بالصور.. مسجد بدر بطابية أسوان.. تحفة معمارية ومزار سياحي على خريطة القادمين من دول العالم

مسجد بدر بمنطقة الطابية بأسوان يعتبر من أشهر المساجد بالمحافظة وأعرقها، ويمثل طرازاً معمارياً متميزاً وتحفة جمالية ، ولقيمته التاريخية يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين في العديد من المناسبات والاحتفالات الدينية والأعياد سواء عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحي وذلك لارتباط أهالي المنطقة المحيطة بالمسجد بالمكان وتاريخه ، كما تحرص الأفواج السياحية على زيارته نظراً لأهميته التاريخية كمزار سياحي، بالإضافة إلي أنه بإمكان السائح أن يرى المدينة من فوق قمة المسجد من الجهات المختلفة بإستخدماً العدسات المكبرة .
كما أن مسجد الطابية نظراً لارتفاعه الكبير يتم من خلاله استطلاع رؤية هلال شهر رمضان المبارك فلكياً، وقد وضعته الشركات السياحية علي رحلات برامجها ليزوره السائحين من مختلف دول العالم.
وترجع التسمية إلى المنطقة التي أقيم فيها والتي كانت إحدى طابيتين حربيتين تم إنشاؤهما في عهد محمد علي باشا لتكونا مقرًا للكلية الحربية التي كان يديرها سليمان باشا الفرنساوي، والطابية الثانية كانت في منطقة الشيخ هارون، لكنهما اندثرتا وهدمتا مع مرور الزمن ، وقد بني المسجد علي ربوة عالية بموقع الطابية القديمة في وسط مدينة أسوان بالمواجهة للنيل من الناحية الشرقية بحيث تستطيع أن تشاهد مئذنته من أي مكان في المدينة لارتفاعها الشاهق، وأن المسجد يتسع وحديقته التي تأتي علي شكل مدرجات تبهر الزائرين والمشاهدين لها خلاف المصليين .
وتم الانتهاء مؤخراً من تنفيذ مشروع الصوت والضوء بمسجد الطابية من خلال رجال الوحدة المحلية لمركز ومدينة أسوان بالتعاون مع الحملة الشبابية لنظافة وتجميل مدينة أسوان ليخرج هذا العمل إلي النور من جديد بعد أن توقف لسنوات ، حيث أنه تم في بداية الألفية الحالية تنفيذ هذا المشروع من قبل .
مسجد الطابية تم بناؤه كما يقول حسن محمد جبر، كبير مفتشي الآثار الإسلامية بأسوان، في عهد الرئيس الرحل جمال عبد الناصر وتم افتتاحه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1974، وتم تشييده فوق ربوة عالية وعلى الطراز الملوكي ويتسم بجمال زخارفه من الداخل والخارج وله مئذنتان عاليتان، ويبلغ عدد الأعمدة به 24 عاموداً دائرياً و 8 دعامات ترتكز عليها عقود تشبه حدوة الفرس.
كما أن تاريخ يرجع الطابية إلى العصر الفاطمي كمثيلتيها بالشلال "مئذنتي بلال"، وتعد هذه الطابية من الآثار الإسلامية المهمة والمسجلة بالقرار الوزاري رقم 10357 لسنة 1951م، حيث تتميز مئذنة الطابية بوجود شريط من الآجر وضع بطريقة يقصد منها تكوين نص كتابي يشبه الكتابة الكوفية، بجانب العناصر المعمارية المشتركة بين مئذنة الطابية والقباب الفاطمية بجبانة أسوان، والذي يتمثل ذلك بوجه خاص في وجود المخروط الركني بجبانة أسوان.
ويضيف حسن جبر بأن للمسجد مدخلان رئيسيان في الجهة الجنوبية والغربية ، ويتقدم كل مدخل مظلة ترتكز علي أعمدة دائرية يعلوها عقود مدببة ، ويتدلي من كل سقف مشكاوات زجاجية تحمل كتابات قرآنية بالخط الكوفي الجميل ، وأنه عند دخول الشخص للمسجد يجد نفسه في حيرة من أين يبدأن النظر بسبب كثرة الزخارف التي تزين الأعمدة والدعامات الموزعة في تناسق معماري لتحمل القبة الضخمة التي تتوسط المسجد .
وقال بأنه في جدار القبة التي تشاهدها مباشرة في مواجهة المدخل الرئيسي نجد محرابها البديع الصنع من الرخام المعشق بألوانه المتجانسة وعلي يمينه منبر خشبي يحاكي في صناعته تلك المنابر الأثرية في العصور السابقة ، وقد ملأت بالزخارف الهندسية والبنائية ، وما أجمل تلك البقعة الصغيرة التي تعلو جلسة الخطيب فوق المنبر مما يؤكد علي أن المعماري المسلم بإمكانه وعبقريته يمكنه أن يحاكي عمارة علي مر العصور ، ليعكس كل ذلك عظمة التاريخ الإسلامي والتراث المعماري الإسلامي .