العقيد طيار «ماهر ميخائيل» يكشف عن دور طائرات الهليكوبتر في نصر أكتوبر..ويؤكد: الأمريكان «ذهلوا» من طائراتنا

تحدث موقع «صدى البلد» الإخباري، مع أحد أبطال نصر أكتوبر 1973، وهو العقيد طيار «ماهر ميخائيل»، الطيار على طراز طائرة «مي 8»، وكانت الوظيفة الأساسية له هي نقل القوات المصرية خلف «خطوط العدو» في سيناء حيث كشف عددا من الأحداث الهامة التي كان للطيران الهليكوبتر دور عظيم بها وإليكم نص الحوار:
من هو العقيد طيار «ماهر ميخائيل»؟
«تخرجت في كلية الحقوق عام 1968، وقررت أن التحق بالقوات المسلحة عقب حرب 67، ودخلت الكلية الجوية وتخرجت منها عام 1970، وكنت حينها طيارا علي الطائرة الهليكوبتر «مي 8»، ومنذ تخرجي وأنا وزملائي في تدريبات ومشاريع مستمرة، وكنا نعمل على نقل القوات خلف خطوط العدو في سيناء، حتى أتى موعد السادس من أكتوبر1973، وعندما صدرت لنا الأوامر بالعبور، لم نكن مصدقين».
ما دور طائرات الهليكوبتر أثناء وعقب حرب أكتوبر؟
«بعد أن نجحت الضربة الجوية الأولى، في ضرب كل الأهداف الحيوية، والمطارات الإسرائيلية يوم 6 أكتوبر، تم إلغاء الضربة الثانية التي تم التخطيط لها، وأصبحت طائرات الهليكوبترهي الوسيلة الوحيدة السريعة لنقل قوات الصاعقة والاستطلاع خلف خطوط العدو، ونحن كطيارين، كنا لا نهاب الموت عندما رأينا الضفة الشرقية وسيناء، ولم يكن هناك بديل إلا بتحقيق النصر».
ما أهم البطولات التي تذكرها من حرب أكتوبر؟
«بالنسبة لي، كل الطلعات التي قمت بها كانت صعبة جدا، وبالرغم من أنني كنت متزوج ولدي أبناء، إلا أنني عندما أضع رجلي في الطائرة، أنسي حياتي كلها، واضع أمامي هدفا واحدا، وهو تحقيق المهمة التي أكلف بها مهما كانت النتيجة، أما أهم الطلعات التي قمت بها، فكانت إنزال قوات الصاعقة في «سرابيوم» بعد حدوث «الثغرة»، وهذه الطلعات كانت أخطر الطلعات في كل أيام الحرب، خصوصا وأن الكثير من زملائنا استشهدوا خلال إنزال القوات هناك».
«هناك بطولات كثيرة لزملائي الطيارين لم يذكر عن بطولاتهم شيئا في الإعلام، مثل اللواء طيار حسين الفرماوي، التي أسقطت طائرته أثناء إنزال القوات في الضفة الشرقية، وعاد علي رجليه بعد 8 أيام وأول ماوصل، طلب منهم أن يعملوا له غسيل كلوي سريعا لأنه كان يشرب مياه ملوثه، وأيضا اللواء طيار عادل مصطفي حسين، التي انفجرت طائرته وكان بها خزانات الوقود ممتلئة، وأدي هذا الانفجار إلي تشويه جسده كاملا وتم أسره وقام الإسرائيليون بعمل عمليات تجميل له لم يكن أحد يتوقعها وعندما تم تبادل الأسري عاد دخل المستشفي وأكدوا له انه لو كان عاد بالإصابات التي حدثت له كان مات دون إسعافه لكن إرادة الله جعلت العدو هو الذي يعيده إلي أحسن ما كان عليه قبل الإصابة».
وماذا عن زملائك .. ما أبرز الأحداث التي قاموا بها في النصر العظيم؟
«هناك بطولات أخري لزملاء ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، مثل الطيارين «سيد زهران» و «حليم يوسف»، فقد كان حليم مصابا في فقرات الرقبة ومركب «رقبة بلاسيتك»، وعندما طلب منه مهمة الطيران بالشهيد إبراهيم الرفاعي وأفراد المجموعة 39 قتال ذهب إلي العيادة وأترجي الطبيب أن يعطيه تقرير بأنه لائق طبيا، وفعلا حصل علية وقام بالمهمة، وأثناء العودة هو وزميله سيد زهران، قام العدو باستهداف الطائرة وسقطوا في البحر وتم أسرهم».
«هناك بطولات كثيرة لزملائي من طياري الهليكوبتر لم يسمع عنها أحد، لكن الله وحده يعلم أنهم قاموا ببطولات كبيرة من أجل استرداد سيناء دون انتظار أي مقابل مادي أو معنوي، ومن الشهادات التي أذكرها والتي توضح مدي عبقرية المصريين، أنه بعد حرب أكتوبر، كنت وقتها عقيدا في أحد القواعد الجوية، قام بزيارة القاعدة وفد من الأمريكان علي متن طائرة هليكوبتر «كوماندوز» وقال لي أحدهم: «أريد أن أري الطائرات التي حاربتم بها إسرائيل وانتصرتم عليها».
«أخذته لإحدى طائرات «المي 8»، التي حاربنا بها وشاهدت علي وجهه نظرات «الذهول»ن لأن الطائرات الأمريكية التي حارب بها الإسرائيليين أكثر تقدما من الطائرات المصرية، ورغم ذلك هزمنا الإسرائيليين.