال: رسول الله: فيراهما جميعا، قال: فأما الكافر والمنافق؛ فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري! كنت أقول ما يقول الناس، فيقولان له: لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطارق من حديد بين أذنيه، فيصيح صيحة، فيسمعها من عليها غير الثقلين».