الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بداية العام الجديد.. موسم استضافة الدجالين على الفضائيات.. والعلماء: خداع للمشاهدين ومخالفة للشريعة

صدى البلد

عمر هاشم: الدجالون كذابون.. ولا يصدقهم إلا «الأرعن»
البحوث الإسلامية: استضافة الدجالين على الفضائيات «إثم»
الإفتاء: "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعون يوما"
مع قرب حلول العام 2016، يبدأ ظهور «الدجل والسحر والشعوذة» خرافات أصبحت تغزو المنازل دون رقيب ولا حسيب، حاملة معها أفكارًا ومعتقدات طالما حاربها ديننا الحنيف.
وتتسارع الفضائيات لاستضافة المشعوذين والدجالين، وترصد ساعات البث المتواصل، لمن جعلوا الدين ستارًا يمارسون خلفه دجلهم، مستغلين جهل وضعف إيمان البعض.
«صدى البلد»، استطلع آراء العلماء على حكم انتشار النبوءات والتوقعات من قبل المنجمين والفلكيين بخصوص الشأن العام، سواء في مصر أو خارج مصر لأبرز أحداث العام الجديد.
حذّر الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو لجنة كبار العلماء بالأزهر، من الانسياق وراء ما يسمى بتنبؤات المنجمين والكُهّان ممن يدعون معرفة الغيب، قائلًا: «كذب المنجمون ولو صدفوا أو صدقوا في بعض تنبؤاتهم لأن الغيب لا يعلمه إلا الله».
وأضاف «هاشم» أن الذين يتنبؤون ويزعمون معرفتهم بالغيب، كاذبون دجالون مبطلون لا أساس لقولهم من الصحة، مشيرًا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «أمَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ فِيمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم».
وطالب بعدم الانسياق وراء الدعوات الباطلة، التي يزعم أصحابها أنهم يعلمون الغيب، لكنهم لا يعلمون شيئًا، والأرعن -الأبله الأحمق- يصدق كل ما يقال له، لأنه يظن أن هذا سيحدث.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الله تعالى هو الوحيد الذي يعلم الغيب، مصداقًا لقول الله تعالى: «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ» الأنعام 59.
بدوره، أفتى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، بأنه يحرم على المسلم الذهاب إلى المنجمين والعرافين والكهنة.
ونوه «الجندي»، بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حذرنا من ذلك، فقال -عليه الصلاة والسلام-: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعون يوما» أخرجه مسلم في الصحيح، وقال -عليه الصلاة والسلام-: «من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-».
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هذين الحديثن يدلان على أن الإتيان إلى الكهنة والعرافين والمنجمين أمر منكر لا يجوز في الشريعة، مشيرًا إلى أنه يكره استضافتهم في الفضائيات.
وشدد على أنه أنه يأثم المذيع وأسرة البرنامج إذا قصدوا من استضافة الدجالين إقناع الناس بكلامه ليصدقوه، أما إذا أراد أن يعلم المشاهد حقيقة أن الدجالين كاذبون فلا إثم عليه ولا ينطبق عليه الحديثان السابقان.
وأشار إلى أنه يجوز للناس مشاهدة هؤلاء الدجالين على الفضائيات بشرط ألا يصدقوهم، وليتأكدوا من أنه لا يعلم الغيب إلا الله -عز وجل-.
من جهتها، أكدت دار الإفتاء المصرية كذب المنجمين الذين يُعلنون نبوءات قبل بدء العام الميلادي الجديد، وادعائهم بمعرفة أحداث مستقبلية تدخل في الغيبيات التي لا يعلمها إلا الله تعالى، منوهةً بأنه على المسلم معرفة أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه النافع الضار، وأنه من الشرك بالله أن يعتقد الشخص أن لغير الله من الإنس أو الجن أو غير ذلك تأثيرًا في معرفة الغيب، أو كشف الضر والبلاء أو النفع له.
وأوضحت الدار أن المنجمين يدعون معرفة بعلم الغيب، وهو نوع من الدجل، حتى وإن تحقق بعض هذه الأمور مصادفة؛ لأن عالم الغيب والشهادة هو الله تعالى، ولم يُظهر سبحانه وتعالى على هذا الغيب إلا من ارتضى من رسول أو نبي قال تعالى: «عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا».
وتابعت: «ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تصديق هؤلاء المنجمين فقال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرَّافًا فصدقه بما يقول لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا»، منوهة بأن مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» ليست حديثًا نبويًّا، وإن كان معناها صحيحًا.
وأضافت الفتوى أنه بسبب مخافة أن يفتن البسطاء بأفكار هؤلاء المشعوذين جاء تحذير الحكماء بالتأكيد على كذب المنجمين حتى وإن صادفوا الواقع.
وأشارت إلى أن التنبؤ بالغيب والمستقبل يختلف عن علم الفلك الذي هو علم من أهم العلوم التي اعتنى بها علماء الإسلام الأولون، وهو يتعلق بالمحسوسات، ولا يتعلق بالغيبيات، حيث يتعلق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، وتحديد مواعيد الصيام والحج والصلاة وغيرها من الأمور.
وناشدت عدم الالتفات لمثل هؤلاء المنجمين الذين يجعلون الناس يتعلقون بغير الله تعالى، ويسيرون في ركب الخرافات والدجل، الذي يورد صاحبه المهالك في الدنيا والآخرة.