الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في أول زيارة بابوية مصرية منذ 48 عاما.."تواضروس" يتجه للقدس عبر تل أبيب للمشاركة فى جنازة الأنبا "ابرام"

صدى البلد

تواضروس: "الأنبا ابرام كان صورة مشرقة للكنيسة الأرثوذكسية في القدس
البطريركية المرقسية: زيارة البابا تواضروس لـ «القدس» لا تعني كسر قرار المقاطعة
زاخر: سفر البابا للقدس فرضتها القواعد الكنسية المنظمة لهذه الأمور
القس بولس حليم: وصية مطران القدس كانت السبب لسفر البابا
غادر القاهرة اليوم الخميس البابا "تواضروس الثانى" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية متوجها على رأس وفد كنسى رفيع إلى القدس عبر تل أبيب فى أول زيارة لشخصية تعتلى كرسى البابوية المصرية منذ 48 عام للمشاركة فى جنازة الأنبا "ابرام" مطران القدس والشرق الأدنى (دول الخليج) الذي وافته المنية أمس.
أنهى البابا "تواضروس" والوفد المرافق له والذى يضم 8 من كبار القساوسة إجراءات سفرهم من صالة كبار الزوار على رحلة طيران إير سينا رقم 054 والمتجهة إلى تل أبيب فى أول زيارة لبابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية منذ عشرات السنين حيث كان البابا الراحل "شنودة الثالث" قد حرم سفر الأقباط المصريين إلى القدس حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى عن المدينة المقدسة.
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد أعلنت أمس الأربعاء وفاة الأنبا "ابرام الأورشليمى" مطران القدس والشرق الأدنى عن عمر ناهز ٧٣ عامًا حيث قضى الأنبا ابرام فى منصبه مطرانا للقدس 24 عاما دافع خلالها عن أملاك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى القدس والأراضى الفلسطينية المحتلة من اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ولد الأنبا "ابرام" فى سوهاج عام ١٩٤٣ وحصل على بكالوريوس الزراعة سنة 1962، والدكتوراه فى العلوم الزراعية (النباتات الطبية) سنة ١٩٦٨ كما حصل على بكالوريوس في اللاهوت من الكلية الإكليريكية بالقاهرة سنة 1968، وترهبن عام ١٩٨٤ بدير انبا بيشوى بوادي النطرون ورقى أسقفا بإسم الأنبا ابرام العام ١٩٩١ ورسمه البابا الراحل شنودة الثالث مطرانا على القدس، والشرق الأدنى.
ونعى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الأنبا ابرام مطران القدس والشرق الأدنى الذي توفى في وقت سابق اليوم عن عمر ناهز 73 عاما.
وقال البابا تواضروس الثاني في عظته الأسبوعية التي ألقاها بمطرانية شبرا الخيمة إن الأنبا أبرام هو أقدم أعضاء المجمع المقدس بعد بابا الإسكندرية، وتولى منصبه منذ نحو 24 عاما.
وأضاف البابا أن وفدا كنسيا يضم 7 أساقفة ورهبان وشمامسة سيسافر إلى القدس لتمثيله شخصيا في صلاة الجنازة على المطران الراحل.
وقال البابا "الأنبا ابرام كان صورة مشرقة للكنيسة الأرثوذكسية في القدس وحافظ على ممتلكات الكنيسة في الأراضي المقدسة، وقد زاملته في دير الأنبا بيشوي، وتعلمت منه الكثير في الأمور الكنسية والدنيوية".
ومن جانبه قال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية المرقسية ان سفر البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى القدس هدفه تشييع جنازة الأنبا ابراهام مطران القدس والشرق الأدنى الذي توفى أمس فقط ولا تعني بأي حال من الأحوال كسر قرار المجمع المقدس بمقاطعة السفر للقدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف "سرجيوس" أن الأنبا إبراهام كان راهبا بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون باسم الراهب سدراك في بداية رهبنة البابا تواضروس وتتلمذ البابا على يديه وتربطه به علاقة شخصية ويدين له بالفضل لذلك قرر السفر إلى القدس بشكل استثنائي لتشييع جنازته.
وأشار سرجيوس إلى أن البابا تواضروس منذ اعتلائه الكرسي البابوي عام ٢٠١٢ أكد أكثر من مرة التزامه بقرار المجمع المقدس الصادر عام ١٩٨٠ بمقاطعة سفر الأقباط إلى القدس رغم معاهدة كامب ديفيد للسلام كما أكد الأمر نفسه للرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقائهما في أكثر من مناسبة، مشددا على أنه لن يزور القدس إلا بصحبة شيخ الأزهر.
ودعا سرجيوس وسائل الإعلام إلى عدم تحميل الزيارة أكثر من معناها وعدم إثارة اللغط حولها، وقال إن" الأمر كله لفتة شخصية من البابا تواضروس".
ومنذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 قرر البابا الراحل كيرلس السادس حظر سفر الأقباط إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي وهو القرار الذي سار عليه من بعده البابا الراحل شنودة الثالث، حتى أن الأخير رفض الذهاب مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 بسبب هذا القرار، حتى أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قرارا عام 1980 بمقاطعة السفر إلى القدس.
وقال كمال زاخر، منسق التيار العلمانى، إن زيارة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، للقدس للمشاركة في جنازة الأنبا إبرام، فرضتها القواعد الكنسية المنظمة لهذه الأمور لأن الراحل هو الرجل الثانى فى الكنيسة.
وأضاف زاخر، فى تصريحات صحفية لـ"صدى البلد"، أن المطران رتبة أعلى فى درجة الأسقفية، وفى اجتماعات المجمع المقدس يكون مكانه على يمين البابا تأكيدا على مكانته، بالإضافة إلى أن الراحل ترك وصية وهي أن يدفن فى القدس، وفى التقاليد الكنسية القبطية هذا يعتبر أمرا ملزما.
وشدد على أنه لا يجب أن تتم قراءة زيارة البابا للقدس بنظرة سياسية، واعتبارها تطبيعا، مشيرا إلى أن قضية التطبيع لم تعد مطروحة الآن، خاصة وأن لدينا سفيرا مصريا بإسرائيل.
ولفت زاخر إلى "وجود اختلاف على قرار منع الزيارة إلى القدس، وحتى الآن الكنيسة تؤكد أنها ترفض الزيارة بدون إعلان أسباب، والتى أتوقع أن تكون خوفا من رد فعل المتطرفين داخل الكنيسة وخارجها".
وانتقد الرافضين لسفر البابا إلى القدس من خلال إسرائيل، قائلا: "الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة الرسمية، والدولة لها سياسة فى التعامل مع القضية الفلسطينية، ولذلك لا يصح أن تكون للدولة سياسة والكنيسة تسير فى اتجاه آخر"، لافتا إلى أن مثل هؤلاء يزايدون على وطنية الأقباط والكنيسة وموقفهم من القضية الفلسطينية.
قال القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية، إن البابا لم يكن ينتوى السفر إلى القدس، لأنه كان من المفترض أحضار جثمان الانبا إبراهام إلى القاهرة ودفنه.
وأشار في تصريحات خاصة إلى أن مطران القدس الراحل كتب فى وصيته أن يدفن فى القدس، مما اضطر البابا الى السفر هناك والصلاة على الجثمان، لافتا الى أن جدول البابا هناك لا يتضمن أية مقابلات أو زيارات رسمية، موضحاً الى أن مطران القدس الاسبق " الانبا باسيلوس" عند وفاته تم احضار الجثمان الى القاهرة وترأس وقتها البابا الراحل الانبا شنوده الثالث الصلاة ودفن بدير الانبا انطونيوس.
وشدد على أن الكنيسة لا تضع في حسبانها اية معادلات سياسية، ولذلك كل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها اية حسابات سياسية علي الاطلاق،هي زيارة لصلاة جنائزية علي الرجل الثاني في المجمع المقدس ولولا وصيته ان يدفن هناك ما كان هناك داعي للسفر.