يا وزير الصحة.. يقعد لك في صحتك

الطفل "أحمد".. لدينا كلّ بيانات الواقعة" ، عمره خمس سنوات حرارته 40 شبه مغمى عليه من شدة الاحتقان بالزور وترجيع باستمرار، وعلامات المرض واضحة لباقي الناس المرضى فأدخلوه لشدة حالته فرفضت مسئولة التذاكر بحجة أنه ليس له " كراسة طبية" فقالت الأم اكشفوا له ونعمل كراسة .
قالت الموظفة عنوانه بشارع حسن نافع من ش محي الدين القبلي لا يتبع " مركزهم" بتاعهم " فقال الناس : اكشفوا له ده مريض جدا، فقالت الموظفة لألأ بالتلاتة ، دى تعليمات فقالت الأم : تعليمات إيه ؟ قالت لها الموظفة : هذا الشارع يتبع مركز طبي غرب البساتين الكائن بسوق الخضار.
فقالت الأم والناس الموجودين: ش حسن نافع عنوان الطفل جوار مركز على بن أبى طالب بأقل من مائة متر فقط نحن جيرانكم بنهاية الشارع فقط ومركز غرب البساتين يبعد أكثر من كيلو متر على الأقل.
كيف هذه التعليمات؟ فقالت لها الموظفة اكشفى بره قطاع خاص قالت لها ليس باستطاعتي معلش حالي على قدي، قالت لها خلاص روحي لمنطقة صقر قريش الطبية وقولي لهم مش هيكشف على ابنك انتى مش تبعنا وبراحتك حالته مش خطر قوى وقال موظف زميلها ابنك مش هيكشف واشتكينا هناك.
استعطفتهم الأم والناس، فقال مش هقطع له تذكرة ولا يكشف "على جثتي" فانفجرت الأم بالبكاء ، والصراخ فى الجميع فين المديرة فين الدكاترة فين الرّحمة فين الضمير لو ابنك مريض بالشكل ده تعملوا كده حرام عليكم .
تقول الأم : حضرت المديرة وطبيب المركز وقاموا بالكشف على الطفل ولشدة حالته كتبوا له علاج وصرفوه له ، وقالوا لها إنهم قاموا بذلك هذه المرة لشدة مرض الطفل لكن لا تحضر مرة أخرى لهذا المركز " طبقاً للتعليمات " .
فاعتذرت لهم الأم المسكينة عن انفعالها الناتج عن خوفها على ابنها ، وسوء تدنى تعامل موظفين المركز، وعدم مبالاتهم لمرض الطفل ورفضهم دخوله للكشف بالمركز تعلّلاً بالتعليمات التي لا اعتقد بوجودها فلا توجد تعليمات فى الدّنيا تمنع إنقاذ مريض.
** يا معالي وزير الصحة.. هل تعليمات الوزارة إن الطفل المريض حرارته أربعين ، وسكنه جوار المركز الطبي بأقل من مائة متر يذهب لمركز آخر يبعد أكثر من كيلو متر؟.
** هل التعليمات بالوزارة تمنع استخراج كراسة طبية للسكان المجاورين للمكان ؟؟؟
** هل التعليمات إن المريض يعامل بهذه الطريقة غير الآدمية ؟؟
** إذا كان هناك من أصدر تعليمات خاطئة ضد المهنة الإنسانية "الطب" ؟ ألا يوجد من يحاسبه؟
** إذا كان هناك من يسيء استخدام هذه التعليمات من يحاسبه ؟؟ هذه ليست الحالة الأولى بل عشرات الحالات التي تصلني من القراء ؟ ولو كان هناك مرور وتفتيش سيطلعون بأنفسهم ؟ قبل أن تصل إليهم الشكاوى ؟ أين المسئولون عن الإشراف على إتمام العمل وإتقانه لصالح المواطن ؟
** أين قطاع الشئون القانونية ؟ أين قطاع التفتيش والمتابعة ؟ أين الإنسانية ؟ المريض لا يبحث عن رفاهية ؟ بل يبحث عن دواء وشفاء ليزول الألم ؟ المريض مسكين يحتاج من يحنو عليه وكفاه ما ابتلى به ؟ طفل كهذه الحالة من المسئول عنه ؟ من المسئول عن معاملته بهذه المعاملة التي لا تليق بمريض ، ولا طفل أصلاً ؟؟ أم أن المواطنين بالأحياء الشعبية مساكين ؟
** كن للمساكين يا معالي الدكتور وزير الصحّة ، ويا كلّ وزير كلنا سنحصد ما نغرسه ، ازرع تحصد ، وما أجمل دعوات " الغلابة الشقيانين الكادحين محدودي الدخل،الطيبين" ، وصدقني هيدعوا لك ، يقعد لك فى صحتك وعافيتك.