الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير الأوقاف: الخطبة المكتوبة ليست «سياسة».. والناس تنفر من كل جديد

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن فكرة تعميم الخطبة المكتوبة المقروءة بالنسبة لنا ليس مجرد رأي، إنما هي فكرة مدروسة دراسة جيدة واعية، بل إنها أخذت قدرًا كبيرًا من الدراسة والمشاورة، مع كثير من العلماء والمثقفين والمفكرين وبعض النواب.

وأضاف «جمعة»، في بيان له، أن الخطبة المكتوبة ليست ذات أي مغزى سياسي، كما أنها لا تؤدي ولا يمكن أن تؤدي كما يقال إلى قتل للإبداع، مشيرًا إلى أنه لدى الإمام المتخصص متسع بالدروس والندوات والقوافل ووسائل الإعلام المختلفة: المرئية والمسموعة والمقروءة.

وأشار إلى أن «الجمعة» شعيرة لا ينبغي الخروج بها عن مغزاها الشرعي إلى أي أمور سياسية أو حزبية أو طائفية أو المتاجرة بها لصالح جماعة أو حزب أو فصيل، كما لا ينبغي استخدامها للحشد الحزبي، أو تحويلها إلى أداة فُرقةٍ وانقسام بدل أن تكون وسيلة جمع وتأليف للقلوب والنفوس.

وتابع: "الإمام أحمد بن حنبل رأى أن الخطبة المكتوبة أوثق وأضبط، وأكثر احترامًا لعقلية المستمع، ذلك أن بعض الخطباء قد لا يملك نفسه فى ضبط الوقت فيحبس الناس على اختلاف ظروفهم وقتًا مبالغًا فيه، وفيهم المريض وغير المحتمل للجلوس لهذا الوقت".

وأكد أن إطالة الخطبة مخالفة للسنة، فخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب أصحابه وخطب التابعين وأهل العلم تتسم بالبلاغة والإيجاز، وأطول خطبة وصلت إلينا من خطب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهي خطبته -صلى الله عليه وسلم- فى حجة الوادع لا تصل إلى نحو اثنتي عشرة دقيقة، وأكثر خطبه -صلى الله عليه وسلم- وخطب أصحابه وخلفائه الراشدين تقل زمنا عن ذلك بكثير، وجمهور الفقهاء على أن من علامة فقه الرجل قِصَر الخطبة وإطالة الصلاة، حيث يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ طُولَ الصَّلَاةِ، وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ، وَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ»

ولفت إلى أن إطالة الخطبة غالبًا ما تشتت الموضوع بما يربك المستمع أو الملتقي ويشتت ذهنه وتركيزه، وربما يصرفه ذهنيًّا عن الخطبة بالمرة.

واستطرد: "وقد ناقشت بعض العلماء والخطباء ممن يلتزمون بالخطبة المكتوبة المقروءة هل يؤثر ذلك على أدائهم؟ فأجابوا بالنفي القاطع، وبأن الخطبة المكتوبة المقرءوة تزيد من تمكن الخطيب، ذلك أن ذهنه لا يكون مشغولًا بالاستذكار، إنما يكون جل تركيزه على الأداء، أما التفاعل مع الفكرة فلا علاقة له بالقراءة أو عدمها، إنما يرتبط بمدى قناعة المتحدث بالموضوع الذى يتناوله".

وألمح إلى أن بعض الناس قد ينفرون من كل جديد، سواء أكان اجتهادًا فكريًّا، أم تنظيميًّا إداريًّا، وربما يكون ذلك بحكم العادة والارتباط والركون إلى المألوف، وإن كنا نرى أيضًا أن بعض أصحاب المصالح والاتجاهات الفكرية والتنظيمية لا يمكن أن يروق لهم ذلك، إذ يرونه تضييقًا عليهم، وهو فى الواقع سد لبعض منافذ الفتنة والاستغلال الخاطئ للمنبر، والاستغلال السياسي للدين أو المتاجرة به.

واختتم بيانه قائلا: "وقد أكدنا ومازلنا نؤكد وسنظل نؤكد أن موضوع تعميم الخطبة الموحدة المكتوبة المقروءة ليس سياسيًّا، إنما هو محاولة جادة لإعادة صياغة وتشكيل أسس الفهم المستنير وفق منهجية علمية مدروسة وشاملة".