«إمام الدعاة» يوضح أسباب تحريم «الربا» فى الإسلام

نهانا الله تعالى عن التعامل بالربا فى حياتنا وأن ترك الربا موجب لتقوى الله تعالى وأن الفلاح فى الدنيا والآخرة متوقف على تقوى الله، وذلك مصداقا لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، سورة آل عمران: آية 130.
وقال الإمام محمد متولي الشعراوي، فى تفسيره للآية الكريمة، إن المقصود من النداء فى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا»، هم المؤمنين لأن الإيمان هو السبب الموجب لامتثال الأمر واجتناب النهى، فنهاهم الله عن أكل الربا أضعاف مضاعفة وهذا ما اعتاده أهل الجاهلية وغيرهم أنه إذا حل الدين على المعسر ولم يستطيع السداد يُزيد له فى المدة على أن يأخذ مقابلها زيادة فى المال .
وبين الشعراوى أن المراد من قوله تعالى: «لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً» أن هذا القول فيه تنبيه على شدة شناعته بكثرته، والربا هو زيادة في المال فهو يؤكل لأن كل المسائل المالية من أجل اللقمة التي تأكلها، والأضعاف هي الشيء الزائد بحيث إذا قارنته بالأصل صار الأصل ضعيفاً .
وتابع: «فمثلاً عندما يكون أصل المال مائة وسيؤخذ عليها عشرون بالمائة كفائدة فيصبح المجموع مائة وعشرين فالمائة والعشرون تجعل المائة ضعيفة وهذا هو معنى أضعاف»، مشيرا إلى معنى كلمة «مُّضَاعَفَةً» إننا سنجد أن المائة والعشرين ستصبح رأس مال جديداً وعندما تمر سنة ستأخذ فائدة على المائة وعلى العشرين أيضا فالأضعاف ضوعفت أيضاً وهذا ما يسمى بالربح المركب.
وأشار إمام الدعاة إلى أن الله تعالى عندما يقول: «وَاتَّقُواْ اللَّهَ»، أى اجعلوا بينكم وبين الله وقاية بترك ما يوجب سخط الله تعالى علينا وفعل ما يوجب رحمة الله تعالى بنا، فيتعين على المؤمن تركه حتى يصل إلى درجة التُقى.
وبين أن الحكمة من ختم الله تعالى الآية بقوله: «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، لترغيب المؤمن في منهج الله تعالى وقد جاء الحق بها من الشيء المحس الذي نراه في كل وقت لأنه متعلق ببقاء حياتنا وهو الزرع والفلاحة، أى فإنك لن تأخذ الفلاح فقط ولكنك تتقي النار أيضاً.