شهدت محافظة بورسعيد واقعة مؤلمة، بعدما تعرض مسن يدعى محمود عباس محمد عثمان جاويش، الشهير بـ “عاطف”، ويبلغ من العمر 75 عامًا، لهجوم عنيف من مجموعة كلاب ضالة أثناء مروره بأحد شوارع حي الجلاء، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة في يديه ورجليه، ونزيف شديد لم يتمكن من السيطرة عليه، وتوفي متأثرًا بإصاباته بعد ساعات من الحادث.
وأكدت ابنته لمياء أن الحادث كان مأساويًا، وأن والدها كان عاجزًا تمامًا عن الدفاع عن نفسه، كما لفتت إلى وجود إهمال طبي في التعامل مع حالته بعد نقله إلى المستشفى، ما زاد من معاناته قبل وفاته.
هجوم كلاب ضالة ينهي حياة مسن ببورسعيد.. إصابات جسيمة ونزيف حاد قبل وفاته بساعات
قالت لمياء، ابنة المسن من بورسعيد في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد ، إن والدها كان في طريقه إلى المنزل بعد شرائه بعض الاحتياجات، مضيفة:" كان والدي قد اشترى كيس لحم ثم بدأ يسلك شوارع حي الجلاء ليعود إلى منزله، كان يمر بجانب كلبة والدة، ولم يفعل لها شيئًا، فهي هجمت عليه فجأة وجمعت حوله مجموعة من الكلاب الأخرى".
جروح عميقة في اليدين والرجلين
وأكدت لمياء أن والدها سقط أرضًا فور الهجوم، قائلة:"وقع على الأرض مباشرة لأنه رجل ضعيف، كما شاهدتم في الصور، وبهدلوه الكلاب بشكل رهيب، فكانت يده مفتوحة من الكف حتى الكوع بالكامل، وكانت رجلاه وفخذه، وظهرت آثار أنياب الكلاب على رجله بالكامل حتى كعب القدم".
وأضافت:"الجرح كان فظيعًا جدًا، وكل ما فعله هو أن استجمع قوته حتى استطاع الوقوف ووقف رجل عجوز لمساعدته، وركبه سيارة أجرة وذهب الى المستشفى الأميري".
وقالت لمياء إن اتصال المستشفى بها كان مثيرًا للقلق، مضيفة:"اتصلوا بي وقالوا لي إن والدي في حالة حرجة، وأنه يحتاج من أحد أفراد العائلة التواجد معه فورًا، أرسلت زوجي وأختي لأنني كنت خارج بورسعيد في تلك اللحظة".
نقله للمستشفى كان في حالة نزيف حاد
وأكدت لمياء أن المستشفى قدم الرعاية الطبية فور وصول والدها، مشيرة:" أعطوه المصل والمسكنات، وبدأوا في تنظيف الجروح، لكن الضرر كان شديدًا، فالجرح في اليد لم يكن قابلاً للخياطة بسبب عض الكلاب، وعملوا له غرزة واحدة لتثبيت اللحم من الجانب الآخر، وطلبوا منه الاعتناء بنفسه في المنزل بعد ذلك".
نزيف متجلط وأسود اللون
وروت تفاصيل النزيف الذي عاناه والدها في المنزل قائلة:" عندما ذهب للمنزل ظل نائما لساعات ولكننا لاحظنا ان جسده مازال ينزل بشكل كبير ولونه أسود متجلط، وكنا نحاول تنظيفه قبل وصول الإسعاف، كانت الدماء تغطي الأرض وكان المنظر صعبًا جدًا على الجميع، حاولنا تدعيمه ووضع القطن لتغطية النزيف ومنع فقدان المزيد من الدم".
وتابعت لمياء: “عند ذهابنا به إلى المستشفى استقبله أطباء الطوارئ والممرضات، وكانت حالته خطيرة جدًا بسبب النزيف الشديد، وفور وصوله تم إجراء الأشعة والتحاليل اللازمة، واكتشف الأطباء وجود تضخم في الشريان الأورطي، وبعد تعليق المحاليل له بدأ يتحسن قليلًا واستعاد وعيه، لكنه بعدها توقفت عضلة القلب، وحاول الفريق الطبي إجراء الإنعاش مرات متتالية، إلا أن المحاولات لم تنجح، وتم إعلان وفاته”
اتهامات بالتقصير الطبي
واكدت لمياء أن خروج والدها من المستشفى كان خطأ طبيًّا، قائلة:"هو رجل كبير في السن، كان يجب أن يبقى تحت الملاحظة لساعات، لا يمكن تركه يغادر بهذه الحالة الخطيرة وقتها".
وقالت:" لو ظل تحت الملاحظة في المستشفى، لربما كان يمكن تفادي المضاعفات، لكنه خرج بعد إجراءات روتينية فقط، وغادر المنزل متعبًا، وقد بقي نائمًا طوال اليوم بسبب تأثير المسكنات على جسده".
وأكدت لمياء في ختام تصريحاتها:"حق والدي عند الله، لكننا نطالب بالتحقيق في الإهمال الطبي الذي وقع، كما نطالب الجهات المختصة بالتصرف السريع للسيطرة على الكلاب الضالة بعيدًا عن مساكن الناس، حتى لا يتعرض أي شخص آخر لما تعرض له والدي".
وأردفت:"كل ما نريده هو أن يتحمل المستشفى مسؤولياته تجاه كبار السن، وأن يتلقى المرضى الرعاية اللازمة في مثل هذه الحالات الحرجة، فالوالد لم يكن مجرد حالة عابرة، بل رجل مسن تعرض لإصابة خطيرة كانت تستدعي الملاحظة الدقيقة والرعاية الطبية المستمرة".