قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

" كي جي وان" ديمقراطية


استمعت إلى خلاف طريف عبر الفضائيات التى تزاحمنا، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، واحتلت من يومنا عددًا لا بأس به من الساعات، بين اثنين من المتحاورين المفوهين، والذين كثر عددهم، وأصبحوا كما يقول المثل الشعبى "أكثر من الهم على القلب"، بسبب ما يفجرونه من قضايا، ولا يصلون فى نهاية مكلمتهم إلى بر أمان، أو نقاط اتفاق، مع أن الأصل فى وجود هذه المكلمات، هو أن نصل فى النهاية إلى شىء نستطع أن نلمسه، ويبقى كيانا واضحا فى ذهن المستمع والمشاهد لتلك المكلمات، على اعتبار أنه من الضرورى أن أى قضية تطرح لابد أن نخرج منها فى النهاية بهدف من هذا الوقت الذى تم استغلاله، فكل ما كنت أستمع إليه من مكلمات، كلها وربما نسبة كبيرة منها، لا تنتهي إلى شىء، وبالتالى لا يتحصل المشاهد أو المتلقى لتلك المكلمات على أى شىء يذكر، بل تزاد حيرته وتشتته، لأنه طوال الوقت يستمع إلى مكلمات كلها متنافرة، خلف خلاف بالمعنى الدارج، فكل هواء له اتجاهه، وهدفه ورائحته.
نعود إلى القضية الجوهرية التى استمعت إليها من المتحاورين المفوهين، حيث اختلفا حول الأمة التى تنتسب إليها أول تجربة ديمقراطية عرفتها البشرية، هل هم الرومانيون، أم اليونانيون، أم المسلمون، أم الإغريق، أم غيرهم من الأمم والشعوب القديمة، وكل يحاول أن يجعل أصل الديمقراطية منتمي إلى ما يتفق مع اتجاهاته الفكرية، وطال الخلاف دون أن يصلوا فى نهاية الأمر إلى نتيجة.
وكنت أتمنى أن أخرج فى النهاية لأعرف مفهوما جديدا للديمقراطية، وما الذى تعنيه الآن فى مصر، هل تعنى أننا عندما نتحاور أن يستمع كل منا إلى الآخر، وأننا نغلب المصلحة العامة على الخاصة، وأن الديمقراطية تعنى، ألا نحجر على فكر الآخر، وألا نقهره، أو نحبسه فى حيز ضيق، ونؤكد عليه ضرورة ألا يتحرك إلا فى تلك المساحة.. أشياء كثيرة منيت نفسى بأن أصل إليها فى نهاية تلك المكلمة، ولكن للأسف خرجت وأنا أمسك بالهواء الذى يطير حاملا ما قالوه من كلام.
ولأننا مازلنا فىKG1 ديمقراطية، فإننا فى حاجة إلى ترسيخ مفهوم جديد لتلك الديمقراطية، وأننا لابد وأن نشق جدولا اسمه الديمقراطية المصرية، ديمقراطية نابعة من تضحيات شباب هذا الوطن، بعيدة عن القوالب الجاهزة والجامدة لترسيخ مفهوم الديمقراطية، ديمقراطية ترسخ لمفهوم أننا جميعا أبناء وطن واحد، ولن نقيمه من سباته العميق إلا من خلال كل أبنائه، دون أن نستثنى منهم أحدا، دون تهميش أو تهويش، أو تطفيش، أو تخويف، لأننا جميعا ننتمى إلى وطن واحد.