قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

رمضان بعيون مسيحية


شهر رمضان في مصر، له طابع خاص تتجلى فيه الوحدة الوطنية بأوضح وأجمل وأروع صورها.. فالمتعمق الجيد لواقع المجتمع المصري، يكتشف بسهولة إنه بقدر ما ينتظر المسلمون شهر رمضان بكل روحانياته وجمالياته وخيراته، فإن المسيحيين بالمثل ينتظرون قدومه للمشاركة في تقاليده وعاداته الاجتماعية المحببة والمألوفة كتبادل الزيارات وإحياء السهرات وتذوق المأكولات والمشروبات وتناول ما لذ وطاب من الحلويات الشهيرة والمميزة والمرتبطة بشكل خاص بهذا الشهر، إضافة إلى تعبيرهم عن بهجتهم وسرورهم بالحالة الرمضانية التي تكتسي بها الشوارع والميادين والساحات، حيث التواجد البشري المتواصل حتى مطلع الفجر، مما يعطي شعورًا هائلًا بالأمن والأمان.

يختلف الشعب المصرى فى الفكر والعقائد والأديان وأيضاً فى الثقافات ولكن هذا الأختلاف لا يقف عائق امام مشاعر الفرح والسرور عندما يأتى شهر رمضان الجميل بكل مظاهر المبهجة التى يستقبلها الجميع دون استثناء خصوصاً فى الأحياء الشعبية الجميلة التى نشعر فى حاراتها بكل معانى الحب والأخاء والوفاء الفطرى النقى.

ولا شك أن رمضان بالنسبة لي جو روحاني يعيشه كل المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي لأن المسلم صائم والمسيحي يحترم هذا الصيام فلا يأكل أمام المسلم وبالتالي فهو صائم ولو جزء من الوقت أو أغلب الوقت. فكثير من الأوقات تصادف أن يتوافق صيام المسيحي مع صيام رمضان وكانت تتجلي في ذلك الوقت أبرع معاني المحبة والمشاركة الفعالة بين المسلمين والمسيحيين. شهر رمضان ليس شهرًا للصيام فقط، وإنما شهر تتقرب فيه جميع العائلات المصرية مُسلميها ومسيحييها على السواء فيكونون كالجسد الواحد الذى يصعب تمزيقه نجد المسلم يفطر فى منزل المسيحى والعكس صحيح.

في مصر من المستحيل أن تجد في هذا الشهر الكريم فقيرًا جائعًا، فموائد الرحمن التي يُقِيمها الأغنياء تنتشر في كل مكان، ولا تترك مدينة أو قرية أو حارة، ويجلس عليها الفقير والمسافر والذي لم تُسعفه العودة إلى البيت، فيجد عليها الطعام والصحبة والأهل. وأبرز ما يُعرف به رمضان هذا الشهر الكريم في مصر، هو: السهر حتى ساعات الفجر الأولى، فتمتد السهرات والجلسات بين الأصدقاء والمعارف، وتبادل الزيارات.

كان النقاء والصفا هما سمة الإنسان الطبيعية فكانت الفرحة تعم الجميع والحب يجمع الكل والكلمة الطيبة كانت تزين اللسان . فكم نحتاج لهذه الجرعة السنوية من المحبة.

والآن يتسابق الإعلام في هذا الشهر لعرض منتجاته من أفلام ومسلسلات وفوازير وغيرها من البرامج ، وذلك عن طريق الإعلانات المشوقه . وانتشرت هذه الكلمات " انتظرونا في رمضان " " كله حصري على التلفزيون " قريبًا في رمضان " " العرض الأول " ، وخطفت الناس هذه الإعلانات من قناة إلى قناة ، والسؤال : هل استعد الإعلام جيدًا لهذا الشهر في ان يكون إيجابيًا في نشر لغة التسامح والمحبة وألا ينجرف وراء الأخبار والشائعات الكاذبة .هل للإعلام دور بازر في رأب الفتن ونشر لغة المحبة والتسامح ؟

شهر رمضان بروحانياته يجعلنا نطلب من الله المغفرة لو أخطأنا في أخ لنا أو في بعض الأحداث فتنة قد جرت من وقت لأخر فهي فرصة للجميع للتوبة . ولا ننسى رجال الدين وممثلى المؤسسات الدينية والقادة فهم فرسان هذا الشهر، يقع عليهم عبء كبير لحث الناس على المحبة وفعل الخير وتصحيح الافكار المغلوطة التي تهاجم الشباب ،ليس فقط في شهر رمضان ولكن لابد ان تكون المحبة والتسامح ميزة من مميزات البشرية فهم مؤثرون في المجتمع.

ومع نهاية شهر رمضان أقول لكل المصريين كل عام وأنتم بخير وأدعو الله أن يرعانا ويُنعم علينا ببركاته وانا نكون سفراء لهذا الوطن لنشر روح المحبة والتسامح.