مصدر إماراتي لـ"فهمي هويدي": "اتق الله ولا تدعم جماعات التطرف.. وحروبنا الحقيقية ضد الإرهاب"
عقب مصدر إماراتي على مقالة حروب « أبو ظبي » للكاتب فهمي هويدي قائلا إن المقالة أثارت جدلاً واسعاً في العالم العربي بسبب طرحها لعدد من أنصاف الحقائق ومحاولة تجميعها بطريقة عشوائية مقصودة للخروج بحقائق زائفة بعيدة كل البعد عن الواقع، بل يمكن وصفها بالوهم القاتم الذي يعيش داخل بعض العقول الظلامية فقط.
وأضاف المصدر: لم أفهم دافع هويدي لكتابة هذه المقالة أو البيان، فهل هو فعلاً الإتفاق بين أبوظبى والولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق مركز «صواب» الذي يتولى مواجهة الفكر «الداعشي» كما يقول، أم الخوف من القانون التاريخي الذي اصدرته دولة الإمارات منذ أيام لمكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة كل أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.
وأكمل قائلا: إن إنصاف الحقائق التي سردها هويدي تمثل حقيقة واحدة لا ريب فيها وهي أن الإمارات لاعب أساسي في الحرب على الإرهاب العربي والعالمي الذي تقوم به منظمات وجماعات ظلامية معروفة تختبئ خلف ستار الدين والتدين وهي أبعد ما تكون إليه. وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الاطار اكان من خلال مركز « صواب » أو مركز «هداية» أو منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة أو مجلس حكماء المسلمين، تعتبر جهود مميزة وممتازة وليست غريبة على دولة مثل الإمارات التي تمثل نموذجاً حضارياً متميزاً لتعايش الأديان والحضارات ونبذ العنف والتطرف.
وأشار إلى أن هذه الجهود في محاربة الإرهاب والأفكار الظلامية لا يخفيها قادة الإمارات (كل قادة الإمارات وليس قادة أبو ظبي فقط كما يلمح هويدي في نصه) وقد لاقت إشادة عربية ودولية واسعة ببساطة لأن أي عاقل ضد الأعمال الوحشية والإرهابية التي ترتكبها الجماعات الظلامية.
ووجه المصدر بعض الأسئلة لهويدي متسائلا: لماذا أنت حانق يا هويدي من جهود الإمارات في الحرب على الإرهاب؟ ألست ضد القتل والإرهاب؟ أو لك رأي اخر؟
واستنكر المصدر تصريحات هويدي قائلا: هويدي وصل إلى ملاحظة عبقرية لم يسبقه إليها أحد وهي أن دولة الإمارات تكثف « الانفاق على ما هو سياسى على قلة مردوده، فى حين أن ما هو إنسانى على أهميته البالغة فى العالم العربى لا نكاد نرى له حضورا يذكر ».
وأضاف: في الحقيقة لم أفهم معنى ملاحظة فهمي هويدي الصبيانية هذه وإذا ما كانت جدية أم لا؟ الأكيد أن الرجل يجهل ما كتب أو أنه يهذي… فالإمارات وبحسب التقرير النهائي للجنة المساعدات الإنمائية التابعة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في العاصمة الفرنسية باريس، إستطاعت ان تحقق سبق تاريخي لم تحققه دولة مانحة عضو في اللجنة على صعيد منح المساعدات الإنمائية الرسمية كنسبة من الدخل القومي الاجمالي، حيث أظهر التقرير أن دولة الإمارات وجهت مساعدات إنمائية رسمية بقيمة (4 .5 مليار دولار أمريكي) بما نسبته 17 .1 في المئة كنسبة من دخلها القومي الاجمالي، في سابقة هي الأولى من نوعها على صعيد مساعدات الدول الأعضاء المانحة باللجنة منذ 50 عاماً، حيث كانت فرنسا الدولة الوحيدة التي ناهزت تلك النسبة في العام1961 وأشادت اللجنة بالجهود التي بذلتها دولة الإمارات لتعزيز ودفع مسيرة التنمية الدولية.
إذاً دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتهمها فهمي هويدي بالتقصير الإنساني تحتل المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية أمام دول مثل النرويج والسويد واللوكسمبورج وغيرها من الدول الأوروبية.
وبعيداً عن الدعم المادي، نلفت نظر فهمي هويدي إلى المبادرة الرمزية والإنسانية الكبيرة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان منذ فترة، عندما قام بحلق شعر رأسه تضامنا مع مرضى السرطان بمستشفى توام بالعين في دولة الإمارات العربية.
لذلك أقول لفهمي هويدي إن من يقوم بعمل إنساني لا يجاهر به بل يقوم به سراً، والإمارات لها أيادي بيضاء كثيرة من الخليج إلى المحيط، أنظر حولك وسترى اياديها البيضاء وليس عليك أن تنظر بعيداً.
مصدر إماراتي لفهمي هويدي:
فهمي هويدي أقول لك وبكل محبة إن « حروب الإمارات » التي تحدثت عنها هي حروب من أجل الإنسانية بالدرجة الأولى لمواجهة الأفكار والعقول الظلامية.. هذه الأفكار والعقول التي جلبت الدمار والموت والإنكسار لفئة كبيرة من عالمنا العربي عبر بعض الأفراد والجماعات والمنظمات الظلامية وانت تعرفهم خير معرفة.
فهمي هويدي اتق الله بما تكتب وفكر مرتين من أجل الإنسان فقط قبل أن تدعم في مقالاتك تلك الجماعات والمنظمات الظلامية التي تعمل على تعميم ثقافة الموت والدمار في عالمنا العربي، وتتهجم على دولة لا تألوا جهداً للدفاع عن الإنسان والقيم الإنسانية… فهذه هي حروب « أبو ظبي » الحقيقية.