ساطور سعدية.. ونهاية مأساوية لأم شخصية قوية.. فرقت الحبايب بـ"كيد النسا"
"احذر عدوك مرة.. واحذر أبوك ألف مرة الضربة".. "اللي متكسركش تقويك لكن لما تكون الطعنة من اللي مخلفك ومربيك!!
الست سعدية.. ومين ميعرفاش!! ورثت فلوس من جوزها اللي كان معلم كبير في بورسعيد.. حنفية مبتخلصش.. بعد ما كانت بتغسل وبتمسح في بيوت الناس بقت هي ست الناس!!
هكذا أراد الشاب بداية حكاية الاثنين الأصحاب "محمد وحسين" من أول ما فتحوا عينيهم على الدنيا وهما مع بعض بياكلوا ويشربوا ويلعبوا ويتخانقوا ويذاكروا ويناموا مع بعض.. الست "آمال" والدة "محمد"، والست "سعاد" والدة "حسين" كانت شقتهما في وش بعض فكانت العلاقة أسرية بطريقة غريبة ينزلوا السوق أو يشتروا لبس الولاد أو يزوروا مريض أو فرح أو عزا كل حاجة مع بعض.
كل حاجة كانت تمام والدنيا ربنا ميسرها على الأسرتين ومفيش أى مشاكل خالص لحد ما ظهرت وش المصائب "سعدية هانم" اللي مفيش في جمالها اثنين.. ولا في شرها اثنين.. وسكنت في العمارة اللي العيلتين عايشين فيها ومن هنا بدأ الشيطان يعرف طريقه عشان يفرق بين الأصحاب..
الست "سعدية" بعد ما مات جوزها كان معاها فلوس كتير.. بس أهل جوزها بيضايقوها فقرّرت إنها تتجوز.. عايزة واحد يكون راجل يقدر يقف في وش قرايب جوزها.. ويكون وراه عيلة.. فبدأت تدور لغاية ما لقت اللي هي عايزاه واللي بتدوَّر عليه.. واحد بطول وعرض وحالته المادية مش متيسرة كثير، بس راجل.. تقدر تعتمد عليه، فاختارت "حسين" اللي متجوّز أخت صاحبه وقرّرت إنها تفرق بينهم..
يا أفندي أنا عايز أقلك إن ربنا لما قال "إن كيدهن عظيم" صدق والله.. الست "سعدية" كانت لمّا تمشي تقدر تقول إن أي راجل بشنب بيقول في نفسه "ياه لو تقبل خدّي يبقى مداس ليكي" بس هي مكنش يملا عينيها أي حد.. كانت شخصيتها قوية..
بدأت "سعدية" خطتها.. في يوم لقت "حسين" داخل البيت ونادت عليه.. لحظة يا أفندي الموبايل بيرن.. الوو.. أيوه يا أستاذ "محسن".. انتي فين أنا قاعد في المحكمة مستنيك.. آسف يا أفندي.. دا المحامي.. بحس إنه مش فاهم حاجة خالص، ومحدش هيودي "حسين" لحبل المشنقة غيره.. ربنا يستر..
استكمل صاحب الثلاثين من عمره فضفضته بأن الست بعد ما طلعلها "سحس" الشقة ودخل وشرب كوباية الشاي ودردش معاها شوية.. طلبت منه البحث عن محاسب شاطر عشان الضرائب.. فطبعًا الباشا "حسين" شغال محاسب أصلاً فقال لها إنه هيخلص لها الحوار ده، متقلقيش بس طلب منها الدفاتر.. واتفقوا يتقابلوا بعد كده.. وبعد تلت أربع قول عشر مرات السنارة غمزت.. و"سحس" بلع الطعم، وقرّر إنه يطلق مراته ومن هنا "باظط" علاقة الاثنين الأصحاب والعيلتين مبيكلموش بعض.. وراح "سحس" يفاتح أبوه عشان يتجوزها، وكان رد فعل الوالد "حتة دين قلم" صوته جاب آخر الشارع، علّم تمام على سداغه.. بس اللي في دماغه حاجة زي "حسين" مبيرجعش عنها.. دماغه صرمه قديمة.. اتحدى أهله واتجوزها من وراهم.. وعاش معاها في شقتها.. بس أبوة حرّم عليه إنه يدخل بيته.
سيادة القاضي حضرات السادة المستشارين ليس من العدل أن نذهب بالخيال إلى ما يتعدّى الواقع.. رجلٌ دخل منزله فوجد زوجته في أحضان أبيه، ماذا كان عليه أن يفعل، وهو يجدها ترقص وتتمايل أمام أبيه، أكان يجب أن يرفع صوت الأغنية، أو يخرج ويغلق الباب خوفا من أن أمه تطلع وتظبط أبوه مع مراته.. ولاّ ينزل يشتري بيرة وحشيش عشان والده يعلّي الكلام.. وهنا تعالت الضحكات بقاعة المحكمة.. ليقول القاضي: نظام ممنوع الصوت.. المحامي يستكمل: أمرٌ محير ما حدث هو خيانة من الدرجة الأولى ورد الفعل الوارد في أوراق القضية أمر طبيعي جدًا.. ده كويس إنها خلصت على قد كده.. ده المتهم مسك أعصابه على الآخر واحد غيره كان خربها أكثر من كده!!
متستغربش يا بيه من اللي سمعته من المحامي في المرافعة الست بعد ما اتجوزت "حسين" صدّرته لقرايب جوزها، وهو بصراحة قام بالواجب مع أول زبون من قرايب جوزها السابق ييجي للبيت عشان يقول: "حقنا".. "سحس" كان محضر الساطور وراح ماسك في خناقه ورزعه علقة موت وقال له "بلغ الباقي إن اللي فات مات.. واللي هيقرب هيتعمل معاه القلاشة".. وطبعا كل قرايب الهانم جابوا ورا..
طبعا كان لازم يقتلها يا سيادة القاضي.. أنا لو مكانه هاعمل كده.. أيوه أنا عارف إن النيابة بتطالب بتطبيق أقصى العقوبة أنا عارف.. المتهم لم ينكر قتلها لم ينكر.. المتهم وإن كان قاتلاَ إلا أنه لم ينس قول ربه "وبالوالدين إحسانا".. لكن أنا عارف إن مفيش شهود يثبتوا الكلام ده.. بس معالي القضاة الأجلاء: هل يعقل أنه قتلها "من الباب للطاق".. ده كلام مش منطقي.. ده كان بيموت في التراب اللي بتمشي عليه، بالعربي كان بيعبدها سيادة القاضي.. النيابة أغفلت روح القانون ومشاعره كإنسان، وتمسكت بما قرأته في القانون شكليًا فقط، وهو أمر لا يقبله عقل ولا منطق في التعامل مع تلك القضية.
الست "سعدية" بعد ما خلصت من قرايب جوزها.. فجأة والد حسين يرضى عنه ويدعوه هو ومراته لعزومه على العشا في البيت والعلاقة ترجع زي الأول.. تقدر تقول بالبلدي "الميه رجعت لمجاريها"، وده كان حاجه تحير جدًا.. المهم إن سعدية بقت تنزل كثير عند أهل جوزها وبتقضي وقت أطول.. ووالد المسكين "حسين" على طول بيشكر في أخلاقها وأدبها وتربيتها وبيقعد يهزر ويضحك معاها.
لحد ما اكتشف "حسين" المستور.. بالغلط راجع البيت بدري عشان يحتفل بعيد جوازه هو والزفته لاقى الليلة منصوبة بدري.. و"سعدية" لابسة أحلى حاجة عندها وسعيدة وطايرة من السعادة وبترقص وبتغني بس للأسف مش لـ"سحس" لـ "أبو سحس"!!
القاضي: قرّرنا قبول الطعن علي حكم الإعدام بعد الاطلاع على الأوراق وإعادة المحاكمة.. الله أكبر.. يحيا العدل.. الحمد لله.. الحمد لله.. ربنا عالم بحالنا وزغاريد عالية من "أم محمد" و"أم حسين" وزوجته الأولى اللي طلقها بتعيط فرحانة إن ربنا نجاه.. وبتزغرد كمان.
انت عارف يا بيه.. حسين عمل إيه.. جرى على غرفة الخزين جاب الساطور اللي كان حطه عشان قرايب "سعدية" وضربها بيه فصل رأسها عن جسمها.. أما أبوه مقدرش "حسين" يقتله بس بعد ما اتقبض على "حسين".. أبوه قطّع شرايينه ومحدش كان في البيت عشان ينقذه.. عشان "أم حسين" غضبت وسابت البيت.. وحسين رفض في كل التحقيقات اللي اتعملت معاه إنه يجيب سيرة أبوه.. وآدي السجن فرق بيني وبين "حسين" بعد ما كنا على الحلوة والمُرة مع بعض.. القاضي لـ"حرس المحكمة": ينقل للسجن لحين اتخاذ إجراءات المحاكمة.