هيكل وهويدي وسلمان ... رهانكم خاسر
بعد الاتفاق الدبلوماسي بين مجموعة " 5 + 1 " مع إيران والمعروف مجازا بالتسوية الأمريكية الإيرانية وانخراط المحللين وأصحاب الرؤى السياسية فى مختلف أنحاء العالم لوضع تصورات حول القادم فى الإقليم وخريطة تحالفاته المقبلة .. كنا نتوقع أن نرى تحركا من أصحاب الهوى الإيراني فى الصحافة المصرية والعربية ولكن جاء تحركهم أسرع من توقعنا .. فقط فى 48 ساعة وجدنا مثلث رؤى ملفت بدأ بمقال للأستاذ فهمي هويدي وتبعه حوار أجراه الأستاذ طلال سلمان مع الأستاذ محمد حسنين هيكل .
وهنا عندما ننعت الأساتذة بأنهم أصحاب هوى إيراني فهذا ليس اتهاما .. فجميعهم لايرى فى إيران خصما إقليميا .. ينسى أن إيران تحتل جزر عربية .. يتجاهل أن إيران لكي تصل إلى هذا الاتفاق استخدمت أوراق السلم والاستقرار والدم فى العالم العربي .. لايروا فى الفارسية تهديدا للعربية ويسفهون من مخططات نشر المذهب الشيعي واللعب على الوتر الطائفى .. ولطالما كتبوا ولطالما تحدثوا عن ضرورة الانفتاح على إيران .. هم وغيرهم .
الأستاذ فهمي هويدي الذى صدم الصحافة المصرية فى أكتوبر من العام 2009 بحوار مع الرئيس الإيراني السابق أحمدى نجاد , حوار لم يكن به خبر .. كان الهدف منه ظهور أحمدي نجاد فى الصحافة المصرية وقتها كانت الحالة العربية مرتبكة بين معسكر إيراني سوري قطري ومعهم حزب الله وحماس وفى المقابل معسكر آخر يضم مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين و الأردن .
كان المعسكر الأول يمضى قدما باتجاه أحداث الفوضى الشاملة فى المنطقة وأطلق على نفسه معسكر الممانعة ليصبغ نفسه بصبغة شرفية لاتعبر عن الواقع فى حين كان يسعى المعسكر الثاني لوقف الطوفان الإقليمي المنتظر .
وفى النهاية تجرع العرب مرار الفوضى وتمكنت إيران من تحقيق غايتها رغم كل التغيرات الإقليمية .. تبدل التكتيك الإيراني ولم تتغير الاستراتيجية .
وفى نشوة الانتصار الإيراني .. كتب الأستاذ فهمي هويدي مقالا منذ يومين تحت عنوان " حروب أبو ظبي " يستغرب فيها حرص الإمارات على مواجهة الإسلام السياسي بكل الطرق واهتمامها بالمواجهة الفكرية وتأسيسها مراكز تقوم بهذة المهمة .
عندما تطالع هذا المقال تجد أن الأستاذ هويدي سعى إلى عزل الإمارات عن المعترك الإقليمي الذى تعيشه المنطقة والحرب الشاملة التى تخوضها المنطقة بصور مختلفة من القاهرة إلى أبوظبي ومن الرياض إلى بيروت ومن الخرطوم إلى الرباط ومن تونس إلى بغداد .
وضع الأستاذ هويدي الإمارات فى لوحة التنشين كأنها تخوض هذه الحرب بمفردها .. نعم للإمارات دور محورى فى مواجهة الإرهاب فكرا وتنظيمات .. وهو دور محمود وتحتاجه المنطقة بدلا من الدور المسموم الذى تباشره قطر والذى لن يتحدث عنه الأستاذ هويدي الذى لفت نظره تقرير فى جريدة الحياة عن الدور الإماراتي ولم يلفت نظره ماقالته الشيخة موزة فى حوارها مع فايننشال تايمز واعترافها بدعم وصول الإسلاميين للحكم هي وزوجها، لم يلفت نظره أن الدماء المصرية والعربية تسال على يد الإرهاب من جراء لعبة موزة وزوجها طمعا فى أن يكون للدوحة دور .
تناسى الأستاذ هويدي أن هذا الدور للإمارات كان أفضل داعم للإرادة المصرية فى ثورة 30 يونيو وبفضل صمود الشعب المصري ودعم الأشقاء فى الخليج وخاصة دولة الإمارات تمكنا من مواجهة العالم وفرض إرادتنا وفرض الأمر الواقع الذى يريده المصريون.. وبالطبع لم تكن تريده إيران وبالطبع لم تكن تريده قطر ومن يدور فى فلكها .
أما الأستاذ طلال سلمان فهو وجريدته وكتاباته تنحاز إلى المعسكر المحسوب على إيران داخل لبنان وهو معسكر الثامن من اذار ورأس سهم هذا المعسكر هو " حزب الله " .. وله مواقف كثيرة ضد السياسات الإقليمية لمصر وهو أمر منطقى لأنها تأتي دائما فى الاتجاه المعاكس لمعسكره السياسي .
وأخيرا الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل والذى يعد أحد اصدقاء حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله , تلك الميليشا التى ساهمت فى إحداث الفوضى فى مصر يوم 28 يناير 2011 وشاركت عناصرها فى عمليات اقتحام السجون تنفيذا لأوامر إيرانية كانت تنتظر سقوط مصر .
خرج الأستاذ هيكل وقرأ الطالع الإقليمي وفك شفرات كف المنطقة العربية على صفحات جريدة السفير اللبنانية .. بشكل لم يخفى فيه انحيازاته لطهران .. وقبل كل شىء كان يود الاطمئنان عن أخبار " السيد " حسن نصر الله .. هكذا كتبوا وهكذا قال .
ولهؤلاء جميعا مع حفظ الألقاب نقولها بالفم المليان .. رهانكم خاسر .. هذه أرض العرب كانت وستظل .. رهانكم خاسر قطار المواجهة الشاملة للارهاب فكرا وتنظيمات غادر المحطة فى ثورة 30 يونيو ولن يتوقف .. ولمن يهلل برضا الامريكان .. رهانكم خاسر لم تستوعبوا الدرس بعد اللى متغطي بالامريكان عريان