مساعد البشير يحاول إقناع السودانيين بوقف التظاهر مقابل خلافته للرئيس

كشفت مصادر مقربة من عبد الرحمن المهدي، مساعد الرئيس البشير أن ظهوره في التلفزيون الحكومي وشجبه للتظاهرات في مختلف أنحاء السودان جاء بعد اجتماعه امس مع نافع علي نافع القيادي في المؤتمر الوطني.
وقالت المصادر إن "نافع" أقنع "المهدى بالوقوف إلى جانب النظام والخروج إلى العلن للتنديد بالمتظاهرين مقابل أن يقوم نافع وآخرون من قيادات المؤتمر الوطني بتمهيد الطريق له لقيادة الحكومة في المرحلة القادمة، بعد إزاحة البشير من السلطة.
ويري مراقبون في واشنطن أن نافع علي نافع يسعي إلى استخدام عبد الرحمن المهدي لتهدئة التظاهرات في الخرطوم خصوصاً في أم درمان التي شهدت يوماً دامِيا إثر اطلاق الشرطة وقوات أمن النظام الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين بمسجد السيد عبد الرحمن المهدي بأم درمان.
واستبعد المراقبون في الوقت ذاته أن يقوم نافع وصحبه بتسليم السلطة إلى عبد الرحمن المهدي في حالة تمكنهم من ازاحة البشير من السلطة.
وكان عشرات السودانيين أصيبوا واعتقل آخرون، أمس الجمعة أثناء تفريق الشرطة والأجهزة الأمنية، متظاهرين في مدن أم درمان والخرطوم بحري والأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وطالب المتظاهرون الذين خرجوا عقب الصلاة في جمعة أطلقوا عليها "جمعة لحس الكوع"، بإسقاط النظام والحرية والعدالة، بعدما كانت مظاهراتهم السابقة تطالب بمعالجة المشكلات الاقتصاددية والاجتماعية.
واستخدمت الشرطة ومجموعات أخرى بلباس مدني العصي والهري والغاز المدمع في التعامل مع المواطنين.
وطالب زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي الحكومة بعدم استخدام العنف ضد المواطنين المتظاهرين، "لأن التظاهر مكفول لهم بالقانون والدستور".
وأضاف مخاطبا المعتصمين أمام مسجد السيد عبد الرحمن المهدي، إن ما وصفه بالاعتداء على المواطنين سيقودهم إلى ممارسة العنف المضاد.
وبشر المهدي المتظاهرين بتأييد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي للسودانيين في كافة خياراتهم الديمقراطية.
وتعرض المسجد لوابل من قنابل الغاز المدمع، مما أحدث عددا من حالات الإغماء وسط المعتصمين من النساء والرجال.
ونفذت الأجهزة الأمنية اعتقالات في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، شملت رئيس الحزب العربي الاشتراكي الناصري الفاتح سليم المحامي ورئيس المؤتمر السوداني المعارض مجدي يوسف ومعتز الطيب مساعد أمين المؤتمر الشعبي بالولاية.