الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على سبب ضرب الله المثل بـ«البعوضة» و«العنكبوت» في القرآن

صدى البلد

قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتى الجمهورية الأسبق، إن الله تعالى لما ضرب للمنافقين المثلين في قوله: «مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي
اسْتَوْقَدَ نَارًا»، وقوله:«أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ»، قالوا: الله أجل وأعلى من أن يضرب الأمثال، فأنزل الله قوله: «إن اللهَ لَا يَسْتَحى أن يَضَربَ مَثلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا» ليبين للمنافقين والمشركين أن الله له مطلق الحرية في أن يضرب الأمثال بكل ما يختاره وفي كل شيء يريده.
وأضاف:«وقال الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه وضرب بهما المثل للمشركين ضحكت اليهود، وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله هذه الآية: «إن اللهَ لَا يَسْتَحى» والمعنى وراء هذا المثل: هو بيان قدرة الله تعالى وعظمته في توضيح المعاني وتقريبها إلى أذهان الناس بما يشاهدونه حولهم ويحسونه بحواسهم، فهو يضرب الأمثال بالمشاهد الملموسة؛ ليكون التأثير أقوى وأعظم؛ ولذلك فإن الناس تفرقوا إلى ضلاله وإلى هداه: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا»، أي: يوفق ويخذل.
وتابع «واصل» فى فتوى له، أن التمثيل بالبعوضة الصغيرة يرمز إلى صغر حجم المنافقين والمشركين وهوانهم على الله، فهم مهما تعاظمت قوتهم فهم أصغر عند الله من البعوضة، كما أنه يرمز أيضا إلى حقارة الدنيا وما فيها؛ لأنها زائلة ولا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولو كانت لها قيمة ما سقى الله الكافر منها شربة ماء.