مؤنس يونس" و"منال وحيد" أبرز دجالين ومدعي النبوة فى مصر
"مسيلمة الكذاب" وضع حجر الأساس فى الدجل وإدعاء النبوة عقب وفاة النبى "محمد"
"رجال الدين": مدعو النبوة مشعوذون كاذبون مأجورون لهدم الدين
غياب الوعى الدينى والتعليمى سبب مباشر لانتشار هؤلاء المشعوذين يحدث الآن فى مجتمعنا المصرى مالا عين رأته ولا أذن سمعته، أناس يدعون النبوة ويخرجون عن حدود الدين والإيمان بالخالق سبحانه وتعالى، معتمدين على افتراءات ودجل وهواجس من صنع خيالهم المريض، فمنهم من يدعى النبوة سواء كان رجلا أو امرأة والحديث مع الملائكة، ومنهم من ينسب لنفسه صفات الله الواحد القهار.
وربما يلجأ هؤلاء غير المتزنين عقليا إلى تلك الأقاويل الباهتة البعيدة عن الحقيقة طلبا للشهرة ولفت أنظار المصريين إليهم وربما يطمع البعض الآخر فى كسب المال الوفير من خداع البسطاء والأميين ممن لم يتوافر لديهم الوعى الدينى والتعليمى للتعرف على خديعتهم.
والأمر لم يحدث فى تلك الأيام فقط، ولكن تاريخه يعود بعد وفاة النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم وانقطاع الوحى، فظهر "مسيلمة الكذاب" الذى ادعى النبوة، مطالبا المسلمين بالالتفاف حوله.
والمحزن فى الأمر الذى تدمع له العين وتهتز له القلوب هو التفاف بعض الأشخاص حول هؤلاء الدجالين المثيرين للفتن والبلبلة بين الناس مستغلين فى ذلك العبث بآيات القرآن الكريم وتحريف السنة والسيرة النبوية، ضاربين بعرض الحائط قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كذب المنجمون ولو صدقوا".
وهنا نستعرض مجموعة من أبرز مدعى النبوة فى مصر خلال السنوات الماضية واشهر اكاذبهم وادعاءاتهم المليئة بالدجل :
"مؤنس يونس" مدعى النبوة فى الصعيد
نشبت مشادة كلامية وتراشق بالألفاظ والأيدى بين "مؤنس يونس" الصعيدى الأسيوطى الشهير بمدعى النبوه وبين المحامى "نبيه الوحش" فى حوار لهما مع الإعلامى "محمد الغيطى" ببرنامج "صح النوم" المذاع عبر فضائية "Ltc" أمس، حينما ادعى "مؤنس" انه نبى من انبياء الله وان رحلة الإسراء الخاصة به كانت فى مملكة "السويد" منذ 14 عاما فضلا عن انه كان وراء تولى جماعة الإخوان الإرهابية للحكم وانه رأى جنة الله على الأرض.
حتى سخر منه "الوحش" وهاجمه بشدة على غرابة حديثه وطالب المسئولين بمحاكمته وسحب الجنسية منه أو ايداعه فى مستشفى الأمراض العقلية، ليعتدى "مؤنس" على "الوحش" بالضرب وخلع النظارة الخاصة به والقاءها على الأرض.
"سيد طلبة" مدعى النبوة فى القليوبية
بدأ "سيد طلبة" الموظف بهيئة الطاقة الذرية المصرية مشواره فى الدجل ويدعى قدرته على علاج المرضى وشفاءهم من أمراضهم المستعصية فى جلسات العلاج التى كان يعقدها فى احد المساجد بمحافظة القليوبية.
وحينما وطأت أقدامه سلم الشهرة بين الأهالى، ادعى انه نبى من أنبياء الله ودليله كان نجاحه فى علاج امراض الناس بإستخدام القرآن الكريم، حتى انه كان يجتمع بأنصاره فى منزله لنشر خرافاته وأفكاره الهاجسية، حتى تم القبض على "طلبة" فى عام 2002 وتم الحكم عليه بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ.
"منال وحيد مناع" مدعية النبوة فى الحسين
هى سيدة أطلقت على نفها لقب "الشيخة منال" وأدعت أن بيتها مسجد للصحابة والأولياء وان عمها يدعى "عمر حسانين" قد ادعى النبوه هو الآخر وتم اعتقاله ومات فى السجن وكان يؤدى مناسك الحج عن أتباعها بالنيابة، ولا داعى لأن يحجوا.
وزعمت أن السيدة زينب والسيدة نفيسة وفاطمة الزهراء و سيدنا جبريل وسيدنا الحسن والحسين يظهرون لها دوما فى حضرة النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم، إلى ان قامت قوات الأمن بالقبض عليها وعلى كل من اتبعها وحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات.
"عمر أمين حسنين" مدعى النبوة فى القاهرة
هو عم الشيخة "منال" ويدعى "عمر أمين حسنين" والذى ادعى النبوة حينما بدأ زعيما للطريقة البيومية الصوفية فى القاهرة إلى ان تطرق إلى الحديث ان "جبريل" عليه السلام والملك "عزرائيل" يتآمرون معه وانه نجح فى منع بعض اتباعه من الصلاة واداءها بعد بلوغهم لدرجة اليقين.
"محمد إبراهيم محفوظ" مدعى النبوة فى الإسكندرية
اسمه "محمد ابراهيم محفوظ" كان يعمل موظفا فى احدى شركات الملاحة في الإسكندرية وادعى النبوه منشأ "الطريقة الروحية" التى قامت على فكرة أن النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم لم يمت وانما تجسد فى شخصه، حتى انه ارتكب مجموعة من الجرائم كان أشهرها اعتداءه على السيدات فى جلسات العلاج الروحى التى كان يعقدها.
"رشاد خليفة" مدعى النبوة فى محافظة البحيرة
عرف "رشاد خليفة" بالتصوف على غرار والده الذى كان شيخا للطريقة الصوفية فى المدينة وولد فى كفر الزيات بمحافظة البحيرة وسافر إلى أمريكا لدراسة الكيمياء وترقى فى المناصب إلى ان عين خبيرا فى الأمم المتحدة، حتى اصابه الجنون وادعى ان جبريل اتاه بوحى من الله وانه نبى من الانبياء بعد ان اشتغل فى مسجد بمدينة "توسان" الأمريكية إلى ان تم العثور على جثته وهو غارقا فى الدماء يوم 31 يناير 1990.
"صالح أبو خليل" مدعى النبوة فى الشرقية
انتشر فى شهر يونيو عام 2015، مقطع فيديو تداوله رواد موقعى التواصل الإجتماعى "فيس بوك" و "تويتر" لشيخ الطريقة الخليلية بالزقازيق ويدعى "صالح أبو خليل" والذى ادعى انه من آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانه من يدخل فى عهده هو آمن من الله وعذاب النار يوم القيامة ناسبا إلى نفسه صفات "الله" عز وجل.
وعلى الرغم من كون هذا الرجل عقيما الا انه لعب خدعة على أهالى محافظة الشرقية لإقناعهم انه قادر على علاج السيدات ممن يعانين من العقم ومساعدتهم على انجاب الأطفال.
هذا الرجل قد ولد لأب عرف فى مدينة الزقازيق بصلاحه وحسن اخلاقه حتى ان القاصى والدانى كان يمدحه ولكن يخلق من دهر العالم فاسد ، اتى له هذا الإبن المدعى للنبوه والذى لقبه الكثيرين بـ "الدجال الذكى" لإستخدامه السحر الأسود فى ابراز مشاهير السياسة والفن والرياضة.
واوضح أهالى القرية، ان هذا الرجل كان يدعى انه ابن النبى "محمد" صلى الله عليه وسلم، وكان يرسل انصاره لتأييد المذهب الشيعى فى العراق وإيران لنصرة "آل بيت الرسول" على حد قوله فضلا على انه كان يقال ان له دورا كبيرا فى اختيار وزراء وبرلمانيين فى عهد الرئيس المخلوع "محمد مرسى".
والغريب فى الأمر، هو أن أنصار الطريقة الخليلية فى الزقازيق نفوا حقيقة هذا الفيديو وان من يتحدث فيه ليس "صالح أبو خليل" الرجل المتدين الذى عرف بالتقوى وأن ذلك الفيديو ماهو إلا محاولات لتشويه صورته.
وللدين آراء فى تلك القضية المثيرة للجدل، فقال الدكتور "أحمد عمر هاشم" عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن الله تعالى انزل قرآنا نتفق عليه جميعا بأنه خاتم الكتب للعالمين وقال فيه: "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
وأكد أن أي انسان يدعي النبوة أو المهدي المنتظر، كذاب دجال وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الفتن قائلا: ستكون فتن كقطع الليل المظلم يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا".
وأضاف -في تصريحات لـ"صدى البلد"- تعليقا على ادعاء احد الأشخاص أمس بإحدى القنوات الفضائية أنه المهدي المنتظر، وأنه النبي -ان القرآن دستور السماء يقول: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا العاقب فلا نبي بعدي وأنا خاتم النبيين"، كل هذه أدلة من القرآن والسنة تدمغ أصحاب الأهواء المشبوهة.
وتابع هاشم بشأن ادعاء الشخص بأنه المهدي المنتظر: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لن تقوم الساعة حتى يظهر رجل من آل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي" أي أن شروط المهدي المنتظر أن يظهر في آخر الزمان وأن يكون اسمه محمد وأبوه عبد الله وليس غير ذلك.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ان دافع هذا الرجل من ادعاء النبوة الزائفة هو أن يكون قد أصابه خبل في العقل أو أنه تقف وراءه منظمات مشبوهة دفعت له أموالا طائلة لتخرب في الدين.
وحذر هاشم من الانسياق وراء هذه الأحاديث الكاذبة ونصح الناس بعدم الانسياق وراءهم فهم مشعوذون كاذبون مأجورون لهدم الدين وأقول لمن اتبعهم ضللتم الطريق وعودوا الى رشدكم فلن يزيدوكم الا ضلالا.
ومن جانبه أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه يحرم على المسلم الذهاب إلى المنجمين والعرافين والكهنة.